بعبارات عروبية قومية تستشعر مدى المأساة الحالية التي يعيشها الفلسطينيون، وتستنهض عزائم شتى فئاتهم لإنهاء تشرذمهم ورأب صدع بيتهم الواحد تجاه ما يتعرضون له من مشروع نكبة جديدة تخطط لها تدابير الاحتلال الصهيوني الآثمة، أكد رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية محمد جاسم الصقر، أن الاعتراف العربي والدولي بقيادة رئيس دولة فلسطين محمود عباس، لمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للإخوة الفلسطينيين، فضلاً عن المسؤولية السياسية والقانونية والتاريخية التي تترتب على التحديات الخطيرة التي تعصف بمنطقتنا وأمتنا، يؤهلانه إلى الدعوة لتوافق وطني حول رؤية سياسية موحدة تتصدى لمحاولات فرض الوصاية الأجنبية على القرار الوطني الفلسطيني.

وقال الصقر، في رسالة بعث بها إلى الرئيس عباس، إن من شأن تلك الرؤية أن «تحول دون الانفراد بتحديد مصير ومستقبل وشكل التسويات السياسية المطروحة للقضية الفلسطينية عبر تغييب التمثيل الفلسطيني الحقيقي الموحد، أو التذرع بعدم وجوده بسبب التشرذم والانقسام في المواقف والتوجهات والولاءات لدى المنظمات الفلسطينية المختلفة، فضلاً عن الحيلولة دون تغييب الدور العربي الذي يضمن الحفاظ على عروبة هذه القضية، ويسهم في صيانتها ويحرص على عدالتها وإنسانيتها».

Ad

وأضاف أن المرحلة الخطيرة والعصيبة والمفصلية التي تمر بها القضية الفلسطينية حالياً، وما تتعرّض له كل من غزة والضفة الغربية في فلسطين من عدوان همجي وبربري واستئصالي تشنّه حكومة اليمين الفاشي والعنصري الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني بكل مكوناته ومؤسساته وبنيته التحتية، وفي غزة تحديداً، هدفه فرض نكبة جديدة عليه عبر التهجير القسري.

وذكر الصقر أن ذلك كله يحصل في ظلّ دعم وتشجيع وحماية من المجتمع الدولي، وعلى مدى عقود مديدة، لانتهاكات إسرائيل للقرارات والقوانين الدولية ذات الصلة بهذه القضية المحقة، مشدداً على أن هذه التطورات الخطيرة تستوجب- بل تفرض بالضرورة- استجابة فلسطينية نوعية ومسؤولة ترقى لمستوى الكارثة المروعة التي يعاني منها الفلسطينيون الآن في غزة والضفة الغربية.

وأكد أن هذه الاستجابة يجب أن تتجاوز سلبيات الماضي وخلافاته وأخطاءه وخطاياه، وأن تفتح المجال لكل فئات الشعب الفلسطيني للاتحاد معاً في جبهة عريضة وموحدة وواسعة الأطياف والتوجهات تحظى بالشرعية والتمثيل الحقيقي للقضية الفلسطينية، كما تحظى بدعم واحتضان عربي، بما يُمكنها من التصدي لمشروع هذه النكبة الجديدة التي تُعِدّ وتُخطط لها إسرائيل المدعومة دولياً، معتبراً أن تلك النكبة المحتملة توازي- إنْ لم تتجاوز بكثير- النكبة الكبرى التي حلت بالشعب الفلسطيني والمنطقة قبل 75 عاماً، والتي حملت معها تداعيات مدمرة عليه وعلى دول وشعوب المنطقة العربية، وكذلك على الاستقرار والسلم في هذه المنطقة والعالم طوال العقود الثمانية الماضية.

وأعرب عن تطلع مجلس العلاقات، الذي يضم نخبة كبيرة من المفكرين السياسيين ورجال الدولة العرب السابقين، إلى دور قيادي من الرئيس عباس يتوج نضال الشعب الفلسطيني وكفاحه وتضحياته الأسطورية، بنصر سياسي يحفظ حق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس، وبما يكفل له الأمن والاستقرار والرخاء والمكانة الرفيعة، والعيش الكريم التي استحقها ويستحقها إن شاء الله.