انتهت أسطورة القوى الخفية الحاكمة للعالم!
الحرب ستضع أوزارها لأن إسرائيل تنزف بعد أن أثخنتها الجراح من شدة المقاومة المجاهدة وقوتها في غزة، وقاد هذا الوضع الأخير الغرب عموماً إلى فرض إخضاع الصهاينة سلالة عصابات الهاغانا وشتيرن لإرادته وإنهاء سلطتهم وصلفهم حسبما جاء على لسان بلينكن وزير خارجية أميركا، في مؤتمر صحافي عقد في العاصمة اليابانية طوكيو الأربعاء: «إن الولايات المتحدة تؤمن بضرورة وجود عناصر أساسية لإرساء الأمن والسلام في المنطقة، وهي: عدم الإجلاء القسري للفلسطينيين من قطاع غزة ليس الآن أو حتى بعد انتهاء الحرب، وعدم استخدام غزة كمنصة للإرهاب أو لشن أي هجمات عنيفة أخرى، وعدم احتلال قطاع غزة بعد انتهاء الصراع، وعدم محاولة محاصرة القطاع أو تقليص مساحة أراضيه، ذلك إلى جانب ضرورة التأكد من عدم صدور تهديدات من الضفة الغربية».
وتابع «من الضروري العمل على توفير عناصر تؤمن تحقيق سلام دائم، هذا يشمل توحيد غزة مع الضفة الغربية تحت قيادة السلطة الفلسطينية، ووضع آلية مستدامة لإعادة البناء في غزة، وتمهيد الطريق أمام التعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين جنبا إلى جنب في دولتين منفصلتين».
وبهذا تضع أميركا اللغم الناسف للمشروع الصهيوني الذي طالما دمر جهودها ومشاريعها لحل القضية الفلسطينية بهدف أرض الاستقرار في المنطقة ونزع فتيل الأزمة التي تفرز الكراهية لأميركا وتولد الإرهاب الذي اكتوت به منذ عقود، إلا أن الصهاينة المتطرفين كانوا غاية في التمرد على الإرادة الأميركية، وتحريك أدوات ضغطهم ولوبياتهم في الداخل الأميركي لإسقاط أي رئيس يتحرك في اتجاه ما يسمى مشاريع السلام الذي يتلخص في مبدأ الأرض مقابل السلام، وخلق واقع جديد أو الهروب للأمام كما حدث يوم اجتازت إسرائيل الحد المسموح به أميركياً في حربها على المقاومة الفلسطينية في الجنوب اللبناني والمحدد بأربعين ميلاً بعد تحطيم البنية التحتية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلا أن إسرائيل زحفت على بيروت لتنفيذ مشروعها بتجزئة لبنان، فأعلنت أميركا بأن لبنان يجب أن يكون موحدا تحت قيادة موحدة لتضرب مشروع إسرائيل، وفي هذا السياق أقالت أميركا وزير خارجيتها آنذاك ألكسندر هيغ لتهاونه وخداعه من إسرائيل، وأسست أميركا جبهة الخلاص بقيادة نبيه بري، وبررت أعمال المقاومة في الجنوب، ووصف السفير الأميركي مقاومة الجنوب بأنها مشروعة لأن إسرائيل محتلة، واضطرت إسرائيل للانسحاب المُذل ولعق الهزيمة.
بعدها تسلسلت المشاريع الأميركية لحل القضية الفلسطينية، إلا أنها كانت تتحطم على صخرة الصَّلَف الإسرائيلي حتى وصلت الى الوضع اليوم دويلة شبح في الضفة وغزة المحاصرتين والممزقتين، دولة تفتقد كل خصائص ومقومات الدول بل المدن بوجود السدود والطرق الالتفافية، ناهيكم عن المستوطنات الزاحفة بلا توقف على أراضيها واعتداءات وقتل مما أدى إلى ما حصل في غزة، ولم يتنازل نتنياهو كما جاء في مقابلته الأخيرة للسعودية بأي شيء مقابل التطبيع بكل عنجهية!!!
فهل انتهت سلطة الهاغاناه وشتيرن؟ وهل سيخرج رابين جديد يقبل بدولة فلسطينية بِذُل وإذعان، وتنتهي خرافة الهيكل المقدس والبقرات الحمُر بل كل العوالم الشيطانية الفارغة من النورانيين وحراس المعبد والماسون... إلخ، الذين انفقعت فقاعتهم الجوفاء ليتجلى قول الله مالك المُلك سبحانه: «وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ».