هل يصبح توسيع منظمة التحرير بديلاً عن شطب «حماس»؟
مع تواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تتكثف المساعي الدولية للتوصل إلى رؤية سياسية شاملة لمرحلة ما بعد الحرب. ويطرح الأميركيون بوضوح أسئلة كثيرة على الإسرائيليين حول اليوم التالي بعد الحرب، مع تأكيدات أنه لا يمكن للجيش الإسرائيلي أن يبقى داخل القطاع أو يحكمه. ويتواصل الأميركيون مع الدول العربية للبحث عن خطوة مشتركة لإدارة القطاع، كما أنهم يبحثون عما هو أوسع من ذلك، عن سبل الوصول إلى حلّ شامل للقضية الفلسطينية.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في ختام اجتماع لنظرائه من دول مجموعة السبع في طوكيو أمس الأول، إن «الطريقة الوحيدة لضمان عدم تكرار هذه الأزمة مرة أخرى هي البدء في تهيئة الظروف لتحقيق سلام دائم (...) وتوجيه جهودنا الدبلوماسية في هذا الاتجاه».
وعلى الرغم من أن الأميركيين والإسرائيليين يطرحون فكرة شطب حركة حماس من المعادلة الفلسطينية، فإن هذا الهدف لا يبدو واقعياً بالنسبة للكثير من الدول العربية. فقد اعتبر وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في تصريح أمس الأول، أن «حماس فكرة، والفكرة لا يمكن إلغاؤها».
وتكشف مصادر دبلوماسية عربية أنه يتم تداول عناوين عامة ومقترحات لما يمكن أن يكون عليه أي حل سياسي مقبل، مضيفة أن هناك قناعة عربية ودولية، بأنه لا يمكن اختزال الفلسطينيين بالرئيس محمود عباس، كما لا يمكن لـ «حماس» أن تمثّل الفلسطينيين أو أن تحاور المجتمع الدولي، لذلك يتم البحث في إعادة تكوين شرعية جديدة.
ومن الأفكار المطروحة لذلك تشكيل إطار جامع للقيادة الفلسطينية من خلال إدخال بعض القيادات في «الجناح السياسي» لـ «حماس» إلى منظمة التحرير الفلسطينية، واستنهاض وضع حركة فتح من خلال السعي للإفراج عن مروان البرغوثي القيادي الفتحاوي المسجون منذ أكثر من 20 سنة، والاستعانة بكوادر مثل ناصر القدوة، ونجل مروان البرغوثي المقيم في أميركا والمسؤول في صندوق النقد الدولي والقيادي الفلسطيني محمد دحلان.
كما يتم بحث فكرة تشكيل حكومة فلسطينية جديدة بصيغة تكنوقراط يعود فيها سلام فياض رئيس الحكومة السابق للعب دور أساسي، ويفترض بها أن تنظم انتخابات نيابية خلال فترة 6 أشهر أو سنة كحد أقصى.
ولا يقتصر الحديث عن الجانب الفلسطيني، حيث يتم تداول احتمال أن تضغط واشنطن على تل أبيب لاستقالة الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، والتي تعد الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية، وأن تدفع باتجاه تشكيل حكومة إسرائيلية وسطية يمكن التفاوض معها على صيغ للحل.
وتشدد المصادر على أن هناك إجماعا على استحالة إيجاد حل لأزمة غزّة، بدون أفق حقيقي لعملية سلام شاملة، لأنه لن يكون أحد قادرا على تسلّم الوضع الأمني في غزة من دون غطاء سياسي توفره المقومات الجدية لحل القضية الفلسطينية، ولكن كل الظروف لذلك غير ناضجة على المدى القريب وتحتاج الى وقت، وهو ما يتطلب حواراً جدياً أميركياً ـ عربياً، وضغطاً أميركياً على الإسرائيليين، كما أنه لا بد من رصد الموقف الإيراني، خصوصاً في ضوء حضور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للقمة الإسلامية في الرياض، حيث سيؤكد خلال القمة ضرورة حماية «حماس» واحتضانها.