اكتشف علماء آثار، أخيراً، مقبرة تعود لنحو 3500 عام في مصر. وخلال عمليات الحفر، وجدوا ما يُعرف بـ «كتاب الموتى»، الذي يعتبر من أهم النصوص القديمة التي توضح الأمور فيما يتعلق بالمعتقدات والتقاليد الدينية للمصريين القدماء، وتُظهر تعويذات وأدعية تهدف إلى تأمين رحلة الروح بعد الموت، ومساعدتها في التوجه إلى الحياة الآخرة، وفق معتقدات سادت لدى الفراعنة.
يُعد «كتاب الموتى» من أهم النصوص الدينية في مصر القديمة، وكانت اللفائف التي تحمل هذا النص تستخدم بشكل شائع في عمليات الدفن. وتحتوي هذه اللفائف على تعويذات وصلوات تهدف إلى تأمين رحلة روح المتوفى في العالم الآخر، ومساعدتها على العثور على طريقها هناك.
تفاصيل الاكتشاف
وقد كشفت الأبحاث الأولية أن اللفافة التي جرى العثور عليها يتراوح طولها بين 43 و49 قدماً (14.9 متراً). وصرحت وزارة السياحة والآثار المصرية، في بيان لها، بأن النص الذي عُثر عليه في منطقة تونا الجبل بمحافظة المنيا (في صعيد مصر) يشير إلى «كتاب موتى».
ورغم أن العثور على نسخة من الكتاب ليس أمراً غير مألوف، فإن العثور على لفافة مثل هذه التي لا تزال في القبر يُعد «نادراً جداً»، حسبما صرح فوي سكالف، عالم المصريات في جامعة شيكاغو الأميركية.
وكان يُعتقد لدى الفراعنة أن الرحلة إلى الحياة الآخرة صعبة جداً، لذا كان يتم وضع هذه المجموعة من التعليمات والتعويذات مع المتوفى في القبر، لمساعدة روحه في العثور على طريقها بسهولة إلى العالم الآخر، وفق ما قال جون تايلور، أمين المتحف البريطاني لمصر القديمة والسودان، في منشور مدونة عام 2010.
ويهدف كتاب الموتى إلى «تأمين الانتقال الخارق للطبيعة الذي تقوم به الروح، وتوجيهها في رحلتها، وتزويدها بالتعليمات والصلوات التي تساعدها في التفاعل مع الكائنات الخارقة والآلهة في العالم الآخر»، وفقاً لحديث سارة كول، الأمينة المساعدة في قسم الآثار بمتحف باول غيتي، مع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.
فهم الثقافة القديمة
ويُعد اكتشاف «كتاب موتى» في مقبرة تعود لنحو 3500 عام في مصر، حدثاً مهماً لعلماء الآثار والمولعين بالحضارة المصرية القديمة. وتحمل هذه اللفافة قيمة ثقافية ودينية عظيمة، حيث تُظهر لنا معتقدات الفراعنة في الحياة بعد الموت، وكيفية مساعدة الروح في رحلتها إلى العالم الآخر. واستكشاف هذا الكتاب يسهم في فهمنا للثقافة المصرية القديمة وتعقيداتها الروحية والدينية.