قصيدة: هولاكو في فلسطين
داسوا كرامةَ دينِنا بحذاءِ
إذ دنَّسوا الساحاتِ باستعلاءِ
دخلوا هناك وأعلنوا صيحاتِهم
في باحةِ الأقصى بشرِّ مُكاءِ
(بلفورُ) لم يملِك وأعطى غاصبًا
مسرى الرسولِ بجنةٍ فيحاءِ
ها هم بأرضِ الطُّهرِ في أرجائها
وقد استباحوا حُرمةَ (الإلياءِ)
جاؤوا على سُفُنٍ إلى أرضِ الهدى
وبنَوا عليها دولةَ الدُّخلاءِ
باسمِ احتلالٍ غاشمٍ متعنِّتٍ
بجريمةٍ عصريةٍ نكراءِ
جاءَ اللئامُ فهجَّروا أبناءها
إذ أرهبوا السُّكَّانَ للإجلاءِ
واليومَ ها هم أكملوا إجرامَهم
بإبادةٍ وتعطُّشٍ لدماءِ
لو قِيسَ (هولاكو) بهم ما فاقَهم
بالظُّلمِ والسوأى وبالنَّكراءِ
(نَيرونُ) أعلن أنهم قد جاوزوا
نيرانَه بالحقدِ والإيذاءِ
في ظرفِ شهرٍ واحدٍ مُتعسِّفٍ
قتلوا الألوفَ وشرَّدوا لعراءِ
هجمَ الصهاينةُ الطُّغاةُ فأمعنوا
بالفتكِ والتنكيلِ في الأرجاءِ
فجرائمُ الحربِ الرهيبةِ روَّعت
والطفلُ في مهدٍ مع الشهداءِ
لم يتركِ القصفُ المجلجلُ دونه
شيخًا هزيلًا مُقعَدًا بالداءِ
حتى المشافي والمدارسُ دُمِّرتْ
لم يسلموا من ضربةِ الجُبناءِ
كم شوَّهوا، كم أثكلوا، كم يتَّموا
كم أحدثوا من فعلةٍ شنعاءِ!
اللهُ أكبرُ، جارُنا وشعارُنا
للهِ جيشٌ هازمٌ بسماءِ
لا بُدَّ للأحرارِ أن يتكاتفوا
صفًّا معًا مُتماسِكَ الأعضاءِ
فبذاك يأتي النصرُ نصرًا فاتحًا
وتسودُ أُمَّتُنا على الأعداءِ
صلى عليك اللهُ يا خيرَ الورى
يا رحمةً يا ملجأَ الضُّعفاءِ
والآلِ والصحبِ الكرام فإنهم
ضوءُ النجومِ بليلةٍ ظَلماءِ