منذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة تداعى أبناء الكويت إلى مقاطعة بضائع الشركات الداعمة للكيان الصهيوني، حيث استجابت لها شريحة عريضة وكبيرة من المواطنين والمقيمين، إلا بعض من رفض الانضمام للفكرة بحجة أن المتضررين هم الوكلاء المحليون والتي تتسب في خسارتهم والإضرار بهم. لكن دعونا ننظر إلى المقاطعة من زاوية أخرى، ولنتخيل أن الشعوب العربية والإسلامية امتنعت عن شراء السلع الاستهلاكية والاستثمار والسفر السياحي إلى الدول الداعمة لإسرائيل في حربها الظالمة على قطاع عزة، فيا ترى كم ستكون خسارة تلك القطاعات التي تدر عليها مئات المليارات من الدولارات سنويًا؟ وكيف سيكون وقعها الاقتصادي والسياسي عليها؟
هذه المقاطعة لو فُعّلت بهذا الشكل الموسع ضد الدول الداعمة للصهاينة وبغض النظر عن موقف الشركات إن كانت مؤيدة أو رافضة لسياسات حكوماتها، حتما ستكون تبعاتها الاقتصادية كارثية من ركود وتضخم اقتصادي وارتفاع لمعدلات البطالة، ناهيك عن المنافع الاقتصادية التي ستعود على الدول العربية والإسلامية وعلى قطاعاتها السياحية، والصناعية، والسلع الاستهلاكية، والغذائية.
حقائق كشفتها الأحداث الحالية
• بالرغم من وجود بعض الأصوات النكرة والشاذة فإن التحرك الدبلوماسي في مجمله لمعظم الدول العربية والإسلامية مشرف، ومع ذلك تبقى الشعوب هي الداعم والمحرك الأساسي في مواجهة هذا الكيان المتطفل.
• مطالبة الحكومات العربية والإسلامية الدخول في حرب مفتوحة مع الكيان الصهيوني تكلفتها في الوقت الحالي عالية جدًا في ظل التفوق العسكري لإسرائيل وحلفائها، لذلك فإن دعم فصائل المقاومة بدلًا من الدعوة لدخول حرب مفتوحة أجدى، كما أن التجارب أثبتت نجاح المقاومة الشعبية في حروبها ضد المستعمر وقدرتها على مواجهة العدو وتكبيده خسائر لا يستطيع تحملها مع مرور الزمن، ولعل خروج أميركا الذليل من فيتنام وأفغانستان خير دليل على ذلك.
• العالم اليوم يسير وفق قاعدة المصالح الاقتصادية، لذلك لا يمكن تجاوز أثر المقاطعة على القرار السياسي، ولتكن البداية مقاطعة بضائع الدول المنحازة والداعمة للكيان الصهيوني في حربه الظالمة على قطاع غزة، ولتكن البداية لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتمديد، ومن ثم نقيم موقفها تجاه القضايا العربية والإسلامية.
• إذا ما رجعنا إلى دعوات الجهاد في سورية التي قادها بعض مشايخ الفتنة والتي أسفرت عن تدافع أكثر من 360 الف مقاتل كان نصيب تنظيم «داعش» منها أكثر من 40 ألف مقاتل، لكنهم اليوم صمتوا صمت القبور، بل إن منهم من كشف عن عورته من خلال تهوينه للعمل الجهادي.
• تغلغل الموساد الإسرائيلي الذي قام بأكبر عملية لغسل عقول الشباب من خلال توظيف بعض أصحاب اللحى المزيفة ومرتزقة الإعلام لتمارس عملها في نشر الفتنة الطائفية والعنصرية البغيضة في خدمة المصالح الصهيونية.
• الحقيقة الأخيرة أن الدعوة للمقاطعة الشاملة لا يمكن تطبيقها بنسبة 100% لكنها ستكون مجدية إن تجاوزت 50%.
ودمتم سالمين.