إيران: «شباب الأحياء» يدعون إلى عصيان مدني

قآني في بغداد غداة قصف «الحرس»... والبحرية الأميركية تعترض إمدادات للحوثيين

نشر في 16-11-2022
آخر تحديث 15-11-2022 | 21:23
محتجون إيرانيون يقيدون أنفسهم إلى أعمدة في الرصيف احتجاجاً على مقتل راقص شعبي بلوشي بعد أن قيده الأمن إلى عمود في سيستان بلوشستان لمدة أيام
محتجون إيرانيون يقيدون أنفسهم إلى أعمدة في الرصيف احتجاجاً على مقتل راقص شعبي بلوشي بعد أن قيده الأمن إلى عمود في سيستان بلوشستان لمدة أيام
تقترب إيران من عصيان مدني واسع، بعد أن بادر المحتجون إلى تنظيم أنفسهم في المدن الرئيسية ومراكز المحافظات، في وقت أجرى قائد فيلق القدس إسماعيل قآني، زيارة لبغداد غداة قصف الحرس الثوري إقليم كردستان.
وسط دعوات للعصيان المدني، شهد العديد من المدن الإيرانية من بينها العاصمة طهران ومحافظات جيلان وكردستان وشيراز، إضراباً نفّذه أصحاب المتاجر، بمناسبة حلول الذكرى السنوية الثالثة لاحتجاجات شعبية عُرفت بـ «ثورة البنزين» عام 2019. وفي بيان طالبت مجموعة «شباب أحياء طهران»، المواطنين بعدم دفع فواتير المياه والكهرباء والغاز بما يشبه العصيان المدني.

كما حثتهم على الامتناع في تلك الأيام الثلاثة عن القيام بأعمال البنوك والتسوق، وإغلاق المتاجر.

كذلك طلبت من المواطنين مقاطعة الشركات التي تقدم دعايتها في التلفزيون الإيراني.

بدورها، أعلنت لجنة «مبادرة زاغروس» في بيان، أن «شباب كردستان جنباً إلى جنب المدن الأخرى في البلاد، سيجعلون أيام 15و16و17 من شهر نوفمبر جحيماً على النظام الإيراني».

من جهتها، دعت مجموعة «شباب أحياء تبريز» إلى تجمع عام، وأعلنت أنه لن يتم افتتاح مدرسة أو جامعة أو شركة تجارية اعتباراً من اليوم.

إلى ذلك، انضمت أيضاً مجموعة «شباب أحياء كرج» إلى تلك المجموعات، حاثة الجميع على المشاركة في التظاهرات.

وفي وقت تسعى السلطات الإيرانية لنزع فتيل الاحتجاجات المستعرة في البلاد، منذ وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني بعد توقيفها من الشرطة، بسبب مخالفتها لقواعد الحجاب الإلزامي، أفرجت لجنة رفيعة المستوى أرسلها المرشد علي خامنئي إلى محافظة سيستان وبلوشستان المضطربة، عن 38 شخصاً من المعتقلين والموقوفين خلال الصدامات الدامية التي اندلعت بين أهالي وقوات أمنية، وأسفرت عن مقتل نحو 150 وجرح العشرات.

لكن خطوة التهدئة بالمنطقة التي تنشط بها جماعة سنيّة انفصالية قرب حدود باكستان وأفغانستان، ترافقت مع خروج تظاهرات جديدة مناهضة للنظام في عدد من المناطق بطهران بينها محطة المترو. ونظّم محتجون تظاهرة حاشدة في سنندج رددوا خلالها «كردستان ستكون مقبرة الفاشية في إيران».

قآني في بغداد

إلى ذلك، أجرى قائد فيلق القدس في «الحرس الثوري» الإيراني إسماعيل قآني سلسلة اجتماعات مع قادة العراق، خلال زيارة مفاجئة قام بها أمس إلى العاصمة بغداد، لاحتواء تداعيات الغضب والحرج الذي تسبب به قصف بلده لإقليم كردستان العراق وتجديدها اتهام حكومة الإقليم بالسماح لجماعات إرهابية وانفصالية بتأجيج الاحتجاجات والاضطرابات التي تشهدها الجمهورية الإسلامية.

وكانت أبرز الاجتماعات مع رئيس العراق عبداللطيف رشيد، ورئيس مجلس الوزراء محمد شيّاع السوداني، المدعوم من فصائل وأحزاب «الإطار التنسيقي الشيعي» المتحالفة مع طهران.



وتحدث أوساط عراقية عن مناقشة قآني لعدة ملفات أمنية مشتركة مع الرئيس العراقي، مشيرة إلى أن المسؤول الإيراني طلب من السوداني وقيادات بـ «الإطار»، عدم إقصاء الصدريين عن مناصبهم في الدولة «تجنّباً لاستفزازهم».

وجاء ذلك غداة نفي المتحدث باسم «الخارجية» الإيرانية، ناصر كنعاني، تقارير عن توقّف الوساطة العراقية بين طهران والرياض بعد تولّي السوداني رئاسة الوزراء خلفاً لمصطفى الكاظمي في أكتوبر الماضي.

إحباط محاولة إيرانية لاغتيال رجل أعمال إسرائيلي في جورجيا



وقال كنعاني إن إيران «ستحاول استنفاد الدبلوماسية من أجل تصحيح التصرفات غير الودية للمملكة، وتأمل في أن يحضّر الطرف المقابل الأرضية لذلك». واتهم واشنطن بالسعي إلى «تعكير الحوار البنّاء» لإنهاء القطيعة والخلافات بين طهران والرياض.

تنديد واعتراض

وفي حين، جدد المتحدث باسم «الخارجية» الأميركية، نيد برايس، مطالبة بلاده لطهران بوقف هجماتها التي تنتهك سيادة العراق، أعلن الأسطول الخامس بالبحرية الأميركية أنه اعترض سفينة صيد كانت تهرّب كميات ضخمة من المواد المتفجرة في أثناء عبورها من إيران على طريق في خليج عُمان يُستخدم لتهريب أسلحة إلى جماعة أنصار الله الحوثية المتمردة في اليمن. وقال الأسطول إنه عثر على «70 طناً من فوق كلورات الأمونيوم، التي تستخدم عادة في صناعة وقود الصواريخ، والمتفجرات».

وأشار إلى أن السفينة التي تم اعتراضها كان يقودها طاقم من 4 يمنيين تم تسليمهم إلى خفر السواحل اليمني.

وأوضح نائب قائد القيادة الوسطى، المتمركزة في البحرين، براد كوبر أن «الكمية المصادرة تكفي لتزويد أكثر من 10 صواريخ بالستية متوسطة المدى بالوقود».

وقال إن «النقل غير القانوني للمساعدات القاتلة من طهران لا يمرّ مرور الكرام. إنه أمر غير مسؤول وخطير، ويؤدي إلى العنف وزعزعة الاستقرار».

في سياق قريب، كشفت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية (كان) أن سلطات جورجيا أحبطت محاولة «خلية يديرها مواطن إيراني» لاغتيال رجل أعمال إسرائيلي في تبليسي.

بن سلمان وسوناك

وغداة تكثيف دول الاتحاد الأوروبي ضغوطها الدبلوماسية وفرضها المزيد من العقوبات على دائرة النظام الإيراني المنخرطة بقمع احتجاجات الحراك الشعبي المطالب بالتغيير الذي يقترب من إنهاء شهره الثاني، أعرب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عن قلقهما تجاه سلوك إيران المهدد لأمن المنطقة. وبحث الزعيمان في لقاء على هامش أعمال قمة العشرين المنعقدة في إندونيسيا، أمس، العلاقات الثنائية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك والتهديدات المحيطة بالشرق الأوسط.وأتى الاجتماع بعدما التقى ولي العهد السعودي، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي جدد أمس الأول إشادته بالاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ سبتمبر الماضي، بوصفها «ثورة»، ومشيراً في الوقت نفسه إلى أنها جعلت من الصعب التوصل إلى تفاهم بشأن إحياء الاتفاق النووي مع طهران.

back to top