رحبت مجموعة من السفراء الأوروبيين المعتمدين في الكويت، أمس، بالقرار الذي اعتمده، أمس الأول، مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي، الذي سيسمح للأشخاص الذين يخطّطون للسفر إلى دول الاتحاد الأوروبي (منطقة شينغن) بتقديم طلب الحصول على تأشيرة عبر الإنترنت.
والقرار الذي اعتمده مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي، يعني التحوّل نحو الرقمنة، أي أنه لم تعد هناك ضرورة للراغبين في الحصول على تأشيرة، لأن يُوضع ملصق على جوازات سفرهم، وكذلك عدم الحاجة إلى تخصيص مواعيد لدى القنصليات أو المكاتب الخارجية التي تقدم هذه الخدمة.
وذكرت وكالة «أ ف ب» أن «هذا التغيير الذي كُشف عنه بعد عملية تشريعية طويلة، سيدخل حيّز التنفيذ عقب الانتهاء من العمل الفني على منصة التأشيرة، المتوقع أن يستغرق عدة أشهر، ثم نشره في الجريدة الإدارية للاتحاد الأوروبي، والمتوقع أن يكون قريباً».
وفي هذا السياق، قال السفير الإسباني لدى البلاد، ميغيل أغيلار، لـ «الجريدة» إن «هذه الخطوة ستسهل العملية على مقدم الطلب، حيث سيقدّم جميع الأوراق اللازمة من خلال الإنترنت، من دون أن يحتاجوا بعد الآن إلى الذهاب شخصيًا للسفارة أو مركز التأشيرات إلا في 3 حالات: أخذ بصمات الأصابع، وإذا لم تعد بصمات الأصابع صالحة (نحتفظ بها لـ 59 شهرًا)، وأن تكون لدى مقدم الطلب وثيقة سفر جديدة».
تقليل التكاليف والأعباء
وأكد أغيلار أن هذا القرار «قد يؤدي إلى تقليل التكاليف وسيخفف العبء عن الموظفين القنصليين، حيث يتم تحميل جميع الأوراق في طلب عبر الإنترنت، وبالتالي سيكون من الأسهل التحقق منها».
من ناحيته، علّق سفير مالطا، البروفيسور جورج زاميت، في اتصال مع «الجريدة» على هذا القرار قائلاً: «إنها بالتأكيد خطوة في الاتجاه الصحيح، مما سيسهل طلب التأشيرة والحصول عليها بشكل أكبر».
إلا أن السفير السويسري لدى البلاد، تيزيانو بالميلي، أوضح لـ «الجريدة»، أن «الخطة كانت تنفيذ التأشيرة الإلكترونية تدريجيًا على مدى 5 - 6 سنوات، ولن يتم تطبيقها في جميع البلدان حتى عام 2027 أو حتى بعد ذلك، وربما حتى 2030».
وعمّا إذا كان هناك توجّه لإعفاء الكويتيين نهائياً من التأشيرة إلى فضاء «شينغن»، قال بالميلي: «هذا الأمر يعتمد على برلمان الاتحاد الأوروبي الجديد بعد انتخابات يونيو 2024».
منصة للطلبات
وكان وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غوميز، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، اعتبر في تصريح له «أن إمكانية التقدم بطلب للحصول على تأشيرة شينغن عبر الإنترنت ستكون بمنزلة تحسّن كبير بالنسبة إلى المواطنين ولمعالجة الطلبات على السواء».
من جهته، أعلن مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي، في بيان له، أن اللائحتين اللتين تم اعتمادهما أمس الأول، سوف تستحدثان منصة لطلبات تأشيرة الاتحاد الأوروبي يتم من خلالها تقديم طلبات الحصول على تأشيرات شينغن، مضيفا أنه «فور بدء العمل بالنظام الجديد، سيتمكن الراغبون في السفر لفترة قصيرة، من تحميل وثائق وبيانات ونُسخ إلكترونية لمستنداتهم المتعلقة بالسفر مع معلومات بيومترية ودفع الرسوم، كل ذلك على منصة إلكترونية، وفي حال الموافقة على الطلب بعد التأكد من قاعدة البيانات، يتلقى مقدم الطلب رمزا مشفّرا يمكن طباعته أو تخزينه على جهازه»، لافتاً إلى أن الحضور الشخصي سيكون ضروريا فقط للمتقدمين للمرة الأولى وللأشخاص الذين لم تعُد بياناتهم البيومترية صالحة أو الأشخاص الذين لديهم وثيقة سفر جديدة».
يُذكر أن منطقة شينغن تضم 27 دولة أوروبية ألغت العديد من الضوابط الحدودية الداخلية، ومن بينها اجتياز الحدود فيما بينها دون أي حواجز أو نقاط تفتيش. ويعتمد بعض الدول مثل أستراليا، أنظمة مماثلة، إذ تكون التأشيرة الإلكترونية متصلة بجواز سفر مقدّم الطلب، من دون الحاجة إلى الملصق.
وفي معظم الحالات، لا يحتاج مواطنو 60 دولة في أنحاء العالم، من بينها أستراليا وبريطانيا وكندا ونيوزيلندا والولايات المتحدة، إلى تقديم طلب تأشيرة شينغن لفترات إقامة قصيرة.