ارتفعت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، بعد تقرير لمنظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» أفاد بأن أساسيات السوق لا تزال قوية، وعلى خلفية المخاوف من احتمال اضطراب الإمدادات مع تضييق الولايات المتحدة الخناق على صادرات النفط الروسية.

وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 33 سنتاً، بما يعادل 0.4 في المئة إلى 82.85 دولاراً للبرميل، كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 33 سنتاً أيضاً، أو 0.4 في المئة، إلى 78.59 دولاراً للبرميل.

Ad

وألقت «أوبك»، في تقريرها الشهري، باللوم على المضاربين في أحدث انخفاض بالأسعار، كما رفعت قليلاً توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2023، وتمسكت بتوقعاتها المرتفعة نسبياً لعام 2024.

وفي الأسبوع الماضي، تراجعت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها منذ يوليو، متأثرة بالمخاوف من احتمال تراجع الطلب في الولايات المتحدة والصين، أكبر مستهلكين للنفط بالعالم، وهبط مؤشر أسعار المستهلكين في الصين في أكتوبر إلى مستويات لم تشهدها منذ جائحة «كوفيد 19»، وانكمشت الصادرات لذلك الشهر بأكثر من المتوقع.

تراجع المعنويات

وقال محللو «إيه إن زد» للأبحاث، في مذكرة اليوم الثلاثاء، «دفعت المعنويات المتراجعة في الفترة الأخيرة (أوبك) إلى التأكيد على وجهة نظرها بأن الاستهلاك جيد». وأضافت المذكرة أن تجدد المحادثات في العراق لإعادة تشغيل خط أنابيب للنفط قد يكون بمنزلة رياح معاكسة للسوق.

ويتوقع وزير النفط العراقي حيان عبدالغني التوصل إلى اتفاق مع حكومة إقليم كردستان وشركات النفط الأجنبية، لاستئناف الإنتاج من حقول النفط في الإقليم، لتستأنف الصادرات من حقول الشمال عبر خط الأنابيب العراقي - التركي.

وأوقفت تركيا تدفقات بلغت 450 ألف برميل يومياً من صادرات الشمال عبر خط الأنابيب منذ 25 مارس، بعد حكم أصدرته غرفة التجارة الدولية، وتلقت أسعار النفط دعماً أيضاً من الحملة الأميركية على صادرات النفط الروسية، مما قد يؤدي إلى اضطراب الإمدادات.

وأرسلت وزارة الخزانة الأميركية إخطارات إلى شركات إدارة السفن، تطلب فيها معلومات عن 100 سفينة تشتبه في انتهاكها للعقوبات الغربية على النفط الروسي، وهي أكبر خطوة تتخذها واشنطن منذ فرض سقف سعري لتقليل عوائد النفط لموسكو.

إضافة إلى ذلك، تخطط وزارة الطاقة الأميركية لشراء 1.2 مليون برميل من النفط للمساعدة في تجديد الاحتياطي الاستراتيجي بعد بيع أكبر كمية على الإطلاق من المخزونات في العام الماضي.

نمو الطلب

من ناحيتها، رفعت وكالة الطاقة الدولية اليوم الثلاثاء توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في العامين الحالي والمقبل، على الرغم من التباطؤ المتوقع في النمو الاقتصادي لجميع الاقتصادات الكبرى تقريباً.

وقالت الوكالة، التي تتخذ من باريس مقراً، إنه على الرغم من أن التخفيضات الطوعية للإمدادات من السعودية وروسيا حتى نهاية العام ستحد من المعروض، مع استمرار تباطؤ نمو الطلب، فإن السوق قد يتحول إلى تسجيل فائض في بداية عام 2024.

ومع توقع أن يفقد النمو الاقتصادي والطلب على النفط بشكل عام الزخم في العام المقبل، تلقى الطلب على النفط الدعم هذا العام من قوة عمليات التسليم الأميركية والطلب القياسي من الصين في سبتمبر.

وأضافت وكالة الطاقة الدولية، التي تقدم استشارات الطاقة للدول الصناعية، أن توقعات عام 2024 تلقت دعماً أيضاً من آمال خفض أسعار الفائدة وتراجع أسعار الخام في الآونة الأخيرة، وتابعت: «في الوقت الحالي، مع استمرار تجاوز الطلب للإمدادات المتاحة مع اقتراب فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، ستظل أرصدة السوق عرضة للمخاطر الاقتصادية والجيوسياسية المتزايدة، وللمزيد من التقلبات المقبلة».

تخفيضات الإمدادات

وتراجعت أسعار خام برنت إلى نحو 82 دولاراً للبرميل من أعلى مستوى في 2023 الذي سجلته في سبتمبر قرب 98 دولاراً، وأثرت المخاوف بشأن النمو الاقتصادي والطلب على الأسعار، على الرغم من الدعم الذي قدمته تخفيضات الإمدادات من دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها والصراع في الشرق الأوسط.

وبالنسبة لعام 2023، رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب على النفط إلى 2.4 مليون برميل يومياً من 2.3 مليون برميل يومياً في توقعات سابقة لتقترب من توقعات «أوبك» بنمو 2.46 مليون برميل يومياً.

كما رفعت الوكالة توقعات النمو لعام 2024 إلى 930 ألف برميل يومياً من 880 ألفاً في توقعات سابقة، وهو ما يظل أقل بكثير من توقعات «أوبك» بالوصول إلى 2.25 مليون برميل يومياً.