«غرقة» ليل أمس لم تكن مفاجئة، وإن كانت محدودة في عدد من المناطق التي كانت الأكثر عرضة للأمطار، فقد سجلت مؤخرا تحذيرات كثيرة من «الغرقات»، أبرزها ما كشفه تقرير ديوان المحاسبة الأخير عن عدم وجود عقود لقطاع هندسة الصيانة التابع لوزارة الأشغال العامة، مما أثر سلباً على صيانة الطرق والتجهيز لموسم الأمطار، بسبب سوء التنسيق بين قطاعات الوزارة.
وجاءت الغرقة بعد ساعات قليلة من دعوة وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، وزير الأشغال العامة بالوكالة، د. جاسم الأستاد، جميع قطاعات الوزارة إلى رفع الجاهزية، تزامنا مع تحذيرات الأرصاد الجوية بوجود موجة مطرية.وكانت البلاد تأثرت، ليل أمس، بحالة جوية مطرية تباينت شدتها بين منطقة وأخرى، وتركزت كثافة الأمطار على محافظتي العاصمة وحولي، وكانت أعلى كمية أمطار تم تسجيلها في منطقة السالمية، حيث بلغت 38 ملم، تلتها الجابرية بـ28 ملم، ثم كيفان بمعدل 26 ملم، والرميثية والسلام 16 ملم لكل منهما، في حين بلغت في منطقة الصديق 7.12 ملم، والعبدلي 2.14 ملم، ثم الصابرية بـ 3.7 ملم، وحطين 6.6 ملم، والأبرق 6.5، واللياح 4.5، ومطار الكويت 7.3 ملم، والنسيم 3 ملم، والرابية وأبوالحصانية 8.2 ملم، والقصور 3.2 ملم.
«الأشغال»
وتزامنا مع الأمطار، أعلنت وزارة الأشغال أن فرق العمل المعنية عملت على سحب المياه من الطرق نتيجة تدفقات الأمطار «التي فاقت القدرة الاستيعابية» لشبكة الأمطار.
وقال المتحدث باسم «الأشغال» أحمد الصالح، إن الفرق المعنية تواجدت على مدار الساعة، وفي جميع نواحي البلاد لمتابعة ومعالجة شبكة الأمطار، والتعامل مع تجمعات المياه في عموم المناطق الداخلية والطرق العامة، موضحة أن أعداد البلاغات، التي تلقتها مع ارتفاع تجمع المياه في الشوارع نتيجة هطول الأمطار، بلغت 180 أكثرها من محافظتي حولي والعاصمة بخلاف باقي المحافظات. وأشارت إلى أن تلك البلاغات شملت المحافظات الست والطرق السريعة، مبينة أن طوارئ الوزارة تلقت 4 بلاغات من محافظة الفروانية، و4 بلاغات من محافظة الجهراء، و71 بلاغا من العاصمة، و3 بلاغات من الأحمدي، و80 بلاغا من محافظة حولي، وبلاغ واحد من محافظة مبارك الكبير، و9 بلاغات من الطرق السريعة، بالإضافة إلى تلقي غرفة العمليات 8 بلاغات.
جهود «الإطفاء»
من جهتها، أعلنت إدارة العلاقات العامة والإعلام في قوة الإطفاء العام أن «القوة» تلقت مساء أمس 248 بلاغا خلال فترة تعرض البلاد للحالة المطرية، مشيرا إلى أن فرق الإطفاء تعاملت مع 92 بلاغا، وتمت إحالة بقية البلاغات إلى الجهات الميدانية المساندة لقوة الإطفاء العام.
وقال مدير العميد محمد الغريب لـ«الجريدة» إن من أبرز البلاغات التي تعاملت معها قوة الإطفاء العام إخلاء 120 أسرة من أحد المستشفيات الخاصة في منطقة السالمية، بعد أن حاصرتهم المياه في محيط المستشفى، وتم نقلهم بواسطة آليات الإطفاء إلى مواقف سينما السالمية القديمة وتأمينهم، بالتعاون والتنسيق مع رجال الأمن.
وأضاف الغريب أن أبرز البلاغات التي تعاملت «الإطفاء» معها كانت عبارة عن غرق بعض المركبات في الطرق المغمورة بالمياه، وتجمع مياه الأمطار في بعض الطرق، بالإضافة إلى تعرض سراديب منازل وبنايات لارتفاع منسوب مياه الأمطار فيها، وتم التعامل معها وانقاذ عدة أشخاص في بعض هذه الحوادث من دون تسجيل أي إصابات.
وفي التفاصيل أكدت وزارة الأشغال العامة أنه جاري التنسيق مع وزارة الداخلية والأرصاد الجوية لمتابعة الحالة المطرية في البلاد مع ارتفاع معدلات هطول الأمطار على بعض المواقع.
وقالت إنه في حال وجدت تجمعات للمياه على الطرق من المتوقع إغلاقها حفاظاً على المارة مع المحافظة على الحركة المرورية دون عراقيل.
وأشارت وزارة الأشغال إلى إغلاق النفق أسفل الدائري الرابع على طريق المغرب السريع بسبب ارتفاع المياه داخل النفق مما تسبب في تعطيل حركة السير على طريق المغرب السريع.
وثمّنت «الأشغال» جهود وزارة الداخلية وتعاونها في سرعة الاستجابة خلال الحالة المطرية.
من جانبه، قال الحرس الوطني إنه قام بتركيب مضخات لسحب المياه في نفق المنقف بالتعاون والتنسيق مع وزارة الأشغال، وأن فرق الإسناد التابعة له في حالة تأهب لإسناد جهات الدولة إذا ما دعت الحاجة ذلك.
«الشؤون»: فرق طوارئ «الرعاية» تحركت لمواجهة الأضرار المتوقعة
على وقع موجة الأمطار الحادة التي تتعرض لها البلاد حالياً، أكدت مصادر مسؤولة في وزارة الشؤون الاجتماعية، أن فرق الطوارئ داخل مجمع دور الرعاية الاجتماعية في منطقة الصليبيخات، باشرت تحركها على الفور لمجابهة أي ضرر أو خرير قد يُصيب الدور الإيوائية، ولمعالجة تجمعات المياه التي خلفتها الأمطار لاسيما مع استمرار هطولها بغزارة، وتزايد كمياتها مع الوقت.
وقالت المصادر لـ «الجريدة.» إن «الوزارة مستعدة لأي طارئ، بالتنسيق مع إدارة الخدمات العامة، حال حدوث أي خرير أو تجمعات للمياه أو انقطاع للكهرباء، وأن جميع مديري وإشرافيي الدور الايوائية يتابعون الأوضاع أولاً بأول للتحرك سريعاً وقت الحاجة»، مشيرة إلى أن ثمة تنسيقاً متواصلاً بين الوزارة والجهات الحكومية الأخرى ذات العلاقة للتدخل العاجل، إذا اقتضت الحاجة.
ولفتت إلى أن «الأمور طيبة»، والأوضاع مستقرة داخل جميع الدور الإيوائية حتى هذه اللحظة، متوقعة حدوث بعض الأضرار البسيطة جراء الأمطار، غير أن فريق طوارئ قطاع الرعاية الاجتماعية، والفرق الخاصة بإدارات رعاية المسنين والأحداث والحضانة العائلية، جاهزون لأي طارئ.
تعطلت الحركة المرورية على بعض الطرق السريعة بسبب غرق الأنفاق مع ارتفاع معدلات هطول الأمطار لدقائق معدودة وتم إغلاق العديد من الأنفاق مع غرق بعض المناطق مثل الشويخ الصناعية بسبب عدم استطاعة شبكة تصريف الأمطار استيعاب تلك المياه.
قال مدير إدارة الأرصاد الجوية عبدالعزيز القراوي إن البلاد تأثرت بحالة جوية مطرية بدأت منذ صباح اليوم الأربعاء على المناطق الغربية وتقدمت إلى المناطق السكنية الوسطى خلال الساعات القليلة الماضية بكميات متفاوتة ما بين خفيفة إلى متوسطة وكانت غزيرة على بعض المناطق.
وأضاف القراوي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) مساء اليوم إن أعلى كمية أمطار تم تسجيلها كانت في منطقة السالمية حيث بلغت 38 ملم تلتها الجابرية بـ28 ملم ثم كيفان بمعدل 26 ملم والرميثية والسلام 16 ملم لكل منهما في حين بلغت في منطقة الصديق 7.12 ملم والعبدلي 2.14 ملم ثم الصابرية بـ3.7 ملم وحطين 6.6 ملم والأبرق 6.5 واللياح 4.5 ومطار الكويت 7.3 والنسيم 3 ملم والرابية وأبو الحصانية 8.2 ملم والقصور 3.2 ملم.
وأوضح أنه من المتوقع استمرار فرص هطول الأمطار حتى فجر يوم الجمعة على فترات متقطعة وبكميات متفاوتة من خفيفة إلى متوسطة وتكون غزيرة أحياناً.
وأكد ضرورة توخي الحيطة والحذر ومتابعة النشرة الجوية من خلال الموقع الرسمي للإدارة وعبر التطبيق الرسمي الخاص بها على الهواتف النقالة خصوصاً أثناء التقلبات الحوية للتعرف على آخر تطورات الطقس والاطلاع على التحذيرات الجوية حال إصدارها.