الدمرداش: الكاتبات الفلسطينيات يتفاعلن مع نضال بلدهن
• خلال محاضرة «شهرزاد فلسطين تحكي» في رابطة الأدباء الكويتيين
نظمت رابطة الأدباء الكويتيين أمس الأول محاضرة بعنوان «شهرزاد فلسطين تحكي»، قدمتها د. جيهان الدمرداش، وحضرها جمع من المثقفين.
وقالت د. الدمرداش، إن المحاضرة تناولت دور الروائيات الفلسطينيات وإسهاماتهن في الإنتاج الأدبي الفلسطيني منذ البداية، لافتة إلى أن الرواية النسائية الفلسطينية متأخرة مقارنة بنظيرتها العربية بسبب طبيعة الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في فلسطين، ولكنها بدأت في التشكل على مدى الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، حيث ظهر بعض النماذج التي يمكن أن تسمى رواية تجاوزا، ومنها «صوت الملاجئ، فتاة النكبة» التي نشرت على شكل متتاليات في مجلة دنيا المرأة.
التيه الفلسطيني
وأضافت الدمرداش أن المحاولة الأكثر نضجاً كانت رواية «سيناء بلا حدود» للكاتبة سميرة عزام، لكن المحاولة وئدت بعد أحداث 1967، حيث قامت الكاتبة بتمزيق الرواية قائلة: «كل هذا لا يجدي»، غير أنه نشر من الرواية فقط الفصل الأول الذي يتضح منه مدى حرص الكاتبة على وصف التيه الفلسطيني وسنوات النفي والتشرد والانفتاح على ما يدور حولها من أحداث.
وذكرت أن مرحلة بدء الرواية النسائية الفلسطينية شهدت أصواتاً محدودة، وكانت أغلب أسئلة الروايات تدور حول هموم الوطن كما تناولت أيضا بعض التقاليد الاجتماعية التي تمنع المرأة من خوض معترك الحياة السياسية، إلى أن جاءت فترة السبعينيات لتشهد تناميا واضحا للكتابة النسائية حيث صدر ما يقارب 15 رواية وأطلق عليها ثورة الروائيات الفلسطينيات وهو ما يؤكد أن الرواية أصبحت تحظى بالاهتمام الكبير من المرأة الفلسطينية وأن الكاتبة الفلسطينية أصبحت تجد فيها الأفق الرحب لاستيعاب مشكلاتها الشخصية وكذلك مشكلات الوطن.
الأعمال الفدائية والمقاومة
وبينت أنه مع تقدم الكاتبات الفلسطينيات في كتاباتهن أضحت روايتهن منفتحة على قضايا الوطن والنضال الفلسطيني مما جعلهن يتفاعلن مع أحداث النكبة والهزيمة والأعمال الفدائية والمقاومة، ولم تتوقف الكاتبات عند حدود وطنهن، بل تفاعلن كذلك مع الأحداث في الدول المجاورة الأخرى حيث تم تناول الحرب الأهلية في لبنان وغيرها من البلدان الأخرى.
وأكدت أن مرحلة الثمانينيات شهدت تنامياً واضحاً بالنسبة للرواية النسائية، حيث صدرت 23 رواية لـــ 17 كاتبة منها 5 روايات باللغة الإنكليزية إلى أن بلغ الانتاج الروائي النسائي ذروته في القرن العشرين، حيث شهد 32 رواية لـ 22 كاتبة فلسطينية.
الاتجاه السياسي
وأضافت الدمرداش أن القرن الـ21 شهد ظهور صوت المرأة بوضوح وبدأت تخرج للساحة الأدبية أسماء روائية عديدة، منها حنان عواد، وديمة السمان، وفيحاء جادالله، ورشيدة المصري، ووداد البرغوثي، ونداء خوري، وغيرهن كثيرات، حيث دارت اتجاهات الرواية التي كتبت بيد المبدعات الفلسطينيات حول الاتجاه السياسي وتناول تداعيات النكبة ومشكلات التهجير والمجازر الصهيونية والحواجز والمعابر والقيود والنضال والمقاومة، كما تناولت العديد من القضايا الاجتماعية، ومنها ما يخص المرأة مثل العنف الأسري وقضايا الزواج والطلاق.
وفي نهاية المحاضرة، أكدت الدمرداش أن كل ما تم استعراضه يؤكد مدى النضج الفني والوعي الفكري والسياسي لدى المرأة الفلسطينية باعتبارها كاتبة ومبدعة خلال القرن الـ 21 حيث الإنتاج الروائي الضخم والمتميز الذي يستحق أن يتوقف عنده القارئ العربي بالمزيد من القراءة والتفحص والنقد العربي.