بين استقرار وعدمه، وحلحلة ودوامة، ومؤيد ومعارض، وتهدئة وتأزيم، تبدو حال المتابعين والمراقبين للأوضاع الأخيرة في العلاقة بين السلطتين حتى أصابنا الدوار وتهنا بين المواقف، وبتنا لا نعرف هل نحن أمام مفترق طرق أم فخ أم صدامات أم تحوير وتشويه الصورة وضبابيتها ممن يعملون على خلط الأوراق وتحويل الميدان إلى حالة من الصراع رغم فكفكة العقد والاتفاق على حلحلة كل القضايا العالقة بين الطرفين، والمضي قدماً نحو وضع الأولويات التي تهم المواطنين وتحسين مستواهم المعيشي ووضعها عين الاعتبار، وتنفيذ خريطة الطريق وفق الأطر المتفق عليها سواء في اللجنة المشتركة أو اللجان البرلمانية أو الجلسات، لكن هناك من يبحث عن الطرق الوعرة والتصعيد ليخدم أطرافاً تبحث عن الضجيج حتى يعودوا إلى الساحة بعدما أصبحوا من الماضي.

والسؤال: من يمثل من، ومن يمثل على من؟

Ad

إن المشهد السياسي الدولي يتطلب وعياً وإدراكاً وبعد نظر من السلطتين، فلسنا بمنأى عما يدور في فوهة بركان المنطقة التي إن انفجرت فلن تحمد عقباها، مع سعي بعض الدول لإشعالها حتى تبعد الأنظار عن المجازر والجرائم والإبادات الجماعية في غزة.

وإعلان الحكومة، التي لا تعمل إلا إذا حُمرت العين عليها، استعدادها لمعالجة بعض الملفات بالاتفاق مع المجلس يأتي في الإطار الصحيح والطريق الذي يفترض منذ البداية السير عليه، لكنها ما إن حادت عنه واستمرت غير مبالية حتى جاءتها ردة الفعل التي جعلتها تصحو من غيبوبتها، بعد أن استنشقت الأوكسجين الصناعي في غرفة الإفاقة مع وضع المحاليل المعالجة لحالة الزهايمر التي تصيب البعض فجأة، ليضعوا الوعود جانباً كونها لا تمثل لهم أهمية، رغم الاتفاق عليها مسبقاً، ووضعها ضمن خريطة العمل لاستكمال كل صور التعاون.

إن استمرار هذه الحال من مجلس إلى آخر ينعكس سلباً على الشارع الذي ما إن يتنفس الصعداء عند الاتفاق النيابي- الحكومي على تحسين مستواه المعيشي أو زيادة الرواتب حتى يتفاجأ بمن يخلط الأوراق فجأة ويلخبط الأوضاع، ويدخل من باب الخروج بدلاً من الدخول، غير مبالٍ بمصالح الأسر المتضررة التي تعاني ويلات الظروف طالما هو وجماعته ومجموعته وشلته بخير وأمورهم «عال العال» لأنه لا يشعر بالمعاناة إلا صاحبها.

آخر السطر:

هناك من يسيرون في حقل ألغام وإذا لم ينتبهوا فسيقعون في المحظور.