تحت شعار «تمويل المناخ من أجل عالم أفضل»، انعقد مؤتمر «خليج اللؤلؤ الدولي للاستثمار والتمويل المناخي لعام 2023» بمدينة غوانزو الصينية، بتنظيم من حكومة مقاطعة غوانغدونغ الشعبية، ووزارة البيئة الصينية، ووكالة الأنباء الصينية الرسمية (شينخوا) و«خدمة المعلومات الاقتصادية الصينية».
وكانت الكويتيتان المهندسة هبة عباس المستشارة الفنية ورئيسة لجنة الاستدامة في جمعية المياه الكويتية، وأسرار الأنصاري عضوة مجلس إدارة الجمعية الكويتية للإعلام والاتصال والمتحدث الرسمي باسم الهيئة العامة للشباب الكويتية، العربيتين الوحيدتين ضمن 500 مشارك من حول العالم بينهم قادة عالميون في التمويل والسياسة إلى جانب ممثلين عن الحكومات والمؤسسات المالية والشركات الكبرى ومعاهد البحوث.
وعلى هامش مشاركتها في جلسة نقاشية بعنوان «التكاتف من أجل بناء طريق الحرير الأخضر»، قالت عباس، إن «تغير المناخ قضية عالمية ولا تستطيع أي دولة منفردة أن تكافح تأثيرها بشكل فعال بمعزل عن غيرها، لذلك فالتعاون الدولي يضمن تمكّن الدول من تبادل التكنولوجيا والمعرفة والموارد لتخفيف آثار تغير المناخ والتكيف معه».
وأضافت، أنه «مع تحول تغير المناخ إلى مصدر قلق ملح بشكل متزايد، تطورت أنظمة الاستثمار والتمويل العالمية في مجال المناخ وابتكرت لدعم جهود التخفيف والتكيف من خلال اتجاهات متعددة منها السندات الخضراء، الحوكمة، الاستثمار البيئي والاجتماعي والتمويل المختلط، وصناديق المناخ المتعددة الأطراف».
وفي اتصال مع «الجريدة»، أكدت عباس: «ناقشنا مع نخبة من المستشارين الصينيين طرق تعزيز التبادل الدولي والتعاون لمعالجة مخاطر تغير المناخ وأثرها على الأمن المائي، وتطوير نظام الاستثمار والتمويل العالمي للمناخ، إضافة إلى سبل تعزيز التعاون الدولي على مستوى التبادل التكنولوجي والدعم المالي والبحوث وقواعد البيانات المشتركة، وكيفية تعزيز الاتفاقيات القائمة مثل اتفاق باريس للمناخ».
من جانبها، قالت الأنصاري: «العلاقة التاريخية المتنامية والمتجذرة بين الكويت والصين، لا تقتصر على الجوانب الاقتصادية والتجارية فحسب، بل تمتد لتشمل جوانب ثقافية وتعليمية متعددة، مما يعكس التزام البلدين ببناء جسور تواصل مستدامة ومفيدة للطرفين»، لافتة إلى أنه «في ظل التحديات العالمية الراهنة، تبرز أهمية التعاون الدولي وتبادل الخبرات والمعرفة بين الدول».
وأضافت الأنصاري في اتصال مع «الجريدة»، أن «هذا المؤتمر يعد فرصة لتعزيز الروابط واستكشاف آفاق جديدة للتعاون بين الكويت والصين خصوصاً في مجالات الاستثمار والتمويل المناخي بهدف بناء عالم أكثر استدامة ومرونة، لاسيما وأنه جاءت على هامش المؤتمر عدة زيارات ميدانية لمشاريع صينية كبرى وشركات ولقاءات مع مسؤولين».
وأكدت «عمق الدور الريادي والملهم للمرأة الكويتية التي تُعد قوة دافعة في قلب النهضة والتطور وشريك فعال ومؤثر في القطاعات الحيوية»، مستطردة: «مشاركتنا في هذا المؤتمر مثال حي يجسد حرص المرأة الكويتية على المساهمة في الحوار العالمي حول القضايا والتحديات الكبرى مثل التغير المناخي والتنمية المستدامة، ويعكس النهج التقدمي للكويت في تعزيز دور المرأة وتمكينها في جميع المجالات، ورؤية الدولة في المضي قدماً نحو مجتمع متكافئ يتسم بالعدالة والمساواة».