عقدت الأمينة العامة المساعدة لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عائشة المحمود، ومدير معرض الكويت الدولي للكتاب خليفة الرباح، مؤتمراً صحافياً للحديث عن فعاليات وأنشطة الدورة الـ 46 للمعرض، في قاعة المقهى الثقافي، بأرض المعارض الدولية في منطقة مشرف، بحضور جمع من الصحافيين ووسائل الإعلام.
وقالت المحمود «نأمل أن تكون هذه الدورة مغايرة وتحمل الكثير من الاختلاف الذي يطمح إليه الشارع الكويتي»، مبينة أن هذه الدورة تأتي بالتزامن مع مرور 50 عاماً على تأسيس المجلس الوطني.
من جانبه، أوضح الرباح أن المعرض سيقام من 22 الجاري حتى 2 ديسمبر المقبل، برعاية رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد، ويفتتحه في العاشرة صباح الأربعاء وزير الإعلام وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية رئيس المجلس الوطني عبدالرحمن المطيري.
وذكر الرباح أن المعرض يقام على أرض المعارض في قاعات 5، و6، و7، بمساحة إجمالية 18 ألف متر، مبيناً أن عدد دور النشر المشاركة فيه بتوكيل أو بشكل مباشر، 486 داراً، منها 102 بتوكيل، و384 بشكل مباشر، أما القاعات المخصصة لـ 29 دولة، فمنها 18 دولة عربية و11 دولة أجنبية.
ولفت إلى أن القاعة «5» تتضمن 143 جناحاً مقسمة على حسب الدول ومنها: مصر، وسورية، والأردن، والمغرب، إضافة إلى لبنان، أما القاعة «6» فمخصصة لدول الخليج، ودور النشر الكويتية، والدور الأجنبية، وبعض دور النشر العربية من ضمنها العراق، أما الكتاب الأجنبي فيتضمن 145 دار نشر أو له جناح بشكل خاص.وذكر أن القاعة «7» خصصت لدور النشر الحكومية وجمعيات النفع العام، والمنظمات الإقليمية وبها 49 جناحاً، إضافة إلى «اللوبي» الذي خصص لكتاب الطفل، وضمنه جناح مراقبة الطفل، وهو الجناح الخاص بالمجلس الوطني، إلى جانب جناح مؤسسة الكويت للتقدم العلمي حيث سينظم نشاطاً مميزاً هذا العام، لافتاً أن العدد الإجمالي 47 جناحاً.
وعن عدد الكتب المسجلة لهذا العام، والمدونة لدينا في النظام، قال إنها 71 ألف عنوان مسجلة لدور النشر الحالية الموجودة من ضمنها 11 ألف عنوان حديث لسنة 2023 و2024.
خدمات مميزة
وبشأن الخدمات الحالية والتطوير في المعرض، قال إنه «معرض استثنائي، ومهم، وترعاه الدولة، وهو نافذة لدور النشر، لتقديم ما هو جديد، ونعمل كإدارة على أن نكون همزة الوصل بين الناشر والجمهور، والزوار»، مضيفاً «نتمنى أن يقدم هذا المعرض ما هو نافع للناس، وهناك عدة مبادرات وخدمات تقدم في الدورة الـ 46، من ضمنها الشاشات التفاعلية للجمهور وهي موجودة على خمس بوابات هي البوابات الرئيسية للمعرض «بوابات الدخول»، مهمتها توجيه الزوار إلى مواقع الأجنحة.
وذكر أن هناك خصماً بقيمة «%25» على جميع الكتب الموجودة والمدونة في «نظام الاستعلام الآلي»، لافتا إلى أن القاعات مخصص بها مركزان يمكن للجمهور التوجه إليها مباشرة للاستعلام عن أي كتاب أو دار نشر أو أي مؤلف.
وأضاف الرباح أنه تم توفير خدمة الاستعلام الشخصي لخدمة الجمهور والزوار الذين بإمكانهم التوجه مباشرة لأي جناح والاستعلام عن أي دار نشر عبر QR Code الموجود على دور النشر وأجنحتها، مبيناً أن هذه الخدمة متوفرة للجميع.
وأوضح أن دور النشر الكويتية قدَّمت مبادرة جميلة جداً، بالتعاون مع إدارة المعرض، وهي مبادرة «كتابنا كتابك»، وعلَّق: «هذه المبادرة خُصصت لطلبة المدارس، إذ سيقدمون لهم كُتباً بشكل مجاني تتناسب مع المرحلة والفئة العمرية، بحيث تكون زيارات المدرسة بشكل خاص للمعرض عن طريق البوابات، وبعد تسجيل المدرسة يتم توزيع كتاب لكل طالب، ويتوجه الطالب بشكل مباشر لدار النشر التي ستقدم له هدية، وهي خدمة مجتمعية ومشاركة في نجاح المعرض، التي تعتبر من المسؤولية الثقافية والوطنية»، متقدماً بالشكر على هذه المبادرة من دور النشر الكويتية.
دعم فلسطين
وذكر أن المعرض طرح مبادرة على الناشرين العرب، بتخصيص 3 في المئة من ريع المبيعات لدعم أهالي غزة، بالتعاون مع الهلال الأحمر الكويتي.
وعما إذا كانت قد تأثرت الدورة الحالية للمعرض، بسبب الأحداث الحاصلة في فلسطين، مثل انسحاب بعض دور النشر، وغيرها من الأمور التي تحصل عادة في مثل هذه الفعاليات، أكد أن المعرض لم يشهد أي حالة انسحاب على الإطلاق، والأمور تتم على أحسن ما يرام.
وحول عدم اختيار إحدى الدول العربية كضيف شرف للمعرض، كما جرت العادة بالدورات السابقة، قال الرباح إن هذه الدورة استثنائية، كونها تحتفي بـ «اليوبيل الذهبي» للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
وعن المحاذير الرقابية، أكد أن «هناك جهات رقابية متعددة تُشرف على المعرض، مثل وزارتي الإعلام والتجارة، وغيرهما من الجهات الرسمية والمنظمة، كلٌ يعمل وفق اختصاصه، ووفق قوانين الكويت»، مشيراً في الوقت ذاته إلى المحاذير الفنية التي يجب على الناشر مراعاتها، منها أن يكون الكتاب حديثاً.
من جهته، قال رئيس لجنة رواق الثقافة في معرض الكويت الدولي للكتاب الـ 46 محمد المغربي: «إيماناً منا باستمرارية العمل الثقافي الكويتي، ودوره الفعال في المشهدين الخليجي والعربي، تم اختيار الشاعر الكويتي فهد العسكر ليكون تميمة المعرض، احتفاءً بموهبته الفذة، ومكانته الشعرية الرائدة».
وبشأن الاحتفالية بمعرض الكتاب، أوضح أنه «سيكون لهذه المناسبة المميزة حضور في معرض الكتاب ينطلق من جناح خاص بها في قاعة 7 إلى باقي أروقة المعرض».
وبيَّن أن فعاليات الاحتفالية تتضمن العديد من الأنشطة التفاعلية المبتكرة التي تخلق جسراً بين المؤسسة وجمهور المعرض من كل الأعمار، وكذلك تمد جسراً بين الذاكرة والمستقبل، لافتاً إلى التعاون مع الفنان والمؤدي حسين دشتي، لتجسيد شخصية الشاعر فهد العسكر.
وأضاف: «هناك أيضاً أنشطة أخرى، مثل: العازفون الهواة، وجدارية الفنانين، وأنت نجم الغلاف، والمجلس في صورة، وألعاب تفاعلية، وتصفح الإصدارات الأولى، ومناظرة النشر الورقي والإلكتروني، ومسابقة جوائز الطلبة المبدعين».
وتابع المغربي: «نتبنى هذا العام فكرة التجسير إطاراً عاماً لنشاطاتنا في معرض الكتاب. وتُعد الترجمة من أوضح صور التجسير الثقافي والمعرفي بين الشعوب. ويمتد هذا المفهوم، ليشمل مختلف المواضيع، كالتجسير بين الفكرة والمبدع، والرواية والعمل الدرامي، والخيال والواقع».
وأكد أن المجلس الوطني يحرص منذ نشأته على مد الجسور الثقافية، فهو صاحب أهم السلاسل المعرفية التي ترجمت العلوم والفكر والأدب من لغات العالم إلى القارئ العربي.وأعطى المغربي نبذة تعريفية عن شخصية معرض الكويت الدولي للكتاب، وهو د. سعد البازعي، ومن ثم تطرَّق إلى برنامج النشاط المصاحب (رواق الثقافة)، متابعاً: «نقدم هذا العام في النشاط المصاحب مجموعة متنوعة من الأنشطة لنخبة من المتميزين».
السياحة الثقافية
وعلى هامش المؤتمر الصحافي، قال مدير إدارة الاتصال والإعلام والعلاقات العامة في «الوطني للثقافة» يوسف الجمعان إن معرض الكويت الدولي للكتاب في دروته الـ 46 يؤكد حضوره الخليجي والعربي، بل والعالمي، من خلال حجم المشاركة الكبيرة من مختلف دور النشر العربية والعالمية، و«من هذا المنطلق عقدنا عدة اجتماعات مع شركات السياحة والسفر، وأيضاً الفنادق، بناء على توجيهات وزير الإعلام وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري، إضافة إلى توجيهات الأمين العام لـ (الوطني للثقافة) د. محمد الجسار، وفق ما ما نصَّت عليه استراتيجية المجلس 2023 – 2028، التي تتضمن تنشيط السياحة الثقافية في الكويت».
وأضاف الجمعان أنه تم التعاون بين المجلس وتلك الشركات، لتوفير عروض طيران خاصة بين الكويت ودول مجلس التعاون، لتنشيط محبي القراءة في دول الخليج على زيارد الكويت، والاطلاع على جديد المعرض، لافتاً إلى أن تلك المبادرة لأول مرة تحدث من خلال «الوطني للثقافة»، وأنها تدفع نحو تنشيط «السياحية الثقافية» في الكويت، والفكرة نالت استحسان الشركات.