وصل آموس هوكشتاين، كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الطاقة إلى إسرائيل، أمس، قادماً من البحرين حيث شارك في حوار المنامة، لإجراء محادثات لمنع انفجار «جبهة لبنان». وكان هوكشتاين زار لبنان قبل أيام وحمل رسائل لحزب الله لعدم توسيع الجبهة على الحدود الجنوبية للبنان، وشدد على مساعي واشنطن للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة. وفي وقت سابق من وصول هوكشتاين، صعّد حزب الله عملياته العسكرية من خلال استخدامه صاروخ بركان الثقيل، للمرة الثانية منذ بدء الحرب. وقصف الحزب أمس ثكنة برانيت، مقر قيادة منطقة الجليل، في الجيش الإسرائيلي بصاروخي بركان ما أدى إلى دمار كبير في الموقع، فيما كان الحزب استخدم قبل أسبوعين صاروخاً واحداً من هذا النوع.
يعكس هذا الأمر وصول حزب الله إلى مرحلة دقيقة تتعلق باستمرار عملياته العسكرية بالوتيرة القائمة، لأن أي تراجع فيها لن يكون في مصلحته مع حرصه على إحراج اسرائيل وإضعاف موقفها، طالما أن ردها منذ أيام لا يتناسب مع ضربات الحزب.
ومنذ اتصال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت لحثه على عدم التصعيد ضد حزب الله، يظهر تراجع منسوب العمليات العسكرية الإسرائيلية، والاكتفاء بتوجيه ضربات باتجاه نقاط حرجية أو مواقع يقول الجيش الإسرائيلي، إنها مخازن أسلحة لحزب الله، ولكن بدون تكبيد الحزب أي خسائر بشرية.
في المقابل، قصفت إسرائيل للمرة الأولى أمس، منزل النائب قبلان قبلان، الذي ينتمي إلى الكتلة النيابية التابعة لحركة أمل الشيعية التي يقودها رئيس البرلمان نبيه بري، وكنيسة في يارون.
وتأتي زيارة هوكشتاين وسط استعصاء تواجهه إسرائيل في التعامل مع الجبهة اللبنانية، ففي حال بقي الوضع كما هو دون اتفاق جديد يعيد تحديد قواعد الاشتباك ويعكس موازين القوى، ستظل القيادة السياسية الإسرائيلية تحت ضغوط لشن عملية عسكرية في الشمال ربما بعد الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في ظل استمرار رفض سكان المستوطنات الشمالية العودة إلى منازلهم طالما أن الحزب قادر على تهديدهم. في المقابل، تشير مصادر دبلوماسية لـ«الجريدة» الى أنه من بين الافكار المطروحة أميركياً لحل هذه المعضلة، هو تطبيق القرار 1701 في الجنوب اللبناني، وضمان صلاحيات أوسع لقوات اليونيفيل تفرض على الحزب وقف العمليات العسكرية انطلاقاً من منطقة جنوب الليطاني.
وفي ظل وجود قناعة بأن تطبيق هذا القرار غير ممكن بدون اتفاق كبير على مستوى دولي وإقليمي، يحظى خصوصاً بموافقة ايران، ويبدأ بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وينسحب على لبنان، أشارت نقاشات دولية على هامش الاستعداد لجلسة مجلس الأمن المخصصة لمناقشة القرار 1701 وتطبيقه غداً الأربعاء، إلى إمكانية تطبيق القرار 1701 تحت إطار الفصل السابع، ما يعني أن يكون لدى «اليونيفيل» صلاحية ملزمة في منع أي ظهور مسلح جنوب الليطاني، وهذا ما سيعتبره حزب الله إعلان حرب.