غداة تحذير وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين من جود تخوّف لدى بغداد من تبعات اقتصادية وعسكرية بسبب استمرار الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران في استهداف القوات الأميركية الموجودة على أراضيها، وجهت القوات الأميركية التي تقود «التحالف الدولي» ضربة مميتة لعناصر منضوية في تجمّع «المقاومة الإسلامية» داخل الأراضي العراقية، لأول مرة، بعد تعرّضها لسلسلة هجمات في العراق وسورية واقتصار ردودها على شن ضربات في سورية.

وذكر مسؤول عسكري أميركي أن قوات بلاده وقوات «التحالف» تعرّضت لاستهداف في قاعدة عين الأسد الجوية العراقية، مما أدى إلى وقوع إصابات طفيفة وأضرار في البنية التحتية، مشيرا إلى أن القوات الأميركية «ردّت دفاعا عن النفس ضد أولئك الذين نفذوا الهجوم ضد القوات» في العراق.

Ad

في المقابل، قالت «المقاومة الإسلامية في العراق»، التي تضم فصائل مرتبطة بطهران، إنها خسرت أحد عناصرها في «معركة» مع القوات الأميركية.

ولوّحت بالبدء بمرحلة جديدة في مواجهة القوات الأميركية، «نصرة لفلسطين وغزة»، مؤكدة أن هذه المرحلة ستكون الأوسع على قواعدهم في المنطقة.

وجاءت التطورات التي تشير إلى توسّع المواجهات التي بدأت بالتزامن مع اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر الماضي، بعد ساعات من قصف استهدف شاحنة محملة بالأسلحة غرب العاصمة بغداد، تعود لـ «كتائب حزب الله ـ العراق»، يُرجّح أن طائرة مسيّرة أميركية هي التي نفذته.

وذكرت مصادر أمنية عراقية أن طيراناً مسيّراً نفّذ ضربة جوية على مركبة عسكرية نوع تويوتا يطلق عليها «حوثية»، نسبة لمركبات جماعة «أنصار الله» اليمنية المتمردة، تابعة لفصيل «كتائب حزب الله» المنضوية تحت هيئة الحشد الشعبي الحكومية، مما أسفر عن تدمير المركبة بشكل كامل.

وأضافت المصادر «أنه حتى الآن لم يُعرف حجم الخسائر البشرية جراء الضربة الجوية، بسبب أن المركبة وما فيها من أسلحة احترقت بشكل كامل».

وكشفت أن الطيران المسيّر استهدف المركبة بمحيط منطقة أبو غريب، عند الطريق الرابط بين العاصمة بغداد ومحافظة الأنبار.

وتتعرَّض القوات الأميركية الموجودة في القواعد العسكرية العراقية في «عين الأسد» بمحافظة الأنبار وقاعدة فيكتوريا في مطار بغداد الدولي وقاعدة حرير في أربيل، لهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة، منذ أيام، أسفرت عن تسجيل إصابات طفيفة بين القوات الأميركية.

في غضون ذلك، حذّر «الاتحاد الأوروبي» من أن اختطاف الحوثيين سفينة في البحر الأحمر مؤشر على احتمال توسّع الصراع في غزة، فيما دعت لندن جماعة أنصار الله إلى إطلاق السفينة التي تشغّلها شركة بريطانية وطاقمها بشكل فوري، ومن دون شروط.

وأمس، قالت «الخارجية» الأميركية إنها تدرس الرد على اختطاف السفينة المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي بشكل جزئي مع الحلفاء. ودعت المتمردين اليمنيين إلى إطلاق السفينة وطاقمها فورا. وجاء ذلك في وقت جددت الجماعة المتحالفة مع طهران مطالبتها بوقف حرب غزة وكل الجرائم الإسرائيلية بحق القطاع قبل إطلاق السفينة، فيما أفادت تقارير بتغيير سفن لمسارها قبالة اليمن، تفاديا لتعرّضها لهجوم مشابه.