افتتح وزير الإعلام رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، عبدالرحمن المطيري، اليوم، فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب في نسخته الـ 46، وذلك برعاية رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد، بمشاركة 29 دولة عربية وأجنبية، وبحضور عدد من السفراء لدى الكويت والمثقفين والإعلاميين والمسؤولين بقطاعات الدولة المختلفة من المدعوين والمشاركين بتنظيم المعرض.
وأكد المطيري أن المشاركة الدولية الكبيرة بعدد 29 دولة، منها 18 عربية و11 أجنبية من خلال 486 دار نشر في المعرض بدورته السادسة والأربعين، تعكس مكانة الكويت الثقافية المرموقة.
وقال الوزير في تصريح للصحافيين بعد افتتاحه المعرض: أتشرف بالحضور نيابة عن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد النواف لافتتاح المعرض الذي يأتي متزامنا مع مناسبة تعكس عمق وأصالة وثراء الثقافة والاهتمام بها في الكويت، حيث نحتفي بمرور 50 عاما على إنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
وأشار الى أن الثقافة والأدب في الكويت يحظيان باهتمام ودعم كبيرين ومستمرين من القيادة السياسية بقيادة سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد.
وشدد الوزير على الاستمرار بالعمل على ترجمة استراتيجية المجلس الوطني للثقافة من خلال إقامة مثل هذا المعرض والأنشطة الثقافية والأدبية المتنوعة التي تثري الساحة الثقافية والأدبية بالكويت، وتحقق تطلعات المثقفين والأدباء.
ولفت الى أن هذا المعرض يأتي تحت شعار «شغفك له كتاب»، كإشارة إلى أن لكل من شُغف بمجال هناك كتاب يتناسب ويتوافق مع اهتماماته، مهما اختلفت أنواع تلك الاهتمامات، فهي فرصة للجميع للحضور والتعرّف على ما يضمّه المعرض من إصدارات تتناسب مع اهتماماتهم ورغباتهم.
وقال: «نتشرف باختيار الشاعر الكويتي الراحل فهد العسكر شخصية الاحتفالية الثقافية المصاحبة للمعرض، واختيار د. سعد البازعي شخصية المعرض، لما له من إسهامات ثقافية وأدبية عديدة أثرت الساحة الثقافية».
وأعرب المطيري عن السعادة الكبيرة بـ «الحراك الثقافي الذي يشهده المعرض من محاضرات وورش عمل وندوات في مواضيع حرصنا على تنوّعها وتجددها لتناسب الجميع»، داعيا الجميع إلى الحضور والاستفادة بما سيطرح فيها من أفكار وتجارب ودروس.
الفترة الصباحية
وشهد المعرض، منذ الساعات الأولى لافتتاحه، إقبالا جماهيريا كبيرا في الفترة الصباحية، بحضور وفود من طلبة المدارس والمهتمين والزوار لشراء الكتب والاستمتاع بالفعاليات الثقافية والأدبية والتعليمية في العرض الثقافي الأكبر بالكويت بحجم مشاركة كبيرة من 486 دار نشر، منها 384 مشاركة بشكل مباشر، و102 عبر توكيل لدور نشر مشاركة في المعرض.
من جانبها، قالت الأمينة العامة المساعدة لقطاع الثقافة بالمجلس، عائشة المحمود، إن المجلس حرص على تقديم نسخة مميزة من معرض الكويت الدولي للكتاب لهذا العام الذي يتزامن مع اليوبيل الذهبي لـ «الوطني والثقافة»، والاحتفاء بهذا الصرح الثقافي الكبير بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيسه، والذي كان له دور رائد في تعزيز الثقافة والفنون، وعمل على إثراء الحركة الثقافية والفنية بالبلاد.
وأعربت المحمود عن سعادتها بحجم الإقبال الكبير من الجمهور على المعرض عند افتتاحه اليوم، وهو ما يعكس حالة التشوّق والتعطّش للكتاب لدى الجمهور، مؤكدة أن هناك حرصا شديدا على تلبية وإشباع هذا الشغف الثقافي والقرائي من خلال باقة متنوعة من الكتب العربية والأجنبية.
الدور الثقافي
من جانبه، أكد وكيل الصحافة والنشر والمطبوعات بوزارة الإعلام، لافي السبيعي، أن الوزارة تبذل كل الجهود الممكنة لإنجاح الدورة الـ 46 لمعرض الكويت الدولي للكتاب، وإبراز الدور الثقافي للكويت، من خلال التعاون بشكل وثيق مع جميع الدور والمكتبات المحلية والدولية المعنية، وكذلك مع الناشرين لتوفير أفضل الخدمات والتسهيلات للضيوف المشاركين في المعرض وفعالياته المختلفة.
وأوضح أنه بموجب التعديلات التي صدرت على قانون المطبوعات والنشر، فإن «الرقابة على الكتب أصبحت لاحقة، لا سابقة»، مما يعني أن مهمة موظفي الوزارة المكلفين بالتفتيش على الكتب المشاركة في المعرض تقتصر على التأكد من إيداع نسخة من المطبوع المعروض لدى الإدارة المختصة في الوزارة، وفق القانون، وفي حال ثبوت عدم إيداع نسخة منه يبلّغ الموظف الإدارة المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية، مضيفا أنه في حال عرض مطبوع مخالف للتداول، فإن للموظف الحق في أخذ نسخة منه لإثبات تداوله في المكتبة، وبالتالي فإن المستورد يتحمّل المسؤولية القانونية عن عرضه وتداوله.
تفتيش المطبوعات
وأشار إلى أن موظفي إدارة المطبوعات والنشر في الوزارة سيكونون في المعرض لتقديم خدماتهم للناشرين، مؤكدا أن إدارة تفتيش المطبوعات ستتيح المجال أمام الجمهور لتقديم ملاحظاتهم حول الكتب المعروضة والمشاركة بالمعرض من خلال رمز استجابة سري (QR Code)، كما ترحّب الوزارة بأي ملاحظات أو مقترحات بشأن المعرض من الناشرين والجمهور على حد سواء، ومثمنا تعاون الجميع في إظهار هذا المحفل الثقافي بالصورة التي تليق بالكويت.
الكويت بلدي الثاني
بدوره، قال شخصية معرض الكويت للكتاب في دورته الـ 46 هذا العام، د. سعد البازعي: «فخور بأن أكون في الكويت، وباختياري شخصية المعرض، وهذا شرف كبير من الكويت ومن المعرض، أعتز فعلا بأن وقع عليّ هذا الاختيار، وأرجو أن يكون ما لديّ وما قدمتُ بمستوى هذا الاختيار، لكنها مسؤولية كبيرة، وأنا ممتن للكويت فهي بلدي الثاني، فقد عرفت الكويت منذ كنت صغيرا، وتعلّمت الكثير مما أنتجته من الثقافة».
وأضاف: «معرض الكويت يعزز مكانتها العربية على المشهد الثقافي العربي، وهي جديرة بهذا وأكثر منه، وإن شاء الله نرى معارض أخرى أكبر من هذا المعرض، وأعتقد أن الكويت بالذات نتوقع منها أن يكون معرضها هو الأول في المنطقة، وسيكون بإذن الله».
وبرزت أجنحة مؤسسات الدولة المختلفة، ومنها جناح الهيئة العامة للشباب، حيث صرحت المتحدثة باسم الهيئة، أسرار الأنصاري، بأنه تم تنظيم أنشطة تعطي مساحة تفاعلية ثقافية لفئتَي النشء والشباب، إلى جانب تنظيم محاضرات وجلسات حوارية وورش بمشاركة نخبة من الشباب المتميزين، ومنها حلقات نقاشية عن مواضيع ثقافية مثل القصص المصورة، ومسرح الدمى، وسرد القصة، واكتشف المسرح لأول مرة، إضافة إلى استضافة كتّاب وروائيين كبار عبر جلسات نقاشية مع الشباب، فضلا عن إقامة فعاليات خاصة بالأطفال والعديد من اللقاءات مع الشباب الكويتيين المهتمين بالثقافة.
تنظيم رائع
وكان السفير الفلسطيني رامي طهبوب حاضرا في الجناح الخاص بدولة فلسطين، معربا عن سعادته بالتنظيم الرائع والحضور المكثّف من دور النشر، مؤكدا أنها عادة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تقديم فعاليات ثقافية شديدة الغنى والثراء للجمهور، كما توجه بالشكر للمبادرة التي أطلقها المجلس وإدارة المعرض بتخصيص 3 بالمئة من ريع دور النشر المشاركة بالمعرض لدعم الفلسطينيين في غزة، مشددا على أن الكويت صاحبة دور مشرّف تجاه القضية الفلسطينية، ولا تكفّ عن دعمها القوي والمستمر للقضية على المستويات كافة، وهو ما برز أيضا رياضيا أمس ، خلال استضافة مباراة فلسطين وأستراليا بالكويت، وحجم التأييد والمساندة الكويتية للقضية الفلسطينية من المشجعين وحضور المباراة.
الثقافة الدبلوماسية
من جانبه، شكر السفير العماني لدى الكويت، د. صالح الخروصي، المنظمين على مبادرتهم الكريمة في إقامة المعرض بدورته الـ 46، فهو مناسبة سنوية تجمع الكثير من مؤسسات النشر المحلية والعربية والدولية.
وأضاف أن الحضور والمشاركة في المعرض يمثّلان إثراء للساحة الثقافية والفكرية، لافتا إلى أن سلطنة عمان حريصة دائما على المشاركة في مثل هذه المعارض، وأن تكون جميع مشاركتها أفضل من سابقتها.
وذكر أن القائمين على المعرض يتمتعون بقدر عال من الاهتمام بأن يخرج في أفضل صورة تُعنى بالتطوير والتعدد ونشر الثقافة، مؤكدا أن الثقافة الدبلوماسية هي جزء أصيل من الثقافة بشكل عام.