صيف غريب عجيب مر علينا هذه السنة، جف نهر «التايمز» اللندني الشهير وتعطلت البضائع وتحولت حديقة «الهايد بارك» إلى صحراء «الصبية» بين ليلة وضحاها، وفي أوروبا الشرقية تتغير أسعار البضائع بسبب شح الإمدادات الغذائية المنقولة لها، وعلى الصعيد المحلي ذاق الشعب درجات حرارة مرتفعة ومعدلات رطوبة هائلة لفترات ممتدة لا أول لها ولا آخر.
تدلل كل هذه الظواهر على مسألتين رئيستين: تغير في المواسم، وتغير في معدلات الحرارة والرطوبة، فالمشكلة الأزلية كانت وما زالت، ولعلها كذلك منذ انتشار الوعي البيئي أكثر وأكثر من بعد توقيع بروتوكول معاهدة «مونتريال» عام 1987 والى يومنا هذا، فالتغير المناخي، وكما أسلفت سابقا في عدة مقالات، ليس أمراً يحدث بالتدريج البطيء، وما يحدث في عالمنا اليوم ليس إلا ظهور مؤشرات بسيطة عن واقع نعيشه وسنعيشه في الزمن القريب جدا.
يعتقد الكثيرون أنه مع الأيام ستشاهد إرهاصات أو دلائل على التغير المناخي وعليه سنقوم حينئذ فقط بتعديل انبعاثاتنا، كأنها صنبور مياه (وسكر الحنفية) وانتهى الأمر، المصيبة الحقيقية حين يأتي تعليل كهذا من خبير بيئي في البلاد، حينها تعلم أننا في حقيقة الأمر لسنا بخير حقا، فهذا التفكير المختل هو الذي جعل بعض تصرفاتنا جد رجعية فيما يتعلق بالتغير المناخي واللوائح والسياسات البيئية ووضع الخطط الناجعة للتصدي (وليس الحد من) للظواهر الطبيعية غير الحميدة بسبب التلوث وخلافه، وكما تطرقت وبوضوح شديد الكاتبة نيومي كلاين في كتابها الأكثر شهرة This Changes Everything فالتغير المناخي والاستدلال عليه من التاريخ الجيولوجي أنه عادة ما يحتاج الى تغير بسيط في عنصر واحد فقط في البيئة، ومن بعدها تنتهي المسألة إما بارتفاع منسوب مياه البحر أو تغير حاد في الجو أو ما شابه، ولا يأتي تدريجيا والمصائب بطبيعة الحال لا تأتي فرادى.
لا أريد أن أكون نذير شؤم أو متكهناً بالشرور المستقبلية على طريقة «نوستراداموس» لكن حتما المسألة جادة وتقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغيير المناخي IPCC الأخير ينص صراحة على إخفاقات الكوكب ومتطلبات الوصول الى معدل يبلغ 1.5 درجة سيليزية كمتوسط عام. يذكر يا سادة أن مؤتمر التغير المناخي السابق COP المنعقد في مدينة (غلاسكو) الأسكتلندية قد ندد بتصرفات العديد من الدول ومازال هناك عدد منها لم ينشر التزاماته الأممية في نظرة ساخرة وساخطة على مستقبل شعوبها!! ولكن إبان انعقاد جلسات المؤتمر الحالي COP 27 خرج لنا بصيص أمل محلي يتمثل بتصريح وزير الخارجية الكويتي أن البلاد ملتزمة بالوصول الى حياد كربوني مطلع عام 2050، في مؤشر جاد أننا الآن بصدد وضع خطط جادة لتخفيف بصمتنا الكربونية، وعليه فإن تضافر الجهود البيئية داخل الكويت بدأ بوضع اللوائح والتشريعات والانتهاء بالالتزامات والتطبيقات الجادة، وهو أمر حتمي بل ملزم.
تدلل كل هذه الظواهر على مسألتين رئيستين: تغير في المواسم، وتغير في معدلات الحرارة والرطوبة، فالمشكلة الأزلية كانت وما زالت، ولعلها كذلك منذ انتشار الوعي البيئي أكثر وأكثر من بعد توقيع بروتوكول معاهدة «مونتريال» عام 1987 والى يومنا هذا، فالتغير المناخي، وكما أسلفت سابقا في عدة مقالات، ليس أمراً يحدث بالتدريج البطيء، وما يحدث في عالمنا اليوم ليس إلا ظهور مؤشرات بسيطة عن واقع نعيشه وسنعيشه في الزمن القريب جدا.
يعتقد الكثيرون أنه مع الأيام ستشاهد إرهاصات أو دلائل على التغير المناخي وعليه سنقوم حينئذ فقط بتعديل انبعاثاتنا، كأنها صنبور مياه (وسكر الحنفية) وانتهى الأمر، المصيبة الحقيقية حين يأتي تعليل كهذا من خبير بيئي في البلاد، حينها تعلم أننا في حقيقة الأمر لسنا بخير حقا، فهذا التفكير المختل هو الذي جعل بعض تصرفاتنا جد رجعية فيما يتعلق بالتغير المناخي واللوائح والسياسات البيئية ووضع الخطط الناجعة للتصدي (وليس الحد من) للظواهر الطبيعية غير الحميدة بسبب التلوث وخلافه، وكما تطرقت وبوضوح شديد الكاتبة نيومي كلاين في كتابها الأكثر شهرة This Changes Everything فالتغير المناخي والاستدلال عليه من التاريخ الجيولوجي أنه عادة ما يحتاج الى تغير بسيط في عنصر واحد فقط في البيئة، ومن بعدها تنتهي المسألة إما بارتفاع منسوب مياه البحر أو تغير حاد في الجو أو ما شابه، ولا يأتي تدريجيا والمصائب بطبيعة الحال لا تأتي فرادى.
لا أريد أن أكون نذير شؤم أو متكهناً بالشرور المستقبلية على طريقة «نوستراداموس» لكن حتما المسألة جادة وتقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغيير المناخي IPCC الأخير ينص صراحة على إخفاقات الكوكب ومتطلبات الوصول الى معدل يبلغ 1.5 درجة سيليزية كمتوسط عام. يذكر يا سادة أن مؤتمر التغير المناخي السابق COP المنعقد في مدينة (غلاسكو) الأسكتلندية قد ندد بتصرفات العديد من الدول ومازال هناك عدد منها لم ينشر التزاماته الأممية في نظرة ساخرة وساخطة على مستقبل شعوبها!! ولكن إبان انعقاد جلسات المؤتمر الحالي COP 27 خرج لنا بصيص أمل محلي يتمثل بتصريح وزير الخارجية الكويتي أن البلاد ملتزمة بالوصول الى حياد كربوني مطلع عام 2050، في مؤشر جاد أننا الآن بصدد وضع خطط جادة لتخفيف بصمتنا الكربونية، وعليه فإن تضافر الجهود البيئية داخل الكويت بدأ بوضع اللوائح والتشريعات والانتهاء بالالتزامات والتطبيقات الجادة، وهو أمر حتمي بل ملزم.