أقامت الجمعية الكويتية للتراث، حفل توقيع للباحثة شفاء المطيري، بمناسبة إطلاق كتابها الجديد (الموسوعة الكويتية للغوص والسفر الشراعي)، في مقر الجمعية، حضره جمع كبير من أعضاء الجمعية والمهتمين.

في البداية، قال رئيس الجمعية الكويتية للتراث الباحث فهدالعبد الجليل، إن صدور كتاب «الموسوعة الكويتية عن الغوص والسفر الشراعي» للباحثة شفاء المطيري، يمثل مناسبة سعيدة، لافتاً إلى أن المؤلفة عملت على إعداد هذه الموسوعة لسنوات عديدة بكل جد ومثابرة، وبذلت جهداً كبيراً لإنجاز هذا الكتاب.

Ad

وأوضح العبدالجليل، في تصريح لـ «الجريدة»، أن الباحثة المطيري استطاعت أن تغطي جزءاً كبيراً متعلقاً بالتراث البحري القديم، حيث تناولت كل ما يتعلق بحرفة الغوص عن اللؤلؤ، خصوصاً أنها تُعد من أوائل الحرف التي اعتمد عليها الكويتيون للحصول على مصدر دخلهم منذ نشأة الكويت.

وأضاف أن المطيري تناولت الحديث عن الأعلام وأسماء النواخذة، والسفن، والنقع، وعرضت لكل ما يتعلق بحرفة الغوص من مصطلحات بحرية، حيث استطاعت المحافظة على المصطلحات التراثية القديمة من الاندثار، وكذلك تناولت السفر الشراعي، وتجارة الكويت مع الموانئ والبلدان الأخرى، وسردت لأسماء العمائر (سفن السفر) والنقع ومُلاكها، وكل ما يتعلق بمهنة النقل التجاري في ذلك الحين، من خلال الدور الذي لعبته هذه المهنة في وضع الكويت بالصدارة، وجعلتها مركزاً تجارياً مهماً في المنطقة، وهو ما منحها علاقات تجارية واسعة مع موانئ الهند الغربية، واليمن، وشرق إفريقيا.

وبيَّن العبدالجليل أن هذه الموسوعة سهلت على الباحثين المهتمين بموضوعات التراث البحري، لأنها قسمتها على هيئة أحرف من الألف إلى الياء، وجاء كل حرف ليشتمل على العديد من المصطلحات البحرية، وأسماء الشخصيات، والسفن، وأشياء أخرى متعلقة بتراث الكويت البحري، وهذا دليل على اجتهاد المؤلفة، ورصدها لجميع الكتب والمؤلفات القديمة التي تناولت تراث الكويت البحري.

من جانبها، كشفت الباحثة شفاء المطيري أنها وثقت الغوص والسفر الشراعي في «الموسوعة الكويتية للغوص والسفر الشراعي»، من خلال توفيرها صفحات في كتابها للحديث عن هذه المهنة، لافتة إلى أن الدافع الأول لهذا التوثيق، هو حُبها لوطنها الكويت، والدافع الثاني هو فخرها واعتزازها بتاريخ أخوال والدها الكرام، حيث كانوا نواخذة غوص على اللؤلؤ في شرق، ثم ساحل العدان، وقد ورد ذكرهم في كتاب تاريخ الغوص على اللؤلؤ للمؤرخ سيف الشملان، إضافة إلى وفاة جدها لوالدها في طبعة النوخذة خالد الدوسري أواخر عام 1916، وقد وثقها سيف الشملان في برنامجه التلفزيوني (صفحات من تاريخ الكويت) عام 1967.

وأوضحت أن من أبرز موضوعات الموسوعة، خرائط للأساكل، والنقع، والعماير لأحياء شرق والوسط وجبلة، إضافة إلى صور رجال البحر من نواخذة، وطواويش، ومجدمية، وسكونية، ونهامة، وقلاليف، وغاصة، وأيضاً رسم توضيحي لخريطة سفن وأبوام الفزعة للجهراء، وحقائق معركة الرقة البحرية، ورسم توضيحي لزيارة الرحالة كرستنجي لأمير الكويت والوجيه عبداللطيف العبدالجليل عام 1917.

وذكرت المطيري، في تصريح لــ «الجريدة»، أن صياغة الموسوعة استغرقت أكثر من عشر سنوات تقريباً، مؤكدة أنها مهتمة بالتراث، وأن موضوعاتها جاءت متفرقة ما بين عناوين للكتب (علم الكويت منذ النشأة حتى الاستقلال) عام 1996، وكتاب «قطوف كويتية للخرافات والمعتقدات الشعبية» عام 2020، وموسوعة الغوص والسفر الشراعي عام 2023، فلم تتخصص بموضوع محدد.

وتابعت أنها واجهت تحديات خلال عملها في إعداد الموسوعة، من أبرزها الجهد ومشقة العمل بالبحث عن المعلومة والتدقيق فيها، موضحة أن هناك أشخاصاً ساندوها، وعلَّقت: «رحم الله د. صالح العجيري، الذي لم يبخل بعلمه على شخصي المتواضع»، وشكرت أيضاً في حديثها الباحثين: د. عبدالمحسن الخرافي، والأستاذ صالح المسباح، ورئيس الجمعية الكويتية للتراث الباحث فهد العبدالجليل.