«كويتيون من أجل القدس»: طوفان الأقصى أوجع إسرائيل
الوعري: استمرار المقاومة في غزة ألحق بالكيان الصهيوني خسائر ضخمة
أكد المتحدثان في الندوة التي نظمتها لجنة كويتيون من أجل القدس بعنوان «الأطماع السياسية الاستعمارية لاحتلال فلسطين»، أن طوفان الأقصى شكل ضربة موجعة للكيان الصهيوني وفقا للتقارير الاستراتيجية والمراكز العسكرية، مشيرين إلى أن استمرار المقاومة ألحق بإسرائيل خسائر ضخمة.
وحاضر في الندوة، التي عُقدت أمس الأول في مقر جمعية الخريجين، المؤرخة والباحثة في تاريخ فلسطين الحديث والمعاصر د. نائلة الوعري، وعضو اللجنة التنفيذية ومجلس الأمناء بمركز دراسات الوحدة العربية أ. الطيب أحمد الدجاني.
الدجاني: الموقع الاستراتيجي لفلسطين جعلها في قلب الموجة الاستعمارية الثالثة
وقال المتحدثان إن الاطماع في فلسطين لم تكن منذ 75 عاما فقط، بل كانت ممتدة منذ 4 قرون، لافتين إلى أن مقدراتها النفطية ومواردها الطبيعية رفعت منسوب الاطماع الاستعمارية فيها.
من جهتها، قالت د. الوعري: «ان الاطماع في دولة فلسطين والعمل على احتلالها مزمنة وتعود إلى قرون ماضية»، مشيرة إلى أن عملية طوفان الأقصى ألحقت برئيس الوزراء في الكيان المحتل بنيامين نتنياهو هزيمة كالتي ألحقتها الجيوش العربية في الضربة الاستباقية على إسرائيل عام 1973.
وأضافت الوعري أنه «بعد شق قناة السويس في عام 1869، قامت الاطماع السياسية الاستعمارية البريطانية لإنشاء كيان استعماري سياسي في فلسطين يكون قادرا على حمايتها من الاخطار التي قد تهددها في المستقبل»، لافتة الى انه «بعد الحرب العالمية الثانية رأت بريطانيا ان فلسطين تعتبر بوابة برية وجوية يمكن الوصول من خلالها الى مستعمراتها في الشرق الأوسط».
وتابعت أن «فلسطين تمتلك مقدرات نفطية مع قدرتها على توفير الاحتياطي الكافي من النفط، كما تجود بالمواد الطبيعية مثل القمح والقطن والحبوب، كما تمتلك العديد من الغابات، والموانئ، والطاقة الشمسية النظيفة والمتجددة، وجميع تلك المعطيات رفعت من منسوب الاطماع الاستعمارية على فلسطين واحتلالها».
وذكرت أنه «في عام 1925، وجد هاري ترومان من اللوبي الصهيوني بالولايات المتحدة وسيلة سهلة للوصول الى البيت الأبيض، عندما طالب بريطانيا بإصدار 100 ألف تأشيرة دفعة واحدة لدخول المهاجرين اليهود الى الأراضي الفلسطينية»، مضيفة ان «هذا الحدث يذكرنا بمقولة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، لو لم تكن هناك إسرائيل لكنا قد أوجدناها».
من جانبه، قال الدجاني إن «فلسطين كانت في قلب الموجة الاستعمارية الثالثة، وذلك بسبب موقعها الاستراتيجي، والريادة القطرية والثقافية والعقائدية والدينية، ونجد هذه المطامع جميعها مهمة على صعيدها الحيوي على المستوى العربي والإسلامي».
وأضاف الدجاني أنه «خلال الموجة الأولى للاحتلال في فلسطين، لم يسمح الاحتلال البريطاني للفلسطينيين بتأسيس الأحزاب بحيث استمر الشعب الفلسطيني في نضاله بالمظاهرات»، الى ان «تم انشاء الجامعة الإسلامية في فلسطين لمواجهة ما قام به الصهاينة واليهود من إنشاء الجامعة العبرية في القدس، وتكريس المقدسات الإسلامية في فلسطين».
وأوضح أن «تلك المرحلة شهدت تأسيس الأحزاب من قبل الشعب الفلسطيني، وعقد مؤتمرات التسلح، ومن اهم تلك المؤتمرات: (نابلس للتسلح) بحيث تقرر ان على كل قرى فلسطين التي تواجه المستوطنات، والعمل على تسليحها وعدم بقاء سكانها عزلا من غير أسلحة».
وذكر أن «جميع الأحزاب التي أسست آنذاك عملت على صعيد الثورة الفلسطينية الكبرى في عام 1936 وحتى 1939 وجميعها عملت في مواجهة الثورة الاستعمارية».