حين تصنع فراغاً فلا تظن أنّه لن يُسد، وإن كان هذا الحيّز الذي صنعته بيدك قد شغله غيرك فالملامة تعانقك كعناقنا مع العجز أمام مشهد الإبادة، أيّهما أحقّ بالسّؤال يا عالم: هل نسأل من يحفر الأنفاق عن سبب استعانته بحفّارة تنطق الفارسيّة أم نسأل من هُم في القاعات عن فوضى الأولويّات؟! هل نلوم من يكتوي بالنّار أم نلوم من هُم تحت الثريّات؟!

يقول أبو جود حين سألوه عن مفعول القات: الصداقات والعلاقات والصّفقات والاتّفاقات كلّها تأتي من (القات)، وفي مشهدٍ مفاجئ نشهد إنزالاً جوّياً على سفينة صهيونيّة في البحر الأحمر واحتجازها في سواحل اليمن ليتبنّى الحدث عبدالملك الحوثي الذي تلطّخت يداه بدم الأبرياء قائلاً: «تجري السّفنُ كما يشتهي اليمنُ».

Ad

كمّية قهر يعيشها (الباحث عن الحق) وهو يرى أنّ الحيّز الفارغ المُحيط بغزّة قد شغله جزّار في الشّام هجّر وشرّد وقتل أضعافاً بطائرات تحمل اسم «غزّة»... يحاولون أن يتمسّحوا بطهر فلسطين وعفّة فلسطين لعلّها تبيّض ثوبهم الملطّخ بالدّم القاني.

وقعت واقعة «طوفان الأقصى» المباركة فبحثنا عن «غزّة»، اقتربنا منها، وإذ بالسّيد (كيم جونغ) حاملاً الكوفيّة، اقتربنا أكثر فوجدنا روسيا والبرلمان الأيرلندي والسّيد أبو هادي... ربّما نحنُ في المُعسكر الخطأ؟! ربّما نحن نجهل خفايا الأمور ونُجرّ إلى المجهول؟! وفي نظرة سريعة إلى «الضّفة» الأخرى وجدنا أفيخاي وبيومي وكوهين وآخرين لم تكن ملامحهم واضحة، هُنا أدركنا أنّ هذا الكوكب الشّرس يريد أن يجبرنا على ما لا يحبّه الإنسان، يريد أن يُحيط (الحق) بمجموعة من الأوباش ليمنح الأنقياء عُذراً بالتّخلي عن (فلسطين)، فتحلّ الخيانة وتتجدّد النّكبة.