بعد تأجيل تنفيذها بسبب عراقيل لوجستية وفنية، تبصر هدنة غزة النورَ اليوم بعد مخاض عسير، والتي من المفترض أن تستمر أربعة أيام قابلة للتمديد، في ظل محاولات ومساعٍ وجهود لتحويلها إلى وقفٍ لإطلاق النار يمهد لإنهاء الحرب، وإطلاق مفاوضات سياسية للتوصل إلى تسوية نهائية للقضية الفلسطينية.

وأكد المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، أن الهدنة الإنسانية في غزة ستنطلق اليوم الساعة السابعة صباحاً، مشيراً إلى أن تسلّم الدفعة الأولى من المحتجزين سيتم الساعة الرابعة عصراً، وسيُطلَق سراح 3 مجموعات أخرى خلال الأيام الثلاثة التالية ليكتمل العدد 50.

Ad

وأوضح أن الدفعة الأولى من الإسرائيليين الذين سيُفرَج عنهم من المحتجزين لدى حركة حماس تضم 13 من النساء والأطفال، لافتاً إلى أن المساعدات الإنسانية ستتدفق إلى القطاع بالتزامن مع سريان الهدنة.

وعبّر المتحدث القطري عن أمله أن تأخذ الخطوة زخماً يسمح بتمديد الهدنة أياماً أخرى، وأن «نُخرِج جميع الأسرى والرهائن».

بدورها، قالت «حماس» إن الهدنة «تسري 4 أيام، تبدأ من صباح اليوم، ويرافقها وقف جميع الأعمال العسكرية» من الجانبين، مضيفة أنه سيتم خلال هذه الفترة «الإفراج عن 50 أسيراً صهيونياً من النساء والأطفال دون الــ 19 عاماً»، وفي المقابل سيُفرَج مقابل كل واحد منهم عن «3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال».

وفي وقت سابق، أفاد مصدر فلسطيني بأن التأخير في تنفيذ الاتفاق له علاقة بتفاصيل حول أسماء الأسرى الإسرائيليين وآلية تسليمهم.

وتحدث المصدر عن ثغرات سيتم سدها بشأن ترتيب تسليم الرهائن لـ «الصليب الأحمر»، ثم نقلهم إلى مصر، ليتم تسليمهم للجانب الإسرائيلي.

وأفادت مصادر عبرية بأن «حماس» كانت تصر على أن تتسلم عربات إسعاف مصرية الرهائن لا عربات «الصليب الأحمر».

ونقلت شبكة «سي إن إن» عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن سبب التأجيل هو عدم تلقي إسرائيل بعدُ أسماء المحتجزين الذين ستطلقهم «حماس».

كما نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر إسرائيلية، أن العائق أمام الهدنة هو شرط «حماس» إدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى شمال غزة، في حين أشارت تقارير إلى أن الجيش عبّر بوضوح لنتنياهو عن رفضه وقف العمليات العسكرية في شمال غزة، كما هدد وزير الأمن الإسرائيلي ايتمار بن غفير بالاستقالة في حال توقفت الحرب.

وعلى الجبهة الأخرى في شمال إسرائيل، شن الجيش الإسرائيلي غارة أمس الأول على منزل في بلدة بيت ياحون في جنوب لبنان على عمق 10 كيلومترات من الحدود، أي خارج قواعد الاشتباك، قتل فيها خمسة من مسؤولي «فرقة الرضوان»، قوة النخبة لدى «حزب الله»، وبينهم مسؤول العمليات في الفرقة، وأحد مسؤوليها الميدانيين على الخطوط الأمامية، ونجل رئيس كتلة الحزب في البرلمان محمد رعد.

ورد الحزب بإطلاق نحو 50 صاروخاً على قاعدة عسكرية إسرائيلية، وشن هجمات على مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية أخرى. وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو 38 صاروخاً سقطت على مناطق متفرقة في الجليل.

وبهذه المواجهة، يفترض أن يكون التصعيد العسكري بين الطرفين قد وصل إلى قمته، ولابد من بدء مساره التراجعي، خصوصاً على وقع هدنة غزة وربما ما سيأتي بعدها.

جاءت هذه التطورات في حين استقبل الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله، أمس، وزير الخارجية الإيراني حسين أميرعبداللهيان، وأكد له «استعداد المقاومة على جميع الجبهات»، وفقاً لبيان صدر عن الخارجية الإيرانية.

وكانت «الجريدة» قد نقلت عن مصادر في «الخارجية» الإيرانية أن عبداللهيان حمل رسالة إلى حزب الله والفصائل اللبنانية والفلسطينية الموجودة في لبنان والموالية لطهران، بضرورة الالتزام بالتهدئة في غزة، بعد أن مورست ضغوط على إيران من قبل الصين ودول إسلامية وعربية لمنح فرصة للمفاوضات الجارية من أجل تمديد الهدنة وتثبيتها، والوصول إلى شروط تسمح بتحويلها إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وفي العراق، شنّت الفصائل العراقية الموالية لطهران هجمات محدودة ضد قاعدتين أميركيتين في العراق وسورية، متجنّبة الردّ بشكل عنيف على ضربة أميركية في جرف الصخر جنوب العاصمة بغداد، قتلت 8 من كتائب «حزب الله - العراق».

في المقابل، أفاد مصدر أمني في محافظة الأنبار بأن القوات الأميركية وسّعت من عمليات استطلاعها الجوي لتشمل مناطق مختلفة من مدن المحافظة التي لم تشهد منذ أعوام عمليات من هذا النوع.

إلى ذلك، أعلن الجيش الأميركي، أمس، إسقاط عدة مسيّرات فوق البحر الأحمر أطلقتها جماعة الحوثي من اليمن بعدما احتجزت في نهاية الأسبوع الماضي سفينة شحن مرتبطة برجل أعمال إسرائيلي، وأطلقت دفعة من الصواريخ الباليستية دعماً لغزة.