دخلت الهدنة الإنسانية في قطاع غزة حيز التنفيذ الساعة السابعة من صباح اليوم الجمعة بالتوقيت المحلي بعد عدوان للاحتلال الإسرائيلي تواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي ما أسفر عن استشهاد أكثر من 15 ألف فلسطيني بينهم 6150 طفلاً وأكثر من 4 آلاف امرأة بالإضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح.

وتستمر الهدنة مدة أربعة أيام قابلة للتمديد يتخللها الإفراج عن عدد من المعتقلات والمعتقلين الأطفال من سجون الاحتلال الإسرائيلي وإدخال مساعدات إغاثية وكميات من الوقود.

تبادل للأسرى
Ad


وأعلن مصدر في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» عصر اليوم الجمعة بدء إجراءات نقل 13 محتجزاً إسرائيلياً من غزة إلى مصر عبر معبر رفح بموجب اتفاق الهدنة المؤقتة.

ووفق تقارير إعلامية بدأ جيش الاحتلال في نقل أسيرات فلسطينيات من سجن الدامون إلى عوفر تمهيداً لصفقة التبادل مؤكداً إنهاء استعداداته لـ«تسلم الأسرى الإسرائيليين المحررين».

التزام حمساوي

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، إسماعيل هنية، إن الحركة ملتزمة بتنفيذ الهدنة وإنجاحها طالما التزم العدو بذلك.

وأضاف هنية «خضنا برعاية الأشقاء في قطر ومصر مفاوضات صعبة وأدرناها بمسؤولية».

ولفت إلى أن «العدو نزل عند شروط المقاومة وإرادة شعبنا الأبي ما أدى للتوصل لاتفاق الهدنة، وراهن على استعادة المحتجزين عبر فوهات البنادق والقتل والإبادة الجماعية».

وقف العمليات

وأكدت «سرايا القدس» التزامها بوقف عملياتها العسكرية والصاروخية خلال الهدنة ما التزم بها العدو، مشددة على أنها «لن نترك أسرانا في أيدي الغاصبين ولن نبرح معركتنا هذه حتى تحقيق أهدافنا، ولن نرفع الراية البيضاء ولن نخرج من المعركة إلا منتصرين».

جاء ذلك فيما منعت سلطات الاحتلال بالقوة عودة فلسطينيين من جنوب غزة لمناطق في شمال القطاع.

إجلاء المصابين

وتوجهت 10 سيارات إسعاف لإجلاء عدد من المصابين من شمال قطاع غزة، اليوم الجمعة، بحسب ما أعلنته خدمة طواقم الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في تغريدة على حسابه على موقع «إكس» للتواصل، مؤكدة أن تلك العملية «تم تنسيقها ومرافقتها من قبل الأمم المتحدة».

وانطلقت سيارات الإسعاف من مدينة خان يونس بجنوب الشريط الساحلي، لنقل المرضى والجرحى من المستشفى الأهلي في مدينة غزة، التي تُعد أكبر مدن القطاع.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، مؤخراً، إن المستشفى الأهلي لا زال يعمل، ولكن بأدنى سعة له.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، خرجت 22 مستشفى من أصل 36 مستشفى في غزة عن العمل، جرّاء الحرب بين إسرائيل وحماس.

غارات مكثفة

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» إنه في الساعات الأخيرة قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ شن الاحتلال الإسرائيلي غارات مكثفة على شمال ووسط وجنوب قطاع غزة طالت مدارس تؤوي نازحين ومستشفيات ومنازل أسفرت عن وقوع عشرات الشهداء والجرحى.

وأشارت إلى أنه خلال أيام الهدنة لن يتمكن 1.7 مليون نازح إلى جنوب قطاع غزة من العودة لتفقد منازلهم وممتلكاتهم التي طال غالبيتها القصف ولحق بها الدمار في وسط وشمال القطاع أو حتى البحث عن أفراد عائلاتهم المفقودين بعد أن هددت قوات الاحتلال التي اجتاحت بدباباتها وآلياتها العسكرية تلك المناطق باستهدافهم.

وأضافت أن طواقم الإسعاف والإنقاذ ستحاول انتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض حيث يقدر عدد المفقودين بنحو 7000 فلسطيني بينهم أكثر من 4700 طفل وامرأة ما سيكشف مزيداً من الفظائع التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني على مدار 48 يوماً.

وفي وقت سابق، رحّب الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسؤولو القيادة الفلسطينية باتفاق الهدنة الإنسانية وجددوا الدعوة إلى الوقف الشامل للعدوان الإسرائيلي لتجنيب الشعب الفلسطيني مزيداً من الويلات وحقن دماء الأطفال والنساء الذين يتعرضون لإبادة جماعية مع عائلاتهم.

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ إن «الرئيس محمود عباس والقيادة يرحبون باتفاق الهدنة الإنسانية ويثمنون الجهد القطري - المصري الذي بذل ونجدد الدعوة إلى الوقف الشامل للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وإدخال المساعدات الإنسانية وتنفيذ الحل السياسي المستند إلى الشرعية الدولية والذي يؤدي إلى إنهاء الاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله وسيادته».

وخلال الاجتماعات والاتصالات المكثفة التي عقدها عباس مع زعماء العالم منذ بدء عدوان الاحتلال الشامل على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، أكد ضرورة الوقف الفوري للعدوان وجرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني وتسريع إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وكذلك وقف اعتداءات قوات الاحتلال والمستعمرين الإرهابيين في الضفة الغربية.

وجدد رفض فلسطين القاطع لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أو من الضفة بما فيها القدس، مشدداً على أنه لا حل أمنياً أو عسكرياً لقطاع غزة وأن غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية ولا يُمكن القبول أو التعامل مع مخططات سلطات الاحتلال في فصل القطاع عن الضفة والقدس أو إعادة احتلاله أو اقتطاع أي جزء منه.

وأكد الرئيس الفلسطيني أن الأمن والسلام يتحققان من خلال التوجه للحل السياسي وفق حل الدولتين القائم على الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.