إسرائيل تستدعي سفيري إسبانيا وبلجيكا
بسبب تصريحات لرئيسي وزراء البلدين عن غزة
استدعت إسرائيل، اليوم الجمعة، سفيري إسبانيا وبلجيكا، بسبب تصريحات أدلى بها رئيسا وزراء بلديهما في مؤتمر صحفي على حدود غزة.
وقال رئيس وزراء بلجيكا ألكسندر دي كرو، إن هدنة وقف إطلاق النار ليوم واحد في غزة أمر جيد، وأن وصولها إلى خمسة أيام سيكون أفضل، وأن الوقف الدائم هو ما ترغب فيه بلاده، من أجل السلام.
وأضاف «دي كرو»، رداً على سؤال صحافي من أمام معبر رفح بالجانب المصري، بشأن كيفية مساعدة بلجيكا وإسبانيا للوساطة المصرية القطرية الأميركية حتى يستمر وقف إطلاق النار لفترة أطول، قائلاً إن الهدف الآن هو وصول المساعدات لمن يستحق، ثم بعد ذلك يتم الحديث حول الحل الوحيد وهو الحل الدبلوماسي، والذي يقول إن وقف إطلاق النار الذي بدأ اليوم هو فرصة للعالم، ويجب أن يستغل هذه الفرصة، إذ إننا فقدنا الكثير من الفرص من قبل، فدعونا لا نفقد هذه المرة.
فيما قال رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز إن وقف إطلاق النار يُعتبر خطوة جيدة للأمام ولكنه لا يكفي، ولابد أن يكون هناك تدخل من المجتمع الدولي الذي يتفق مع العالم بأنه لابد أن يكون هناك وقف لإطلاق النار بشكل دائم.
وأضاف سانشيز أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يعمل عن كثب من أجل وجود ممرات للسلام ونقل المساعدات.
وأكد رئيس وزراء إسبانيا أن العنف الذي تم مشاهدته على مدار الـ49 يوماً الماضية في غزة على الجميع أن يوقفه، وأن هذه فرصة جيدة لنشر الأمن والسلام وإدخال جميع المساعدات، لتصل إلى سكان القطاع.
انهاء الكارثة الإنسانية
ودعت مصر وإسبانيا وبلجيكا في وقت سابق اليوم إلى ضرورة إنهاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إليه.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيسا وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز وبلجيكا ألكسندر دي كرو عقب مباحثاتهم بالقاهرة حول تطورات الأوضاع في غزة.
وقال السيسي إن المباحثات تناولت مرحلتين الأولى تتعلق بالتطورات الجارية في غزة حالياً من مواجهات عسكرية والثانية بالنتائج التي تتم على الأرض فيها والإجراءات التي تحتاج إلى التحرك بفاعلية أكثر.
وأشار في هذا الإطار إلى الهدنة المؤقتة التي أعلن عنها يوم الأربعاء الماضي، متمنياً زيادة مدتها لتبادل الأسرى وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية «لإعاشة 2.3 مليون إنسان في قطاع غزة».
كما أكد أن معبر رفح البري «لم ولن يُغلق» من أجل السماح بدخول المساعدات وخروج الأسرى وحاملي جنسيات الدول الصديقة وغيرها من الدول التي لها رعايا داخل القطاع وهي أكثر من 30 دولة.
وأوضح الرئيس المصري أن المباحثات تناولت أيضاً «مرحلة ما بعد الحرب وأهميتها»، مضيفاً أن «فكرة إحياء مسار حل الدولتين استنفدت على مدى 30 سنة ولم تحقق الكثير ولا بد من التعامل مع هذه القضية بواقعية وموضوعية حتى نجد حلاً ينهي الآلام».
وأوضح أن «الأفق السياسي لحل القضية الفلسطينية كان دائماً لا يصل إلى تحقيق المأمول ولا بد أن تكون هناك دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدس الشرقية»، معرباً عن استعداده قبول «أن تكون هذه الدولة منزوعة السلاح وأن يكون هناك ضمانات بوجود قوات تكون تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أو الأمم المتحدة أو قوات عربية أو أمريكية حتى نحقق الأمن».
وأكد الرئيس السيسي ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب المجتمع الدولي وإدخالها إلى الأمم المتحدة، مبيناً أن «تحقيق هذا الأمر سيعكس مسؤولية وجدية حقيقية من جانب المجتمع الدولي والمهتمين بتحقيق السلام في المنطقة التي تشهد كل أربع أو خمس سنوات مسألة مثل التي نتعرض لها الآن ينتج عنها سقوط ضحايا ثم نتحدث بعدها عن إحياء المسار وأن يكون هناك حل للدولتين ثم مع الوقت تتأكل الفكرة والتفاصيل المختلفة لهذا الأمر».
دور أساسي
من جانبه، أعرب سانشيز عن خالص شكره لمصر على «الدور الأساسي» الذي تقوم به في ظل الحرب في غزة قائلاً إن «الدور المصري كان محورياً لتوصيل المساعدات للفلسطينيين الذين كانوا بحاجة إلى المعدات الطبية بالإضافة إلى إجلاء المدنيين من الجنسيات المختلفة».
وأكد التزام إسبانيا وكذلك الاتحاد الأوروبي بدعم السلطات المصرية في استجابتها للأزمة الفلسطينية وخاصة توفير المساعدات الطبية، مشيراً في هذا الصدد إلى أنه «سيتم تقديم نحو أربعة أطنان من المساعدات لتسليمها للمستشفيات في مصر لتوفير المساعدات الطبية للمرضى القادمين من غزة».
وشدد على ضرورة إنهاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مبيناً أن أكثر من مليوني شخص يواجهون ويلات الحرب ويتزايد أعداد الضحايا المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال.
ودعا إلى ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بقدر كافٍ وبشكل منتظم، معرباً عن أمله أن تستمر الهدنة الإنسانية وأن يتم في النهاية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق نار بمساعدة الرئيس المصري.
وأضاف سانشيز «اقترحنا عقد مؤتمر دولي في أقرب وقت ممكن وقد صدق الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي على هذه الفكرة»، معرباً عن تمنياته أن يجتمع العرب والأوروبيون لإنهاء هذه الدائرة «غير المتناهية» من الصراع.
وطالب سانشيز المجتمع الدولي بأن يقوم بدور بنّاء وفعال تجاه القضية الفلسطينية، مشدداً على ضرورة البدء من اليوم في التنفيذ النهائي لحل الدولتين.
فتح المعابر
من جهته، أكد دي كرو أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي «أدت دوراً محورياً للغاية» في مسألة إجلاء الرعايا الأجانب ومزدوجي الجنسية من قطاع غزة، معرباً عن بالغ شكره لإجلاء ما يقرب من 100 مواطن بلجيكي من غزة أمس الخميس.
وقال إن «وقف إطلاق النار في قطاع غزة بشكل دائم يجب أن يكون هو محور التركيز حالياً بعد وقف إطلاق النار المؤقت»، مشيراً إلى أن الوقف المؤقت لإطلاق النار أمر مستحسن لكن الوقف الدائم له هو الهدف النهائي.
وأضاف أن المباحثات تناولت وقف إطلاق النار المؤقت الذي تحقق اليوم وإطلاق سراح ما يقرب من 13 أسيراً كل يوم «لكننا بحاجة إلى إطلاق سراح المزيد من الأشخاص».
وأكد ضرورة زيادة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيراً إلى أهمية فتح معابر أخرى من جانب الكيان الإسرائيلي المحتل لإدخال المزيد من المساعدات، مطالباً إيّاه بضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وتجنب الخسائر البشرية في غزة.