يحفل النشاط المصاحب لمعرض الكويت الدولي للكتاب بدورته الـ 46، بمجموعة من الأنشطة المتنوعة التي تقام في «رواق الثقافة».

وضمن هذا الإطار، أقيمت جلسة حوارية بعنوان «بين الكاتب والكتاب: الملاحم الكويتية»، للروائي هيثم بودي، حيث أخذ الحضور في رحلة وجدانية بين ثنايا التاريخ الكويتي.

Ad

حضر الجلسة الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مساعد الزامل، ومدير العلاقات الثقافية الخارجية في «الوطني للثقافة» محمد بن رضا، ومجموعة من الكُتاب والمثقفين.

وقال بودي إن «الملاحم الكويتية تاريخ منسي بالنسبة لنا، وقد غفلها التاريخ والمثقفون، للأسف، لفترة طويلة، فهي ملاحم خلقت الشعب الكويتي وتاريخه»، لافتاً إلى أن الأجيال يجب أن تستمد معاني الانتماء والولاء لهذا الوطن من خلال الملاحم الكويتية المهمة.

وذكر أنه كتب القصص القصيرة في البداية، ومن ثم استذكر روايته «الطريق إلى كراتشي»، التي كانت تهدف إلى تعريف الجميع والأجيال القادمة بهذا الطريق التجاري المهم من الهند الذي كان يمر عبر الكويت، وعلَّق: «أنا أحاول أن أنعش هذه الذاكرة التاريخية، بذكر هذه الملاحم، التي أسست هذا المجتمع العظيم». وأكد أن توثيق التاريخ مهم، لذلك أتجه إلى الكتابة التاريخية.

واستعرض بودي للحضور مجموعته (الملاحم الكويتية)، فأوضح أنها عبارة عن سبع روايات قصيرة مجتمعة، وقد جاءت بأسلوب قصصي درامي، لتثير ذاكرة الأجيال إلى أهم السنوات التي مرَّت على الكويت، وأثرت على ذاكرته وشخصيته المجتمعية، لافتاً إلى أنها ملاحم تجسد قصة شعب استطاع اجتياز هذه الكوارث، ليبقى ويقاوم ويكتب اسمه من ماء من ذهب، ويرفع رايته في سماء العالم أجمع.

وذكر أن القارئ، من خلال قراءته المجموعة، سيستطيع رؤية ومعايشة تلك السنوات التي خلقت معدن هذا البلد الطيب، وصقلته، وصهرت فئاته المجتمعية في قالب واحد.

من ناحية أخرى، أقيمت ندوة بعنوان «مختبرات السرد بين التجربة والتقييم» في «رواق الثقافة»، شارك فيها مدير ومؤسس مختبر السرديات في مكتبة الإسكندرية منير عتيبة، ونائب رئيس مختبر السرديات الأردني الكاتب جعفر العقيلي، وأدارت الندوة مديرة ومؤسسة مختبر السرديات الكويتي هديل الحساوي، التي قالت: «تهدف مختبرات السرد إلى تجويد السرد، وجعل القراءات النقدية متاحة للجميع، عبر خلق معرفة بالنظريات والأدوات السردية، وهو ما قام به مختبر السرديات الكويتي».

بدوره، تطرَّق العقيلي إلى تجربة المختبرات السردية، وأهدافها وغاياتها، وأيضاً تحدياتها. كما تحدث عن مختبر السرديات الأردني، قائلاً: «نؤمن بأن المختبر هو بيت خبرة، وهو هيئة ثقافية إبداعية حُرة، والمختبر معني بالتشاركية بين الناقد والقارئ والناشر والكاتب. نؤمن بأن النص السردي هو نتيجة تراكمية للنصوص السابقة والخبرة الكتابية أو خبرة كاتبيها».

من جانبه، تحدث عتيبة عن سبب تأسيس هذا المختبر، الذي يُعد الأول الذي يجمع بين التوجه للجمهور العام، والالتزام بمحددات النقد الأكاديمي، وأهم الفعاليات التي يقوم مختبر سرديات ومكتبة الإسكندرية بتنفيذها، والتي تصل في المتوسط إلى 100 فعالية كل عام من ندوات، ومؤتمرات، وورش عمل، وأمسيات قراءات قصصية، وغيرها.

وذكر أهم المشاكل التي تواجه أعمال مختبر السرديات، إضافة إلى المشاكل الثقافية العامة في العلاقات بين الأجيال المختلفة والمبدعين والنقاد وغيرهم.

أمسية شعرية

ولمحبي الشعر، أحيا الشاعر سعد الياسري أمسية شعرية في «رواق الثقافة»، وأنشد في الأمسية عدداً من قصائده التي تحتوي على رؤى إنسانية وفلسفية، متواصلة مع الحياة.

وقرأ قصيدة بعنوان «الحدود القرمزية»، قال فيها: «طاشَ الرِّجالُ على الخَريطةِ، والدَّمُ الثَّوريُّ سالَ على الحُدودِ القِرمزيَّةِ، والفدائيُّونَ جاسُوا في المُعسكرِ، والمدينةُ حفَّها، في يومِ عُطلَتِها، النَّشيدُ، وللمَدينةِ حزنُها: بحرٌ يموتُ، مَساؤها: ختمٌ على الصَّلصَالِ بالظِّلِّ الطَّرِيِّ، غِناؤها: حفلٌ لفاكهةِ العِناقِ، مَسارُها: لو نجمة سقطتْ على كتفِ الحكاية والحكاية: طائرُ الفينيقِ والبلدُ العَنيدُ».

كما قرأ الياسري قصيدة «أنت انتظاري»، التي أهداها إلى ولده هاشم، وقد ازدحمت بالمشاعر الأبوية، التي بثها الشاعر بتلقائية ومن دون تكلّف.