افتتح الفنان التشكيلي محمد قمبر معرضه «عيون في السماء» بغاليري «ذي هب»، الذي تضمن حوالي 20 لوحة تشكيلية.

وبهذه المناسبة، قال قمبر إنه يقدم أعمالاً جديدة في كل معرض شخصي يقيمه، من خلال موضوع جديد، لافتاً إلى أن معرضه الحالي هو رقم 14.

Ad

وأوضح قمبر، في تصريح لـ «الجريدة»، أن موضوعات أعماله الفنية دائماً تتضمن أبحاثاً جمالية، وإنسانية، واجتماعية، منوها بأنه اقتبس عنصر المثلث من عالم الاجتماع إبراهام ماسلو، الذي أنشأ مثلثاً لاحتياجات الإنسان في الحياة، وأن هذا الاقتباس جاء ليمنح العمل نوعاً من الجمال، من خلال استخدام الألوان المختلفة التي تضفي جمالاً على اللوحة، باعتباره مكملاً تشكيلياً، إضافة لكونه يمثل نقطة انتباه ينطلق منها المشاهد للوحة الفنية.

وعن تكرار رمزية العيون في لوحاته الفنية، قال إن العيون دائماً تأتي لتراقب أو لتعطي الإيحاء بانتظار الأمل، أو تدل على حالة القلق، فهي دائماً ما تترجم احتياجات الإنسان في مختلف الظروف المحيطة به من حروب، وخوف، ومجاعات، وسعادة، وحزن... الخ، وبالتالي فإن رمزية العيون مهمة جداً في إبراز دور العمل الفني ونجاح تعبيره التشكيلي.

وفي مقدمة الكتاب الذي جاء بعنوان المعرض، كتب قمبر: «كنت أقرأ وأشاهد قصة الفتاة الأفغانية شربات غولا (شراب الورد)، وكيف ولماذا صوَّرها الفنان والمصور الفوتوغرافي الأميركي ستيف ماكوري عندما كان يقوم بمتابعة قصة اللاجئين الأفغان بمخيم للاجئين في باكستان، وأثناء تأديته هذه المهمة الصحافية لفت انتباهه عينا الفتاة الجميلة والمميزة جداً، وكانت شابة في تلك السنوات، وقد نشرت صحيفة ناشيونال جيوغرافيك هذه الصورة على غلافها، لأهميتها من الناحيتين الإنسانية والجمالية، وما تحملها نظرة الفتاة من قصص وظروف صعبة عاشت تفاصيلها شربات غولا».

وتابع: «بعد سنوات عاد المصور باحثاً عن تلك الفتاة، وعقب معاناة من البحث، وجدها وهي متزوجة، ولها منزل وأولاد، وكان اللقاء مؤثراً جداً، والتقط لها صورة مطابقة للصورة السابقة، وكان الفرق واضحاً بين الصورتين، ومدى تأثرها وتغير ملامحها، ما يؤكد صعوبة الفترة الماضية التي عانتها».

وأضاف: «هذه الحكاية كانت المفتاح الفكري الفني للدخول إلى رحلة في عالم العيون وقسمات الوجوه، فوجدت أن العيون والوجوه تترجم الظروف التي يمر بها الفرد بصدق. من هنا بدأت التحضير ورسم (اسكتشات) المجموعة، لوحات ومواضيع عناصرها العيون ونظراتها وقسمات الوجوه المعبِّرة، ودمجها بنفس أسلوبي وطريقتي في التلوين، وتأثيراتها على سطح القماش. كانت انطلاقة رحلة رسم اللوحات، وقد اخترت عنوان (عيون في السماء) لهذه المجموعة الفنية».