• هذه زيارتك الثانية للكويت، ما هو انطباعك عن المجتمع الكويتي ومَن الذين التقيتهم من المسؤولين أثناء زيارتك؟ وما المنظمات التي تعاونت معها؟ وما طابع هذا التعاون؟
- تسعدني زيارتي للكويت مجدداً، وقد تسنى لي التعرف عليها من خلال خبرة السفير ادوارد غنيم الذي كان طبعاً السفير الأميركي هنا، وكان رئيس مجلس ادارة ANERA سابقاً والرئيس الانتقالي لها قبل ترؤسي أنا شخصياً للمنظمة قبل 5 سنوات، ولم تسنح لي فرصة مرافقته في جولاته في الكويت بعد، ولكني أعتزم القيام بذلك لأنني أعلم أنه محبوب جداً هنا، ونحن نتحدّث قبل كلّ زيارة لي، فهو يحرص على أن أقابل الاشخاص المناسبين وعرّفني على كثير منهم.
كما أن السفارة الكويتية في واشنطن ناشطة جداً، وقد التقيت السفير السابق، وزير الخارجية الحالي الشيخ سالم الصباح وهو مقرّب من غنيم، ثم التقيت السفير الجديد جاسم البديوي، وهو صديقٌ لأميركا وللمنظمة. الكويت كانت دوماً صديقة لمنظمتنا، وقد أعطى الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد مساهمة مادية كبيرة مدة أربع سنوات متتالية قبل ترؤسي للمنظمة. والكويت صديقة للفلسطينيين وللبنانيين، علماً بأننا نعمل بشكلٍ أساسي في بلاد الشام، فلسطين ولبنان والأردن، وفي سورية قريباً إن شاء الله. والكويت تساهم كثيراً في هذا المجال عبر الصندوق الكويتي والمنظمات غير الحكومية والهلال الأحمر الكويتي. ويسعدنا تلقي هذا الدعم في القدم وحالياً.
والتقيت شخصيات رفيعة المستوى في وزارة الخارجية، ورئيس الصندوق العربي، ورئيس الصندوق الكويتي، كما كان لي لقاء مع غرفة التجارة، وقد التقينا بكويتيين وفلسطينيين ناشطين في دعم الفلسطينيين واللبنانيين، ومديري الهلال الأحمر الكويتي، وبأصدقاء القدس الكويتيين، وبالسفير الفلسطيني لدى البلاد رامي طهبوب. وتلقينا ترحيباً واسعاً، فالمنظمة معروفة جداً ومحبوبة هنا، لا شكّ أن «كورونا» أبطأت الامور، فآخر مرة زرت فيها الكويت كانت منذ 4 سنوات، ولكن الأمور تعود تدريجياً الى مسارها لحسن الحظ.
تعاون وطيد
• ما هدف هذه الزيارات؟
- هدفنا أن نقيم تعاوناً وطيداً بيننا وبين الكويت كما في السابق، لقد أخبرني السفير في واشنطن بأنّ الكويت وقعت على مذكرة تفاهم مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID، ونحن أيضاً نتلقى دعماً من هذه الوكالة، ويمكننا التعاون معاً في فلسطين وفي لبنان وعلاقتنا ترقى الى 55 سنة منذ حرب 1967. قدمنا مساعدات بالملايين، ولكن الحاجة تتزايد في فلسطين ولبنان، نظراً لتدهور الاوضاع بشكل كبير ومفجع فيهما.
• ماذا عن طبيعة عملكم والموظفين؟
- نعمل مع شركاء محليين في لبنان وفلسطين حيث معظم موظفينا، ونعمل في لبنان مع لبنانيين، وفي فلسطين مع فلسطينيين وسوريين.
ولدينا فريق صغير من الاميركيين في واشنطن يعمل عن بعد، ونقدم المساعدة كما يجب، ففريقنا يعمل بالشكل المناسب، ويعرف كيفية التعاطي مع اللاجئين، وما الحلول المناسبة لهم. وليس لدينا مكتب للبرامج أو فريق للبرامج في واشنطن. أنا شخصياً موجود في واشنطن ولكن معظم موظفينا في رام الله وغزة والقدس وبيروت وطرابلس وعكار والبقاع.
ولدينا 6 مكاتب في لبنان و3 في فلسطين ومكتب في الاردن. لكن ليس لدينا مكتب في سورية بعد، ولكننا نطمح الى ذلك. طبعاً الحرب حالت دون ذلك، بالاضافة الى «كوفيد»، وانشغالنا الكبير في لبنان وفلسطين والأردن، ولكن يمكننا القيام بالكثير في سورية.
• ما الفرق بين منظمتكم والمنظمات الدولية الأخرى؟
- ما من فرقٍ كبير، ولكننا من أقدم المنظمات في المنطقة، ولعلّنا أكبرها، فنحن نقوم بالكثير في بلاد الشام، ونتعاون مع كثير من المنظمات أيضاً، فهناك حاجة لنا جميعاً في هذه الظروف.
اللوبي اليهودي
• ماذا عن تواجدكم في واشنطن ونفوذ اللوبي اليهودي؟... وكيف يمكنكم دعم فلسطين مع وجود هذا النفوذ الكبير؟
- نتلقى الكثير من الدعم من مختلف أنحاء العالم، ولا أحد يعارض عملنا، فنحن مدعومون من حكوماتٍ وسلطات كثيرة ومن المواطنين.
منذ البداية نشأت المنظمة من عرب أميركيين وغير أميركيين، والموظفون فيها من لبنان ومن فلسطين، ومن الأميركيين أمثالي فقد عشت في القدس ووُلِد طفلاي هناك، وقال لي أحدهم قبل بضعة أيام أنني «والد فلسطينييْن» وثمة أشخاص كثيرون مثلي لا علاقة لهم بالبلد، بحد ذاته، بل هم حلفاء للشركاء المحليين تماماً مثلي ولدينا عدد كبير من المانحين اليهود ولا نواجه أية مشاكل هنا.
والمشاكل التي نواجهها فقط هي في مسألة التراخيص في فلسطين، وذلك في انتقال موظفينا من القدس الى غزة أو العكس، ولكن تلك مشاكل لوجستية بحتة رغم أنها في بعض الاحيان تبدو اعتباطية وسياسية، ولكني أقول دائماً لموظفينا عليكم دوماً المطالبة بما تحتاجون إليه فإذا طلبتم ترخيصاً ينبغي أن تحصلوا عليه، فإن تم رفض الترخيص علينا أن نتلقى تبريراً، هل هو لسببٍ أمني إذ لا أسباب أمنية مع موظفينا.
وبالتالي نتلقى دعماً كبيراً ونحرص على توجيه التمويل نحو المكان المناسب. 95 في المئة من تمويلنا هو للبرامج، ونستخدم نظام التحقق الدولي كي نتأكد من خلو ملف متلقي مساعداتنا من أي شبهة، بحيث لا يكون أيّ منهم على لائحة المطلوبين مثلاً. ونحن نقوم بعملنا كما يجب ونتقنه بامتياز.
• هل هناك تغيير في المجتمع الأميركي خصوصاً عبر الشباب الذين أدوا دوراً كبيراً في الانتخابات الاخيرة، هل يمكن لهؤلاء دعم القضية الفلسطينية؟ وماذا عن دور منظمتك في هذا المجال؟
- لا شك في ان الشباب أدّوا دوراً كبيراً في انتخابات الولايات المتحدة الأخيرة. فقد سئموا كلّ شيء: سئموا من «الكوفيد» والتأجيل وتعليق التعليم والحياة الاجتماعية، ومن الفساد والمال والسياسية، ومن عدم التحرّك بشأن التغير المناخي فانتخبوا بكثافة، والكثير منهم لا يحبون السياسات المتشددة.
وأعتقد أن كثيراً من الناس باتوا يفهمون ما يحصل مع الفلسطينيين بشكل أكبر، طبعاً هناك كثيرون لا يعرفون ما يحصل تحديداً، ولكن درجة الادراك باتت أكبر، والناس قلقون حول ما يحصل، وبالتالي نجد في استطلاعات العام تغييراً في الآراء بين الجيل القديم والجديد بالنسبة الى القضية الفلسطينية.
• ما قيمة المساعدات التي قدمتموها للفلسطينيين ولغيرهم منذ تأسيس منظمتكم وحتى اليوم؟
- قدّمنا ما يتخطى مجموعه المليار دولار حتى اليوم منذ 1968، ومعظم هذا المبلغ كان على شكل مساعدات طبية، وتلك مساعدة قيمة لأنّ الأدوية عالية الكلفة في الولايات المتحدة، ومعظم هذه المساعدات استفادت منها فلسطين والفلسطينيون. وحالياً لدينا برنامج كبير في لبنان ولعلّه أكبر من البرنامج الفلسطيني ونتطلّع للحصول على مساعدة أكبر لفلسطين فقد خسرنا بعض الدعم مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، حين علّقت الأخيرة وبعض دول الخليج الدعم للفلسطينيين. ولكننا لحسن الحظّ نشهد عودةً لهذا الدعم اليوم الذي يجب أن يعود، ونشهد نمواً لهذا الدعم اليوم بعدما شهدنا تراجعاً مخيفاً في هذا المجال، فثمة برنامج توقف بالكامل، وبالتالي نحن نقدم 100 مليون دولار سنوياً على امتداد 4 سنوات في فلسطين ولبنان وقليلاً في الأردن.
المساعدات الكويتية
• ماذا عن حصة الكويت في تقديم المساعدة؟
- قدّم الأمير سمو الامير الراحل صباح الأحمجد، لنا مليون دولار سنوياً مدة أربع سنواتٍ متتالية، ونود عودة هذا المستوى من المساعدات، فالكويت ساعدت كثيراً ولها ثقة كبيرة بمنظمتنا وعملنا وبسفيرنا السابق غنيم. لدينا الكثير من البرامج المثيرة للاهتمام في مجالات تمكين الشباب والمهارات الوظفية في أعمالنا الانسانية في لبنان وفلسطين والاردن، ونفكر دوماً في التنمية البعيدة المدى، فأثناء عمليتي القصف الأخيرتين والمرعبتين في غزة مثلاً عملنا على برامج تغذية عبر لجوئنا الى تعاونيات للنساء والتعاون معها لتأمين الغذاء بشكلٍ طارئ، ما يطوّر قدرات النساء في هذا المجال.
وفي لبنان مثلاً عملنا مع المتخرّجين على خياطة ملايين الكمامات من القماش، وبعد انفجار مرفأ بيروت علمنا مع الشباب المتخرجين في حقل العمار على إعادة ترميم وبناء نحو 2000 منزل ومؤسسة تجارية في بيروت، كما نعمل مع الشباب لتعليمهم مهارة تركيب الطاقة الشمسية والسباكة، وهم يقومون اليوم بذلك في مختلف أنحاء لبنان، بالاضافة الى مراكز إعادة التدوير والمراكز الصحية كذلك. ثمة اهتمام كبير في الكويت بالطاقة الشمسية وبتمكين الشباب وتطوير قدراتهم في لبنان وفلسطين.
• إذاً تقدمون المساعدات القائمة على النموّ المستدام؟
- القسائم النقدية أصبحت ضرورة خصوصاً أنّها تعطي سلطة القرار لمتلقّيها، وبالتالي نلجأ الى برامج تعتمد على هذه القسائم بالتعاون مع الامم المتحدة كما فعلنا في رمضان مثلاً. أي بدلاً من إعطاء رُزمٍ من الأغذية، نعطيهم القسائم لأنّ ذلك يعني أنّ الفقير المعدم هو صاحب قرار بنفسه، فهو من يقرّر ما هو أفضل لعائلته، رغم كونه فقيراً وضعيفاً، وبالتالي هو من يقرّر كيف ينفق القسيمة، ونطبق هذا الأمر في فلسطين ولبنان على السواء.
• تلجأون إلى النشاطات التي تدرّ بالأرباح بدلاً من إعطائهم رزماً محدّدة؟
- حالياً لسنا بحاجة الى تحقيق الارباح. ما نقوم به كمرحلةٍ انتقالية هو تحقيق تأثير اجتماعي ملموس يحقق ادخاراً في الاموال.
والفكرة هي أن نأخذ مجالاً يمكننا أن نحقق فيه أثراً اجتماعياً كبيراً تصبح من دونه الكلفة للمجتمع والحكومة عالية جداً، فإن خففنا الكلفة الاجتماعية وحققنا ادخاراً في الاموال لهذه الوكالات الداعمة والمستثمرة ينعكس ذلك بزيادةٍ في التمويل.
وأعطي مثالاً: اذا كانت الوكالة الاميركية للتنمية الدولية معجبة بأحد برامجنا وتريد تمويله، لأننا مثلاً نعمل على تنشيط الزراعة، أو تعليم الشباب، او العمل مع سيدات الاعمال، تقول لنا مثلاً إنها ستعطينا المال في نهاية البرنامج، وبعد أن نبرهن بالملموس الأثر الذي سنحققه عبر هذا البرنامج، وبالتالي تدفع لنا أكثر إن حققنا فعلاً هذا الأثر الاجتماعي ويؤدي ذلك الى تنشيط دورة الاستثمار فإن كان المستثمر يؤمن بعملنا سيعيد الاستثمار معنا، كما أننا سنجذب أطرافاً جديدة كانت في السابق تستثمر في الطاقة أو الاسهم او الغاز والنفط، فنقول لها لم لا تستثمرون في ما يحقق اثراً اجتماعياً، وسيدرّ عليكم ذلك أيضاً بالارباح. بالتالي الطريقة الوحيدة للوصول الى أهداف التنمية المستدامة هو عبر اللجوء الى هذا النوع من الاستثمار الذي يعمل عبر التأثير الاجتماعي. هناك فجوة بمليارات الدولارات من حيث التمويل ولن يتم ملؤها عبر الوكالات مثل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أو الصندوق الكويتي بل من أفراد وعائلات ومؤسسات لم تكن تعتقد سابقاً انها مهتمة بهذا النوع من الاستثمار. وتلك فكرة مثيرة للاهتمام للغاية، وقد أبدى رئيس الصندوق العربي ورجال الاعمال الفلسطينيون والكويتيون في لقاءاتي في الكويت، اهتماماً بهذا النموذج لأنه لا يمكن المراهنة دوماً على الاعمال الخيرية وحدها، بل علينا البحث عن سُبلٍ لاعادة انتاج الأموال.
• كلمة أخيرة للحكومة الكويتية؟
- أشكرها مجدداً على دعمها، وأشعر بسعادةٍ عارمة لمدى الدعم الموجود هنا في الكويت للفلسطينيين واللبنانيين والسوريين.
كنت في عشاء مع عدد من الداعمين في هذا المجال، وهم يساعدوننا بشتى الوسائل وسيكملون بذلك.
ويبهرني دعم الحكومة الكويتية للفلسطينيين وتشرّفني الشراكة معها في هذا المجال، ومؤمنٌ باستمرارية حصولنا على تمويل لبرامجنا وبعلاقاتنا الطيبة مع شركائنا.
ويمكنني قول ذلك فقد أعطتنا الأمينة العامة للهلال الاحمر الكويتي مها البرجس كامل الدعم.
- تسعدني زيارتي للكويت مجدداً، وقد تسنى لي التعرف عليها من خلال خبرة السفير ادوارد غنيم الذي كان طبعاً السفير الأميركي هنا، وكان رئيس مجلس ادارة ANERA سابقاً والرئيس الانتقالي لها قبل ترؤسي أنا شخصياً للمنظمة قبل 5 سنوات، ولم تسنح لي فرصة مرافقته في جولاته في الكويت بعد، ولكني أعتزم القيام بذلك لأنني أعلم أنه محبوب جداً هنا، ونحن نتحدّث قبل كلّ زيارة لي، فهو يحرص على أن أقابل الاشخاص المناسبين وعرّفني على كثير منهم.
كما أن السفارة الكويتية في واشنطن ناشطة جداً، وقد التقيت السفير السابق، وزير الخارجية الحالي الشيخ سالم الصباح وهو مقرّب من غنيم، ثم التقيت السفير الجديد جاسم البديوي، وهو صديقٌ لأميركا وللمنظمة. الكويت كانت دوماً صديقة لمنظمتنا، وقد أعطى الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد مساهمة مادية كبيرة مدة أربع سنوات متتالية قبل ترؤسي للمنظمة. والكويت صديقة للفلسطينيين وللبنانيين، علماً بأننا نعمل بشكلٍ أساسي في بلاد الشام، فلسطين ولبنان والأردن، وفي سورية قريباً إن شاء الله. والكويت تساهم كثيراً في هذا المجال عبر الصندوق الكويتي والمنظمات غير الحكومية والهلال الأحمر الكويتي. ويسعدنا تلقي هذا الدعم في القدم وحالياً.
والتقيت شخصيات رفيعة المستوى في وزارة الخارجية، ورئيس الصندوق العربي، ورئيس الصندوق الكويتي، كما كان لي لقاء مع غرفة التجارة، وقد التقينا بكويتيين وفلسطينيين ناشطين في دعم الفلسطينيين واللبنانيين، ومديري الهلال الأحمر الكويتي، وبأصدقاء القدس الكويتيين، وبالسفير الفلسطيني لدى البلاد رامي طهبوب. وتلقينا ترحيباً واسعاً، فالمنظمة معروفة جداً ومحبوبة هنا، لا شكّ أن «كورونا» أبطأت الامور، فآخر مرة زرت فيها الكويت كانت منذ 4 سنوات، ولكن الأمور تعود تدريجياً الى مسارها لحسن الحظ.
تعاون وطيد
• ما هدف هذه الزيارات؟
- هدفنا أن نقيم تعاوناً وطيداً بيننا وبين الكويت كما في السابق، لقد أخبرني السفير في واشنطن بأنّ الكويت وقعت على مذكرة تفاهم مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID، ونحن أيضاً نتلقى دعماً من هذه الوكالة، ويمكننا التعاون معاً في فلسطين وفي لبنان وعلاقتنا ترقى الى 55 سنة منذ حرب 1967. قدمنا مساعدات بالملايين، ولكن الحاجة تتزايد في فلسطين ولبنان، نظراً لتدهور الاوضاع بشكل كبير ومفجع فيهما.
• ماذا عن طبيعة عملكم والموظفين؟
- نعمل مع شركاء محليين في لبنان وفلسطين حيث معظم موظفينا، ونعمل في لبنان مع لبنانيين، وفي فلسطين مع فلسطينيين وسوريين.
ولدينا فريق صغير من الاميركيين في واشنطن يعمل عن بعد، ونقدم المساعدة كما يجب، ففريقنا يعمل بالشكل المناسب، ويعرف كيفية التعاطي مع اللاجئين، وما الحلول المناسبة لهم. وليس لدينا مكتب للبرامج أو فريق للبرامج في واشنطن. أنا شخصياً موجود في واشنطن ولكن معظم موظفينا في رام الله وغزة والقدس وبيروت وطرابلس وعكار والبقاع.
ولدينا 6 مكاتب في لبنان و3 في فلسطين ومكتب في الاردن. لكن ليس لدينا مكتب في سورية بعد، ولكننا نطمح الى ذلك. طبعاً الحرب حالت دون ذلك، بالاضافة الى «كوفيد»، وانشغالنا الكبير في لبنان وفلسطين والأردن، ولكن يمكننا القيام بالكثير في سورية.
• ما الفرق بين منظمتكم والمنظمات الدولية الأخرى؟
- ما من فرقٍ كبير، ولكننا من أقدم المنظمات في المنطقة، ولعلّنا أكبرها، فنحن نقوم بالكثير في بلاد الشام، ونتعاون مع كثير من المنظمات أيضاً، فهناك حاجة لنا جميعاً في هذه الظروف.
اللوبي اليهودي
• ماذا عن تواجدكم في واشنطن ونفوذ اللوبي اليهودي؟... وكيف يمكنكم دعم فلسطين مع وجود هذا النفوذ الكبير؟
- نتلقى الكثير من الدعم من مختلف أنحاء العالم، ولا أحد يعارض عملنا، فنحن مدعومون من حكوماتٍ وسلطات كثيرة ومن المواطنين.
منذ البداية نشأت المنظمة من عرب أميركيين وغير أميركيين، والموظفون فيها من لبنان ومن فلسطين، ومن الأميركيين أمثالي فقد عشت في القدس ووُلِد طفلاي هناك، وقال لي أحدهم قبل بضعة أيام أنني «والد فلسطينييْن» وثمة أشخاص كثيرون مثلي لا علاقة لهم بالبلد، بحد ذاته، بل هم حلفاء للشركاء المحليين تماماً مثلي ولدينا عدد كبير من المانحين اليهود ولا نواجه أية مشاكل هنا.
والمشاكل التي نواجهها فقط هي في مسألة التراخيص في فلسطين، وذلك في انتقال موظفينا من القدس الى غزة أو العكس، ولكن تلك مشاكل لوجستية بحتة رغم أنها في بعض الاحيان تبدو اعتباطية وسياسية، ولكني أقول دائماً لموظفينا عليكم دوماً المطالبة بما تحتاجون إليه فإذا طلبتم ترخيصاً ينبغي أن تحصلوا عليه، فإن تم رفض الترخيص علينا أن نتلقى تبريراً، هل هو لسببٍ أمني إذ لا أسباب أمنية مع موظفينا.
وبالتالي نتلقى دعماً كبيراً ونحرص على توجيه التمويل نحو المكان المناسب. 95 في المئة من تمويلنا هو للبرامج، ونستخدم نظام التحقق الدولي كي نتأكد من خلو ملف متلقي مساعداتنا من أي شبهة، بحيث لا يكون أيّ منهم على لائحة المطلوبين مثلاً. ونحن نقوم بعملنا كما يجب ونتقنه بامتياز.
• هل هناك تغيير في المجتمع الأميركي خصوصاً عبر الشباب الذين أدوا دوراً كبيراً في الانتخابات الاخيرة، هل يمكن لهؤلاء دعم القضية الفلسطينية؟ وماذا عن دور منظمتك في هذا المجال؟
- لا شك في ان الشباب أدّوا دوراً كبيراً في انتخابات الولايات المتحدة الأخيرة. فقد سئموا كلّ شيء: سئموا من «الكوفيد» والتأجيل وتعليق التعليم والحياة الاجتماعية، ومن الفساد والمال والسياسية، ومن عدم التحرّك بشأن التغير المناخي فانتخبوا بكثافة، والكثير منهم لا يحبون السياسات المتشددة.
وأعتقد أن كثيراً من الناس باتوا يفهمون ما يحصل مع الفلسطينيين بشكل أكبر، طبعاً هناك كثيرون لا يعرفون ما يحصل تحديداً، ولكن درجة الادراك باتت أكبر، والناس قلقون حول ما يحصل، وبالتالي نجد في استطلاعات العام تغييراً في الآراء بين الجيل القديم والجديد بالنسبة الى القضية الفلسطينية.
• ما قيمة المساعدات التي قدمتموها للفلسطينيين ولغيرهم منذ تأسيس منظمتكم وحتى اليوم؟
- قدّمنا ما يتخطى مجموعه المليار دولار حتى اليوم منذ 1968، ومعظم هذا المبلغ كان على شكل مساعدات طبية، وتلك مساعدة قيمة لأنّ الأدوية عالية الكلفة في الولايات المتحدة، ومعظم هذه المساعدات استفادت منها فلسطين والفلسطينيون. وحالياً لدينا برنامج كبير في لبنان ولعلّه أكبر من البرنامج الفلسطيني ونتطلّع للحصول على مساعدة أكبر لفلسطين فقد خسرنا بعض الدعم مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، حين علّقت الأخيرة وبعض دول الخليج الدعم للفلسطينيين. ولكننا لحسن الحظّ نشهد عودةً لهذا الدعم اليوم الذي يجب أن يعود، ونشهد نمواً لهذا الدعم اليوم بعدما شهدنا تراجعاً مخيفاً في هذا المجال، فثمة برنامج توقف بالكامل، وبالتالي نحن نقدم 100 مليون دولار سنوياً على امتداد 4 سنوات في فلسطين ولبنان وقليلاً في الأردن.
المساعدات الكويتية
• ماذا عن حصة الكويت في تقديم المساعدة؟
- قدّم الأمير سمو الامير الراحل صباح الأحمجد، لنا مليون دولار سنوياً مدة أربع سنواتٍ متتالية، ونود عودة هذا المستوى من المساعدات، فالكويت ساعدت كثيراً ولها ثقة كبيرة بمنظمتنا وعملنا وبسفيرنا السابق غنيم. لدينا الكثير من البرامج المثيرة للاهتمام في مجالات تمكين الشباب والمهارات الوظفية في أعمالنا الانسانية في لبنان وفلسطين والاردن، ونفكر دوماً في التنمية البعيدة المدى، فأثناء عمليتي القصف الأخيرتين والمرعبتين في غزة مثلاً عملنا على برامج تغذية عبر لجوئنا الى تعاونيات للنساء والتعاون معها لتأمين الغذاء بشكلٍ طارئ، ما يطوّر قدرات النساء في هذا المجال.
وفي لبنان مثلاً عملنا مع المتخرّجين على خياطة ملايين الكمامات من القماش، وبعد انفجار مرفأ بيروت علمنا مع الشباب المتخرجين في حقل العمار على إعادة ترميم وبناء نحو 2000 منزل ومؤسسة تجارية في بيروت، كما نعمل مع الشباب لتعليمهم مهارة تركيب الطاقة الشمسية والسباكة، وهم يقومون اليوم بذلك في مختلف أنحاء لبنان، بالاضافة الى مراكز إعادة التدوير والمراكز الصحية كذلك. ثمة اهتمام كبير في الكويت بالطاقة الشمسية وبتمكين الشباب وتطوير قدراتهم في لبنان وفلسطين.
• إذاً تقدمون المساعدات القائمة على النموّ المستدام؟
- القسائم النقدية أصبحت ضرورة خصوصاً أنّها تعطي سلطة القرار لمتلقّيها، وبالتالي نلجأ الى برامج تعتمد على هذه القسائم بالتعاون مع الامم المتحدة كما فعلنا في رمضان مثلاً. أي بدلاً من إعطاء رُزمٍ من الأغذية، نعطيهم القسائم لأنّ ذلك يعني أنّ الفقير المعدم هو صاحب قرار بنفسه، فهو من يقرّر ما هو أفضل لعائلته، رغم كونه فقيراً وضعيفاً، وبالتالي هو من يقرّر كيف ينفق القسيمة، ونطبق هذا الأمر في فلسطين ولبنان على السواء.
• تلجأون إلى النشاطات التي تدرّ بالأرباح بدلاً من إعطائهم رزماً محدّدة؟
- حالياً لسنا بحاجة الى تحقيق الارباح. ما نقوم به كمرحلةٍ انتقالية هو تحقيق تأثير اجتماعي ملموس يحقق ادخاراً في الاموال.
والفكرة هي أن نأخذ مجالاً يمكننا أن نحقق فيه أثراً اجتماعياً كبيراً تصبح من دونه الكلفة للمجتمع والحكومة عالية جداً، فإن خففنا الكلفة الاجتماعية وحققنا ادخاراً في الاموال لهذه الوكالات الداعمة والمستثمرة ينعكس ذلك بزيادةٍ في التمويل.
وأعطي مثالاً: اذا كانت الوكالة الاميركية للتنمية الدولية معجبة بأحد برامجنا وتريد تمويله، لأننا مثلاً نعمل على تنشيط الزراعة، أو تعليم الشباب، او العمل مع سيدات الاعمال، تقول لنا مثلاً إنها ستعطينا المال في نهاية البرنامج، وبعد أن نبرهن بالملموس الأثر الذي سنحققه عبر هذا البرنامج، وبالتالي تدفع لنا أكثر إن حققنا فعلاً هذا الأثر الاجتماعي ويؤدي ذلك الى تنشيط دورة الاستثمار فإن كان المستثمر يؤمن بعملنا سيعيد الاستثمار معنا، كما أننا سنجذب أطرافاً جديدة كانت في السابق تستثمر في الطاقة أو الاسهم او الغاز والنفط، فنقول لها لم لا تستثمرون في ما يحقق اثراً اجتماعياً، وسيدرّ عليكم ذلك أيضاً بالارباح. بالتالي الطريقة الوحيدة للوصول الى أهداف التنمية المستدامة هو عبر اللجوء الى هذا النوع من الاستثمار الذي يعمل عبر التأثير الاجتماعي. هناك فجوة بمليارات الدولارات من حيث التمويل ولن يتم ملؤها عبر الوكالات مثل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أو الصندوق الكويتي بل من أفراد وعائلات ومؤسسات لم تكن تعتقد سابقاً انها مهتمة بهذا النوع من الاستثمار. وتلك فكرة مثيرة للاهتمام للغاية، وقد أبدى رئيس الصندوق العربي ورجال الاعمال الفلسطينيون والكويتيون في لقاءاتي في الكويت، اهتماماً بهذا النموذج لأنه لا يمكن المراهنة دوماً على الاعمال الخيرية وحدها، بل علينا البحث عن سُبلٍ لاعادة انتاج الأموال.
• كلمة أخيرة للحكومة الكويتية؟
- أشكرها مجدداً على دعمها، وأشعر بسعادةٍ عارمة لمدى الدعم الموجود هنا في الكويت للفلسطينيين واللبنانيين والسوريين.
كنت في عشاء مع عدد من الداعمين في هذا المجال، وهم يساعدوننا بشتى الوسائل وسيكملون بذلك.
ويبهرني دعم الحكومة الكويتية للفلسطينيين وتشرّفني الشراكة معها في هذا المجال، ومؤمنٌ باستمرارية حصولنا على تمويل لبرامجنا وبعلاقاتنا الطيبة مع شركائنا.
ويمكنني قول ذلك فقد أعطتنا الأمينة العامة للهلال الاحمر الكويتي مها البرجس كامل الدعم.
قرط: أحببت بلادكم وشعرت بفخر كبير من حبها لفلسطين |
أكدت المسؤولة عن التبرعات في «ANERA»، رولا قرط، أن هدف الزيارة هو «التعرّف على أهل الكويت، وكان لنا اجتماعات مع وزارة الخارجية ومع صندوق النقد العربي، ومع صندوق النقد الكويتي، كما كانت لنا جلسة رائعة مع مها البرجس من الهلال الأحمر الكويتي، ومع رئيسة الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية، لولوة الملا، ومع رجال ونساء أعمال كويتيين وفلسطينيين، وشعرت فعلاً بأنه بات لديّ أهل في الكويت، وأحب أن أكرر زيارتي وأتعرف عليهم أكثر». وتابعت قرط: «شعرنا بكل شخص التقيناه، بأنه يريد مساعدة الفلسطينيين بأي طريقة ممكنة، وبالفعل، تشعر بفخر كبير من هؤلاء الناس الداعمين للفلسطينيين، ولحبهم لفلسطين، ونحن بالتالي أحببنا الكويت وأهل الكويت، نظراً للمساعدات الكبيرة التي يحبون تقديمها». وأضافت: «لدينا علاقة قوية مع السفارة الكويتية في واشنطن، فهي دائما تدعمنا». وختمت: «سجلنا ANERA في وزارة الخارجية الكويتية كمؤسسة انسانية في الكويت لكي يمكننا الحصول على الدعم من المؤسسات الكويتية، وأتمنى أن نتمكن من التعاون مع الصندوقين الكويتي والعربي في مشاريع بفلسطين ولبنان والأردن». |