تزامناً مع إطلاق إيران مناورتين بالمحيط الهندي، هاجمت طائرة مسيرة إيرانية الصنع سفينة تجارية مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي بالمنطقة البحرية في عملية جاءت بعد أيام من نفيها مساعدة جماعة الحوثي على الاستيلاء على السفينة «غالاكسي ليدر»، وطاقمها، واقتيادها إلى ساحل الحُديدة واحتجازها.
وقال مسؤول عسكري أميركي، أمس، «نحن على علم بالتقارير بأن مسيّرة من طراز شاهد 136 أصابت سفينة في المحيط الهندي»، مشيراً إلى أن سفينة الحاويات «سي إم إيه سي جي إم سيمي»، التي ترفع علم مالطا، وتسيّرها شركة شحن كبرى مقرها في مرسيليا بفرنسا، تعرضت لأضرار طفيفة ولم تسجّل «إصابات» على متنها.
وانفجرت الطائرة المسيرة، مما أدى إلى إلحاق أضرار بالسفينة دون إصابة أي من أفراد طاقمها، وأضاف المسؤول: «نواصل مراقبة الوضع من كثب»، رافضاً توضيح سبب اعتقاد الجيش الأميركي أن إيران كانت وراء الهجوم.
وفي خضم العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 50 يوماً، استولى الحوثيون الأحد الماضي على سفينة نقل مركبات مرتبطة برجل أعمال إسرائيلي قبالة اليمن، ونشروا مقطعاً مصوراً في اليوم التالي يظهر استخدامهم طائرة هليكوبتر في السيطرة على السفينة «غالاكسي ليدر» وطاقمها المكون من 25 فرداً واقتيادها إلى ساحل الحُديدة واحتجازها.
ونفت إيران الاتهامات الأميركية والإسرائيلية بالمسؤولية عن العملية الحوثية، معتبرة أنها «فارغة وتنجم عن ظروف معقدة يواجهها الكيان الصهيوني في غزة».
وأفادت تقارير إعلامية بأن الحوثيين خطفوا أمس سفينة الشحن «زيم لواندا» المبحرة من إسرائيل إلى الصين. وكان الناطق باسم قوات الحوثيين كتب على حسابه في موقع «إكس» كلمة (ZIM) اسم الشركة الإسرائيلية مالكة السفينة.
مناورات إيرانية
في هذه الأثناء، كشف قائد القوات البحرية للجيش الإيراني الأدميرال شهرام إيراني، أمس، عن إجراء مناورتين بحريتين إحداهما للإنقاذ والإغاثة مع عمان ودعوة دول أخرى للمشاركة فيها شمال المحيط الهندي، وقال: «إجراء المناورة الأخرى، الأمن المستدام، بمشاركة دول من مختلف القارات».
بدوره، أعلن قائد قوات البحرية للحرس الثوري العميد علي رضا تنغسيري تصنيع صاروخين جويين لمواجهة الطائرات المسيرة، وصاروخ كروز بمدى 4 و17 كلم، واللذين وصلا الآن إلى مرحلة الإنتاج وسيزاح الستار عنهما قريباً.
وقال تنغسیري: «قدرات صواريخ بحرية الحرس الثوري غير مسبوقة في العالم، إذ تستخدم الذكاء الاصطناعي، ويمكنها إصابة أهدافها بدقة على بعد 2000 كيلومتر».
توقيف السفن
إلى ذلك، اعتبر نائب رئيس البرلمان الإيراني مجتبى ذو النوري أنه «من حق إيران توقيف السفن وتفتيشها في مضيق هرمز متى أرادت، في حال اعتبرت أنها تهدد أمنها القومي».
وأوضح النوري، في حوار مع موقع «ديده بان»، رداً على سؤال بأن بعض المسؤولين يطالبون بإغلاق مضيق هرمز على الرغم من أن الممرات المائية والمضائق تدار وفقا للقوانين الدولية، «إيران يمكنها أن توقف السفن متى تشاء وتفتشها وهذا من حقها».
وأشار الى أن «القوانين الدولية هي التي تحكم الممرات المائية، ولا يمكن لأي دولة التصرف بشكل تعسفي»، لافتا على سبيل المثال إلى أن «مرور شحنة أسلحة عبر مضيق هرمز يعرض أمن إيران للخطر ويهدد شعبها، وحينها يمكن توقيفها وتفتيشها».
سورية والعراق
وفي إطار المواجهة الموازية للحرب الإسرائيلية على غزة، اتهم مسؤول أميركي إيران بالوقوف وراء استهداف قواعد القوات الأميركية في سورية والعراق، مؤكداً وقوع 73 هجوماً في البلدين منذ 7 أكتوبر، لم تسفر أي منها عن إصابات أو أضرار بالمرافق.
وأكد كبير المستشارين في الأمن القومي ريتشارد نيوتن تدفق الهجمات، قائلاً: «إيران وراء كل هذه العمليات».
وفرضت الولايات المتحدة أمس الأول عقوبات على جماعة كتائب حزب الله العراقية، المدعومة من إيران، متهمة إياها بالمسؤولية عن الهجمات على قواعدها في العراق وسورية.
الوجود الأميركي
في المقابل، قال زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي أمس الأول في مقابلة تلفزيونية: «عندما تتعرض القوات الأميركية في سورية لهجوم تقوم بردّ دقيق من خلال قصف معسكرات فارغة، حتى لا يقتلوا إيرانياً واحداً. بالمقابل، هم لا يعيرون أهمية للدم بالعراق عندما يحدث هجوم مماثل. وهذه المسألة من ناحية الكرامة العراقية، أبدا لا نقبل بها».
وأضاف: «نحن نؤكد موقفنا الواضح، أن الوجود الأميركي، مخالف للدستور العراقي، لأنه لا يوافق على وجود قواعد أجنبية أو قوات قتالية إلا بموافقة البرلمان، وليس من حق الحكومة الموافقة على ذلك وأي حكومة توافق على بقائها ستحاسب».
في غضون ذلك، شهدت بغداد أمس الأول إطلاق نار كثيف، وتحدثت معلومات عن تحليق مسيرة أميركية فوق مقر هيئة الحشد الشعبي بالمنطقة الخضراء.
بدوره، أعلن وزير الداخلية عبدالأمير الشمري نجاح العراق في إفشال هجمات تستهدف قواعد عسكرية بها مستشارو التحالف. وقال الشمري لقناة «العربية»، أمس، إن القوات العراقية ضبطت منصات إطلاق الصواريخ التي تستهدف القواعد العسكرية.
وأعلن التزام بغداد الكامل بحماية البعثات الدبلوماسية، كاشفا أن قواته تسيطر على كل المناطق لمنع انطلاق أي هجمات على دول الجوار، وقد وجهت بملاحقة منفذي الهجمات.