أدّت معدلات الرهن العقاري المرتفعة إلى تجميد سوق الإسكان في الولايات المتحدة فعلياً، وبينما قد تكون أسعار الفائدة المنخفضة تلوح في الأفق، فقد يضطر الأميركيون إلى الانتظار لبعض الوقت.
ويبلغ متوسط سعر الرهن العقاري بسعر فائدة ثابت لمدة 30 عاما أكثر من 7 بالمئة، ارتفاعا من حوالي 3 بالمئة مع بداية عام 2022.
وقد أدى هذا إلى ردع مشتري المنازل المحتملين لأول مرة عن المخاطرة وجعل أصحاب المنازل الحاليين مترددين في بيع منازلهم وشراء أخرى، إذ يفضّلون الالتزام بالمعدلات المنخفضة للغاية التي حددوها بالفعل.
وفي الوقت نفسه، ساهم نقص الأشخاص الذين يبيعون منازلهم في نقص مخزون المساكن، وساعد في دعم الأسعار، التي قد لا تنخفض في أي وقت قريب. في حين أن هذه العوامل بمنزلة رادع للمشترين المحتملين، فإن أسعار الفائدة قد لا تظل مرتفعة إلى الأبد.
قام بنك «الاحتياطي الفدرالي» برفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم، لكنّ العديد من الخبراء يتوقّعون أنه سيتحرك بحَذَر أكبر- وربما يخفض أسعار الفائدة - خلال العام المقبل، استجابة لتباطؤ التضخم واحتمال ضعف الاقتصاد الأميركي.
وفي حين أن انخفاض أسعار الفائدة لن يؤدي بشكل مباشر إلى انخفاض أسعار الرهن العقاري، فإن الاثنين يميلان إلى التحرك في الاتجاه نفسه. ولهذا السبب، سيكون من الحكمة أن يراقب مشترو المنازل المحتملون الموعد الذي قد يأتي فيه أول خفض لأسعار الفائدة من جانب بنك «الاحتياطي الفدرالي»، رغم أنه من غير المرجح أن تعود أسعار الفائدة إلى ما كانت عليه قبل بضع سنوات.
وقد جمع موقع Business Insider نحو 10 توقّعات للخبراء بشأن موعد التخفيض الأول لأسعار الفائدة.
شهر فبراير
في أغسطس، كتب أحد كبار الاقتصاديين الأميركيين في «مورنينغ ستار»، هو بريستون كالدويل، في مذكرة، أنه يتوقّع أن يبدأ بنك «الاحتياطي الفدرالي» بخفض أسعار الفائدة في فبراير.
وقال: «سيركز بنك الاحتياطي الفدرالي على التيسير النقدي مع تراجع التضخم إلى هدفه البالغ 2 بالمئة، وتصبح الحاجة إلى دعم النمو الاقتصادي مصدر قلق كبير».
بحلول شهر مارس 2024
في وقت سابق من هذا الشهر، كتب فريق بقيادة الخبير الاقتصادي في بنك «UBS»، آرند كابتين، والخبير الاستراتيجي بهانو باويجا، في مذكرة بحثية، إنهما يتوقعان أن يخفض بنك الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة بدءاً من مارس المقبل.
وكتبا: «إحدى السمات الرئيسية لتوقعات UBS هي دورة التيسير الفدرالية الواضحة للغاية، والتي يتوقع أن تتكشف اعتباراً من مارس 2024 فصاعداً».
وأضافا أن تخفيضات «الاحتياطي الفدرالي» ستكون «رداً على الركود الأميركي المتوقع في الربع الثاني إلى الربع الثالث من عام 2024 والتباطؤ المستمر في كل من التضخم الرئيسي والأساسي».
ليس قبل أبريل
وفي أغسطس، كتب مؤسس ورئيس صندوق التحوط «Greenlight Capital»، ديفيد إينهورن، أنه لا يتوقع أن يخفّض بنك «الاحتياطي الفدرالي» أسعار الفائدة حتى العام المقبل.
وقال: «ما زلنا نعتقد أن السوق تبالغ في توقّع تخفيضات أسعار الفائدة، وقد قمنا بتمديد هذا الرأي حتى مارس 2024».
مايو
بعد صدور تقرير التضخم لشهر أغسطس، كتبت كبيرة الاقتصاديين في شركة «KPMG US»، ديان سوونك، في مذكرة، أن بنك الاحتياطي الفدرالي قد لا يكون انتهى من رفع أسعار الفائدة.
وكتبت: «يحتاج بنك الاحتياطي الفدرالي إلى رؤية فصول، وليس أشهر، من التضخم الأكثر برودة بشكل أساسي لخفض أسعار الفائدة. نحن لسنا قريبين حتى من ذلك»، مضيفة «توقعاتنا بشأن أول خفض لسعر الفائدة في مايو 2024 لا تزال قائمة».
وبشكل منفصل، وفقاً لأداة FedWatch التابعة لمجموعة CME، والتي تحسب احتمالات التحركات المختلفة لأسعار الفائدة الفدرالية بناءً على ما يفعله المتداولون في أسواق المشتقات المرتبطة بتلك المعدلات، هناك فرصة بنسبة 19 بالمئة لخفض أسعار الفائدة في مارس، وفي شهر مايو، قفزت الاحتمالات إلى 82.3 بالمئة.
بين أبريل ويونيو
وفي استطلاع أجرته «رويترز» في سبتمبر لآراء 97 اقتصادياً، كان التنبؤ المتفق عليه هو أن بنك الاحتياطي الفدرالي لن يخفض أسعار الفائدة حتى الفترة من أبريل إلى يونيو.
وقال كبير الاقتصاديين الأميركيين في «سيتي»، لـ «رويترز» أندرو هولينهورست: «أسواق العمل والإسكان الضيقة تمثّل خطرا صعوديا على التضخم»، و»هذا يعني أنه في غياب الركود، من المرجح أن يبقي صناع السياسة أسعار الفائدة ثابتة حتى عام 2024».
الربع الثاني من عام 2024
وفي حلقة بودكاست من برنامج «بورصات غولدمان ساكس» في سبتمبر، قال كبير الاقتصاديين الأميركيين في بنك غولدمان ساكس، ديفيد ميريكل، إنه يتوقع أن يكون أول خفض لأسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفدرالي في الربع الثاني من عام 2024.
وفيما يتعلق بالتضخم، قال: «ولذا فإن أفضل تخمين هو أننا سنعود إلى 2 بالمئة»، «لكننا لم نصل بأي حال من الأحوال إلى هناك بشكل نهائي أو حتى قريبين بما فيه الكفاية. ومن السابق لأوانه القول إننا تغلبنا على هذه المشكلة».
بين مايو ونهاية 2024
في سبتمبر، قال اقتصاديون من بعض أكبر البنوك في أميركا الشمالية إنهم يتوقعون أن يوقف بنك الاحتياطي الفدرالي خفض أسعار الفائدة حتى وقت ما بين مايو ونهاية العام المقبل.
وقالت كبيرة الاقتصاديين في شركة ستيت ستريت غلوبال أدفايزرز، سيمونا موكوتا: «بالنظر إلى التقدم الواضح والمتوقع بشأن التضخم، يعتقد غالبية أعضاء اللجنة أن دورة تشديد بنك الاحتياطي الفدرالي قد وصلت إلى نهايتها».
النصف الثاني من عام 2024
وفي مذكرة سبتمبر، كتب فريق الاقتصاد والأسواق العالمية في «فانغارد» أنه لا يتوقع أن يبدأ بنك الاحتياطي الفدرالي في خفض أسعار الفائدة حتى النصف الثاني من عام 2024. وقال الفريق: «نعتقد أن الحافز للتيسير سيكون إما الركود أو انخفاض التضخم، بينما يظل النشاط الاقتصادي قويا (الهبوط الناعم)».
في وقت لاحق من العام المقبل
وقال مدير المحفظة في مجموعة DWS، جيف مورتون، في سبتمبر، إن تخفيضات أسعار الفائدة من غير المرجح أن تتم حتى العام المقبل.
وأضاف: «لقد قمنا بتأجيل توقّعاتنا للخفض إلى وقت لاحق من العام المقبل، بمعدل خفض واحد كل ربع سنة، ما لم يحدث أيّ ركود حاد».