لأن الشهداء هم أنصع حقيقة وأبلغ دلالة على معاني البذل والتضحية من أجل الكويت وأبنائها ليرفلوا بالسلام فلا أقل من أن يضع مكتب الشهيد في الديوان الأميري في صلب رسالته ونهجه الوفاء للشهداء والولاء للوطن وقيادته الحكيمة وفي عمله الدؤوب لرعاية أبناء الشهداء على الصعد كافة رداً لجميل آبائهم وذويهم الذين أعطوا أغلى ما يملكون فأجزلوا العطاء.

ومن نافل القول إن الكلمات بحروفها ومعانيها لا توفي شهداءنا حقهم والذين ارتقوا فداءً للوطن عبر السنوات والعقود وحملوا أرواحهم على أكفهم وبذلوها من أجل الوطن وقضاياه العادلة ومن أجل أمتهم العربية والإنسانية ككل لذا لا يسعنا إلا تكريم ذكراهم وتخليد تضحياتهم ورعاية أبنائهم وذويهم.

واتساقاً مع ذلك يضطلع مكتب الشهيد بهذه المهمة السامية خصوصاً أنه أنشئ بمرسوم أميري رقم 38 لسنة 1991 بتاريخ 19 يونيو 1991 تقديراً من أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه للأعمال البطولية التي قام بها شهداء الكويت الأبرار بمشاركتهم في الحروب العربية وشهداء الكويت الذين دافعوا عن أرضهم إبّان الغزو العراقي الغاشم الذين حافظوا على أمن واستقلال وطنهم وتمسكوا بالقيم العظيمة للشهادة في سبيل الله والدفاع عن الأرض والعرض.

Ad


ومما يدعو إلى الاعتزاز والفخر أن أخاه أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه أخذ على عاتقه مهمة الاضطلاع بحمل هذه الراية تعظيماً لمفهوم الشهادة وقيمة المواطنة وأصدر المرسوم رقم 325 بتاريخ 25 أغسطس 2011 بتعديل بعض أحكام المرسوم رقم 38 لسنة 1991 في شأن تكريم الشهداء ورعاية ذويهم وهو ما يُحظى أيضاً برعاية واهتمام من لدن حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه.

وقال المدير العام لمكتب الشهيد صلاح العوفان لـ«كونا» اليوم الخميس إن رسالة المكتب تتمثل في تخليد بطولات الشهيد واستثمارها في غرس وترسيخ قيم ومفاهيم المواطنة الصالحة وترجمتها إلى برامج وفعاليات تصب في هذا الاتجاه وتعميم برامج مناسبة للتواصل مع ذوي الشهيد ومتابعة أحوالهم.

وأضاف العوفان أن أهداف المكتب تتمثل في تحقيق الريادة على المستوى الإقليمي في العمل الإنساني وتحقيق أعلى درجات الأتمتة في جميع عمليات المكتب وتحقيق التميز في الأداء مع رفع كفاءة الاتصال البيني داخل المكتب وخارجه مع العاملين والمستفيدين إضافة إلى الحصول على التأهيلات الإدارية والفنية والإقليمية والدولية التي تحقق للمكتب الريادة.

وأوضح أن الرعاية التربوية للمكتب تتمثل في مساعدة أبناء الشهداء في المدرسة من خلال متخصصين في المجال التربوي وتوفير المساعدة الضرورية للطلبة ومساعدتهم على حل مشاكلهم والقيام بزيارات مدرسية وتوفير العون للطلبة.

وعن الرعاية السكنية والقانونية، أفاد العوفان بأن المكتب استطاع بالتعاون مع المؤسسة العامة للرعاية السكنية وبنك الائتمان تأمين وتلبية العديد من طلبات الأسر للحصول على مسكن خاص وكذلك يتولى المكتب الرعاية الاجتماعية التي تشمل الرعاية الخاصة بكل من آباء وأمهات وأرامل وأبناء الشهداء وتحقيقاً لنجاح هذه الرعاية فقد كلف مكتب الشهيد عدداً من الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين تولي مهمة تقديم الرعاية وتوفير الخدمات الضرورية لأسر الشهداء.

وحول الرعاية الصحية، أشار العوفان إلى التعاون والتنسيق الكامل بين مكتب الشهيد وجميع فروع الخدمات التابعة لوزارة الصحة لضمان توفير الرعاية الصحية المطلوبة سواء أكان ذلك داخل الدولة أو خارجها.

ولفت إلى الأنشطة التكريمية لأبناء الشهداء ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر تكريم كوكبة من أبنائنا الفائقين والفائقات من أبناء شهداء الكويت الأبرار في الآونة الأخيرة بعد انقطاع حوالي ثلاث سنوات بسبب جائحة كورونا لتعزيز مسيرة هؤلاء الأبناء على طريق العلم والحياة ولتأكيد العهد الذي قطعناه على أنفسنا بتكريم ذكرى شهدائنا الأبرار ورعاية أبنائهم وأسرهم.

وبهذا الشأن أعرب العوفان عن الاعتزاز والتشرف بحمل أمانة رعاية أبناء الشهداء تكليفاً من مقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد حفظه الله ورعاه وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد حفظه الله «وإنه ليسعدنا أن نرى في كل عام كوكبة متجددة من طلبتنا الفائقين والفائقات الذين سيسيرون بعون من الله على طريق العلم والإبداع والتفوق خدمة لوطننا الغالي الكويت».

وأكد للطلبة الفائقين أنهم أهل لهذه المهمة ولكل مهمة سامية لأنهم ورثوا عن آبائهم الصدق في القول والإخلاص في العمل والتفاني في خدمة الوطن والذود عنه والعمل لرفعة شأنه على كل صعيد وللانطلاق نحو بناء دولة الكويت الحديثة بلد الوفاء والعطاء وموطن الرحمة والتكافل ومن أجل السير قدماً على طريق التفوق والنجاح والعمل البناء.

وأشار إلى أن المكتب يتولى رعاية الأبناء في التعليم العام والخاص من رياض الأطفال إلى مرحلة الماجستير والدكتوراه من خلال زيارات ميدانية وإعداد تقارير أسبوعية لحالات الأبناء العلمية والتربوية في 24 مدرسة حيث تتم متابعتهم خلال الفصلين الدراسيين ولكل طالب إحصائية خاصة عن تحصيله العلمي.

وبين أن استذكار مكتب الشهيد في يوم الثاني من أغسطس من كل عام من خلال أنشطة وفعاليات ومعارض تتمحورحول تخليد تضحيات شهداء الكويت الأبرار «وهو أقل ما يمكن تقديمه لكل من ضحى بروحه من أجل الوطن» لأنهم نبراس لكل مواطن ومقيم على أرض الكويت في حبهم لوطنهم عبر ما سطروه من بطولات وتضحيات.

وأشار في هذا الشأن إلى أن مكتب الشهيد أقام في تلك المناسبة جناحا في مجمع «الأفنيوز» وجناحاً آخر في مجمع 360 تضمناً صور وأسماء 1313 شهيداً كويتياً حيث اطلّع الزوار خصوصاً ممن لم يعايشوا فترة الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت وتعرفوا على هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الكويت.