وحديثي - هنا - أتوجه بهِ لنفرٍ لا هم في العير أو النفير، ممن شاء الزمن الأغبر والأتعس أن يجعل من بعضهم طحالب طفيلية تتطحلب على استخدام حوائط وسائل تواصل كإعلامٍ تعط من جوانبها عفونة ارتشاءٍ رخيص كرخصهم، فجعلوها منابر لعوائهم الذين يهرون به ليل نهار على شرفاء يضحون بأرواحهم، ونسائهم، وأطفالهم، وهم يواجهون أعتى كيانٍ صهيونيٍ قد تمرس بأخس وأحقر أشكال الإجرام منذ احتلالهِ البغيض لوطنهم، في حين أن الكويت بأسرها، دولةً وبرلماناً وحكومةً وشعباً، تقف كلها مساندةً لهؤلاء الثوار الشرفاء، وإذا بحثالات الحثالة ممن ينظر لهم الجميع بالاحتقار والازدراء يشذون عن المجتمع الكويتي الأصيل في موقفهِ، ليستجوبوا حقراء من عيناتهم، لكي ينفذوا أجندات هدفها النيل من المقاومة التي جعلت العالم كله يتضامن معها، ما عدا هؤلاء الذين ماتت ضمائرهم.
***فهؤلاء - في عوائهم - يذهبون إلى أن المقاومة تنفذ مؤامرة لمصلحة الصهيونية بما قامت بهِ في فجر السابع من أكتوبر، ويستشهدون بعدد الشهداء، والدمار الذي أصاب مدينة غزة، ويرصدون نتائج حرب الصهاينة التي كشفت بها عن الوجه الحقيقي للعالم، الذي خرجت شعوبه في مختلف القارات تناصر الشعب الفلسطيني.
وليس في هؤلاء الحقراء مَن رصد ما مُني بهِ الكيان الصهيوني من خسائرٍ من الضباط والجنود وغيرهم من الأسرى، والذي لم يحدث من قبل في تاريخ المعارك مع الصهاينة، ولم يُشر أحد منهم إلى مليارات الدولارات التي تكبدها الكيان الصهيوني خلال هذه المواجهات، التي أثبت فيها المقاوم الفلسطيني قدراتٍ فاقت التصورات، وكيف أن إسرائيل لم تعد هي نفس إسرائيل التي كانت قبل السابع من أكتوبر في نظر العالم.
***هؤلاء المثرثرون لا يدركون معنى موافقة الكيان الصهيوني على هدنةٍ تتوافق مع متطلبات المقاومة، ولا يرونها انتصاراً للثورة، فهم يتسربلون بغيهم، بعمالتهم، بل أستطيع القول دون تردد، بخيانتهم.