في إطار التصعيد المستمر على بوابة الخليج العربي، أعلنت القيادة الأميركية الوسطى (سنتكوم)، أمس، عبور حاملة الطائرات أيزنهاور مضيق هرمز لدعم مهامها في مياه الخليج العربي، مشيرة إلى تعرّض المدمرة مايسون، وهي جزء من المجموعة الضاربة المرافقة، لصاروخين بالستيين من مناطق سيطرة جماعة الحوثي في اليمن، بعد وصولها لإنقاذ ناقلة كيماويات إسرائيلية من الاختطاف.
وقالت القيادة الأميركية، في بيان، إن «الصاروخين البالستيين سقطا في خليج عدن على مسافة 10 أميال بحرية من المدمرة مايسون، وفشلا في إصابة الهدف»، موضحة أن المدمرة استجابت مع السفن المتحالفة من فرقة عمل مكافحة القرصنة التابعة للتحالف مساء الأحد لنداء استغاثة من ناقلة الكيماويات سنترال بارك المحملة بحمض الفوسفوريك، والمملوكة لعائلة عوفر الإسرائيلية، وساعدت في ضمان سلامتها وإفشال محاولة جهة مجهولة الهجوم والاستيلاء عليها.
وأضافت قيادة «سنتكوم» أن «قيادة مايسون مع السفن المتحالفة من فرقة عمل مكافحة القرصنة التابعة للتحالف طاردت مهاجمي الناقلة، بعد أن نزل 5 مسلحين منها وحاولوا الفرار عبر قاربهم الصغير قبل استسلامهم في نهاية المطاف».
في بيان ثانٍ، ذكرت القيادة الأميركية أن حاملة الطائرات أيزنهاور والمجموعة الضاربة المرافقة لها عبرت مضيق هرمز أمس الأول الى مياه الخليج العربي، مبينة أنها ستقوم أثناء وجودها بدوريات لضمان حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية الرئيسية، مع دعم متطلبات القيادة المركزية في جميع أنحاء المنطقة.
وأوضح بيان «سنتكوم» أن «حاملة الطائرات أيزنهاور كانت برفقة طراد الصواريخ الموجهة فلبين سي، ومدمرات الصواريخ الموجهة غرافلي وستيثيم، والفرقاطة الفرنسية لانغدوك».
من جهته، قال قائد القيادة المركزية، الجنرال مايكل كوريلا: «إن أمن المجال البحري ضروري للاستقرار الإقليمي، وسنواصل العمل مع الحلفاء والشركاء لضمان سلامة وأمن ممرات الشحن الدولية».
ومع تصاعد الأحداث بين إسرائيل وحركة حماس منذ 7 أكتوبر الماضي، أعلنت واشنطن تعزيز قدرات أسطولها الخامس بالمنطقة، الذي تمتد مهامه من البحر الأحمر وصولاً إلى الخليج عبر المحيط الهندي.
وانضمت «أيزنهاور» مع القوى الضاربة المرافقة لها، إلى حاملة الطائرات جيرالد فورد، التي أرسلتها واشنطن إلى شرق البحر المتوسط في أعقاب هجوم «حماس» غير المسبوق على إسرائيل يوم 7 أكتوبر.
إعلان حرب
إلى ذلك، شدد نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، العميد علي فدوي، أمس، على أن «اليمنيين لم يعلنوا الحرب رسمياً فحسب ضد الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، بل طبّقوا ذلك على أرض الواقع»، مؤكداً أنهم «أسقطوا طائرة أميركية مسيّرة وقصفوا الكيان الإسرائيلي بالصواريخ والمسيّرات».
وإذ اعتبر نائب قائد الحرس الثوري أن «كل تطورات جبهة المقاومة بفضل إيران ودعم حركات المقاومة يأتي منها»، حذّر المتحدث باسم وزارة الخارجية، ناصر كنعاني، من أن «معاودة الكيان الصهيوني العمل العسكري في غزة لن تبقى من دون رد».
وبرر كنعاني «تحركات جماعة أنصار الله الحوثية ضد الأهداف الصهيونية» بأنها «رد فعل طبيعي على الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني كغيرها من قوى المقاومة».
وأوضح أن «قوى المقاومة في المنطقة أثبتت أنها لن تبقى مكتوفة الأيدي، ولن تتردد في دعم الشعب الفلسطيني، وهذا الإنذار وجّه للحكومة الأميركية، وإيران أعلنت هذا الموضوع بشكل صريح أيضاً».
وبينما تبرّأ كنعاني من هجمات قوى المقاومة ضد القواعد الأميركية والهجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل، قال كنعاني في مؤتمره الأسبوعي: «بحوزتنا معلومات تفيد بأن واشنطن تستخدم قواعدها بالمنطقة لإرسال المساعدات العسكرية والمعدات والأسلحة للكيان الصهيوني بصورة مستمرة، وأن أطرافا معنيّة نقلت لإيران هذه المعلومات، وتم تزويد الجهات التي ينبغي أن تعلم، بهذه المعلومات، وهذا الأمر ليس خافياً».
وقال كنعاني: «في إيران، نريد ونأمل، مثل العديد من الدول أن تدخل الهدنة في عملية دائمة، وأن تتوقف جرائم الكيان الصهيوني تماماً».
المدمرة ديلمان
وخلال تدشينه المدمرة ديلمان، الإيرانية الصنع، اعتبر رئيس الأركان محمد باقري أن «قدرات حماس لم تُمسّ، والكيان الصهيوني اضطر للقبول بالهدنة نتيجة ضغط المقاومة».
وذكر باقري أن «واقع أعداء إيران مرئي في غزة، والظلم الذي يمارسونه على الأطفال والنساء»، قائلاً إن «الولايات المتحدة المجرمة لا تتوانى أبداً عن دعم هذه الجرائم».
ورأى أنه «ليس هناك أي معايير أخلاقية أو إنسانية أو مقررات دولية تردع طبيعة الاحتلال الوحشية»، مؤكداً أنه «ما من وسيلة لمواجهته سوى الاستناد إلى القدرات المحلية والشعب».
وأكد رئيس الأركان أن ضم المدمرة ديلمان إلى الأسطول الإيراني يأتي في إطار المهمة الكبيرة للقوات البحرية، وهي تسيير الدوريات الاستراتيجية العالم.
رئيسي وأردوغان
وفي محادثة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، اتهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي «الولايات المتحدة بقتل سكان غزة والمشاركة بجرائم الإبادة الجماعية التي ينفذها الصهاينة»، مشددا على أنها «فقدت مصداقيتها اليوم أمام الرأي العام العالمي، ولا يحق لها التدخل في شأن غزة واتخاذ القرار عن سكانها، لأنهم أصحاب القرار لتحديد مستقبل القطاع، وذلك عبر حركة حماس التي تمثّل الحكومة الشرعية». وكان أردوغان قد عبّر عن استعداد بلاده (العضو في حلف الناتو) للمشاركة في أي هيكل أمني يتم التوصل اليه بعد الحرب في غزة.
وغداة تصريحات أردوغان، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن مصر مستعدة للقبول بدولة فلسطينية منزوعة السلاح تحمي حدودها مع إسرائيل قوات أمن دولية أو إقليمية. وكانت الولايات المتحدة قد كشفت مبكراً عن مشاورات حول مستقبل غزة، وقالت إنها تتفق مع إسرائيل على أنه لا يمكن القبول بعودة «حماس» الى حكم القطاع.