أفادت معلومات بانطلاق مساع لتطويق الأزمة التي اندلعت بين «كتائب حزب الله - العراق» وحركة عصائب أهل الحق، على خلفية البيان الذي أصدره «حزب الله» ويذكر فيه الفصائل المشاركة في قصف القواعد الأميركية، والتي تعمل تحت اسم «المقاومة الإسلامية في العراق»، من دون ذكر «العصائب»، التي اعترضت أولا على ذكر الفصائل بطريقة تكشفها أمنيا وتحرجها سياسياً، بعد أن اختارت التخفي تحت لافتة «المقاومة الإسلامية»، وثانيا لأنه لم يذكر اسمها بما يظهرها كأنها متخاذلة عن نصرة غزة.
وقال المتحث العسكري باسم «العصائب»، جواد الطليباوي، أمس الأول، إنه من «المؤسف حقا ما تم نشره في وسائل الإعلام، من بيان صادر باسم إخوة الجهاد في كتائب حزب الله، لما فيه من تجاوز على ركيزة مهمة في عمل المقاومة، والتي تكفل سرية العمل ومراعاة الظروف الأمنية».
وأضاف الطليباوي: «ندرك تماما ضرورة عدم الكشف عن الحركات والفصائل التي تنفذ عملياتها الجهادية البطولية ضد قواعد الاحتلال الأميركي في العراق، لإجباره على الخروج والانسحاب من بلدنا، إلا أنه من الغريب، ورغم علم من كتب البيان بالحقائق على الأرض، أن يعمد إلى ذكر أسماء فصائل وتغييب أخرى، دون مبرر أو شعور حقيقي بالمسؤولية».
وشدد على أن «مقاومتنا واحدة، وهدفنا واحد، ونأمل ألا تتكرر مثل هذه التصريحات من إخوة الجهاد، لكي لا نعطي فرصة للعدو، وأن يكون ما يصدر من المقاومين موحدا وهادفا».
وكان الأمين العام لـ «حزب الله العراقي»، أبوحسين الحميداوي، أعلن في بيان السبت الماضي استمرار المواجهات مع القوات المحتلة للعراق، مؤكدا أن المواجهات لن تتوقف إلا بتحرير العراق، لكنه أشار إلى أنه سيتم خفض التصعيد ضد القوات الأميركية في المنطقة.
ووجه الحميداوي تحيته إلى «الإخوة المجاهدين الذين شاركوا في العمليات الجهادية العسكرية أنصار الله الأوفياء، وحركة النجباء، وكتائب سيد الشهداء، وكتائب حزب الله تحت راية المقاومة الإسلامية في العراق للنيل من العدو».
من ناحيته، يتحدث المحلل السياسي العراقي رعد الهاشم عن أزمة عميقة تسببت في «حرب البيانات» بين «الكتائب والعصائب». وقال إن «التأزم بين الميليشيات يشتد حدّة، وهناك فصائل لا تتحمل تأجيل المواجهة الى ما بعد الانتخابات، كما كان يتوقع العديد من المراقبين».
وأوضح أن «الأطراف المعترضة على دور العصائب المهيمن لا تتحمّل انتظار إكمال جماعة الخزعلي السيطرة المطلقة على أغلب إدارات المحافظات الوسطى والجنوبية، كما تشير الدلائل انتخابيا، ومن المحتمل أن يقطعوا الطريق عليهم بافتعال أزمة او مواجهة محدودة تعرقل مساعي العصائبيين المتعطشة للسلطة».
ولفت رعد الى «أزمة بدأت تلوح بالأفق بين جناح كتائب حزب الله ومن معه من (النجباء وأنصار الله الأوفياء، وكتائب سيد الشهداء)، الذي يرى في نفسه أن له اليد الطولى والدور القيادي فيما يسمى بالمقاومة الحقيقية التي تواجه الأميركيين مباشرة وباسمها العلني، وبين محور العصائب الذي يشكل فصيلا داعما للحكومة ويعتبر أنه يمثل خطا حكوميا رسميا، رغم انه يعتبر نفسه جهة مقاومة، ويعيش صراعا داخليا على وقع هذا التناقض».
ولم يستبعد رعد أن تتخذ الأزمة بين الفصيلين بعدا عسكرياً وأمنياً، لافتا الى احتمال أن يمسك «حزب الله الذي يملك الصواريخ البالستية بزمام الوضع الأمني في أطراف بغداد التي يتحصن فيها، مما سيهدد البلاد بشلل وانقسامات تصيب الأوضاع الأمنية والسياسية».
إلى ذلك، أكد مراقبون عراقيون أن الهدنة في قطاع غزة صمدت بالعراق لليوم الرابع على التوالي، حيث لم تسجل هجمات ضد القواعد الأميركية. جاء هذا التأكيد بعد بلبلة حول تعرض قاعدة «حرير»، التي تقع في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، ويوجد فيها جنود أميركيون، لهجوم بطائرة مسيّرة مساء امس الأول.
وقالت حسابات وصفحات تابعة لمناصرين لإيران، إن القاعدة تعرضت بالفعل لهجوم ما ادى الى اندلاع النيران فيها.
وذكرت قناة الميادين المدعومة من طهران ودمشق، أن دوي انفجارات سُمع في محيط القاعدة.
إلا أن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان، نفى ليل الأحد ـ الاثنين، تعرّض «حرير» لأي هجوم. وقال بيان مقتضب للجهاز، إن دوي الانفجار الذي سُمع كان «إجراءً خاصاً ولا يشكّل أي تهديد».