أحمد: انتشار الدراما القصيرة أنعش كتابة السيناريو
قدّم ورشة تفاعلية في رواق الثقافة بمعرض الكويت الدولي للكتاب
قدّم السيناريست والمؤلف السينمائي الإماراتي محمد حسن أحمد ورشة تفاعلية ضمن فعاليات وأنشطة رواق الثقافة بمعرض الكويت الدولي للكتاب في نسخته الـ 46، أمس الأول، في أرض المعارض بمشرف، الذي انطلقت فعالياته 22 الجاري وتنتهي في 2 ديسمبر المقبل.
وتناول حسن، في ورشته التي حملت عنوان «من الكتابة الى الشاشة»، أساسيات العمل السينمائي والدرامي، وأسلوب الكتابة الخاص بالشاشة، والذي يختلف كليا عن الكتابة الورقية، موضحا من خلال الورشة تكنيك تحويل النص المقروء إلى حالة فنية وصورة مرئية، وذلك في مدخل إلى عالم كتابة السيناريو، للجمهور المشارك في الورشة، وكان أغلبهم من الشباب والكتّاب المهتمين بخوض تجربة كتابة السيناريو والدخول إلى هذا العالم المثير والمليء بالأحداث والصراعات الدرامية بين أبطال العمل الفني.
المعالجة الدرامية
وذكر أن كتابة السيناريو واحدة من أهم الجوانب الابداعية والمهنية، وأحد الأمور التي أصبح المثقفون والهواة يهتمون بها بشكل كبير، خاصة في الفترة الأخيرة ومع انتشار الدراما القصيرة والمحدودة، مما أنعش كتابة السيناريو وزاد من محبيها وروّادها، مؤكدا أن هناك هواة يحتاجون إلى تعلُّم كيفية بناء القصة والفكرة والشخصيات وكتابة السيناريو والمعالجة الدرامية والذهاب بالعمل من السيناريو الى الشاشة، ومن هذا المنطلق حرص على تقديم ورشته في معرض الكويت للكتاب، لأنّ المشاركة في هذا المعرض فرصة مهمة لأسباب كثيرة، منها أن الكويت منطقة غنية ولها باع ثقافي كبير جدا في مجالات الثقافة والأدب والفنون والمشاركة في دولة بهذا الزخم والحضور مميزة جدا.
وأضاف حسن، وهو مستشار فني بدولة الإمارات، وأحد مؤسسي صناعة الفيلم الإماراتي: «أحب أن أنقل التجربة بمنطقة هي في الأساس غنية ثقافيا وعندها تقبّل كبير للفنون وتسعى إلى نقله الى جيل الشباب»، معربا عن سعادته لتقديم ورشته في معرض الكويت الدولي للكتاب، موضحا: «لديّ أعمال كويتية انطلقت من الكويت من فنانيها ونجومها وحضورها وقصصها وأشيائها المهمة»، حيث بدأ كتابة السيناريو قبل 23 سنة ولايزال مستمرا في صناعة السينما والأفلام والدراما التلفزيونية من خلال تقديم 17 فيلما و10 مسلسلات والمشاركة في العديد من المهرجانات، وحصدت جميع أعماله السينمائية جوائز دولية بلغت 32 جائزة كأفضل سيناريست وأفضل فيلم.
كتابة الشاشة
وتطرّق حسن، خلال الورشة التي تميّزت بحضور كبير، إلى فن كتابة السيناريو قائلا: «هناك 3 محاور رئيسية لكتابة الشاشة على مستوى السينما أو التلفزيون، وهي الدخول إلى فن كتابة السيناريو والذهاب إلى الفكرة والقصة وكيف نحوّل الأفكار الموجودة في حياتنا والقصص إلى سيناريوهات، سواء تم اختزالها في فيلم سينمائي يعرض عبر الشاشة الكبيرة، وهي تطلب أسلوبا خاصا من العرض والتكثيف والقصر في المشاهد والحوارات، أو تم تحويلها إلى الشاشة الصغيرة من خلال عدة حلقات، إما مطولة في 30 حلقة أو يزيد، أو قصيرة في حلقات معدودة، وكل من هذه الفنون تتطلب تكنيكا خاصا في العمل».
وشرح حسن خلال الورشة كيفية اختيار الشخصيات في السيناريو، وكيفية كتابة حوارات هذه الشخصيات والانطلاق مع الشخصيات ضمن إيقاع العمل والحكاية الموجودة في السيناريو، كما بيّن كيفية كتابة ملخصات السيناريو وحلقة كاملة وتسويق الأعمال عند المنتجين من خلال الفكرة والقصة والشخصيات والمعالجة الدرامية بالكامل وبناء الأحداث، وأيضا تجاوز مرحلة الكتابة إلى الإنتاج والتوزيع.
علامة فارقة
يُذكر أن محمد حسن هو روائي وشاعر وكاتب، ومن الأسماء التي صنعت علامة فارقة في الحركة السينمائية المحلية، وذلك من خلال صياغاته لأفلام روائية قصيرة، وقد حصل على جائزة أفضل كاتب سيناريو بمهرجان الخليج السينمائي 2011 عن فيلمه «سبيل»، والفيلم نفسه حصد الجائزة الأولى كأفضل فيلم روائي قصير بالمهرجان، وقد حصدت أعماله 32 جائزة حول العالم كأفضل سيناريو وأفضل فيلم، وعرضت أفلامه في مهرجانات دولية مهمة مثل برلين السينمائي ولوكارنو وشيكاغو وفي روسيا والمغرب ودبي.
كتب العديد من سيناريوهات الأفلام، منها «هنا لندن» عام 2012، و«ظل البحر» عام 2011، و«آخر ديسمبر» عام 2011، و«مريمي» عام 2010، و«ماي الجنة» عام 2010، و«أمين»، و«صورة ناقصة»، و«تنباك»، و«بنت مريم»، و«ريح»، و«مساء الجنة»، و«سبيل»، كما ألّف عدة مسلسلات تلفزيونية، منها «ص. ب. 1003» عام 2019، وسماء صغيرة» عام 2017، و«باب الريح» عام 2016، و«في عينيها أغنية» عام 2015، و«كعب عالي» عام 2014، كما كان منتجاً لفيلم «مرايا الصمت» عام 2006، ومن مؤلفاته، رواية للحزن خمسة أصابع»، وديوان «زحام لا أحد فيه»، ومجموعة قصصية بعنوان «مقبرة مقتبسة»، إضافة إلى عدة نصوص مسرحية، منها «أوه يا عيسى»، و«الجوع كافر»، و«الجنة بعد قليل»، و«الغرفة رقم صفر».