صدر حديثاً للكاتب د. نصير لازم كتابه الجديد بعنوان «السينما التخريبية»، والذي يُعرض حالياً في معرض الكويت الدولي للكتاب، من خلال مشاركة منشورات اتحاد الكُتاب العراقيين، وهو محاولة لدق ناقوس الخطر حول تأثير السينما كأداة تخريبية للمجتمعات والشعوب.

ويتناول الكتاب كيف أضحت السينما وسيلة سياسية، وأداة أيديولوجية، مهمتها التبشير ونشر التعاليم السياسية المهيمنة، من خلال النظم الاجتماعية التي تكيفها المنظومة السياسية في صور تتوسل رأس المال والخبرات والتقنيات العلمية الحديثة، مثل البرمجيات الرقمية لصناعة الخدع السينمائية، أو ضبط تصميم الأفعال وردود الأفعال على مستوى الأداء التمثيلي، أو تفعيل المونتاج لتمرير الأفكار من خلال تصادم صورتين أو أكثر، أو حتى الاعتماد على مجموعة من الأفكار وصياغتها داخل غرفة كتابة خاصة، ليكون النتاج «سيناريو» محكماً ومؤثراً، يجسد داخل سياق صوري متقن، فتترسخ قيم اجتماعية دخيلة، وتتسلل إلى شبابنا وفتياتنا، ومؤسساتنا التعليمية والفنية، وتتغلغل لتصبح سلوكاً جمعياً أو ظاهرة اجتماعية لا يمكن مقاومتها أو الحد من خطورتها.
غلاف الكتاب
ويحذر الكتاب من خطورة السينما التخريبية التي تصيغ الموضوعات المنحرفة كأساس لصناعة عشرات الأفلام السينمائية التي تصدر نحو الآخر، مثل التداخل المربك ما بين العلاقات الإنسانية الطبيعية والجنس والشذوذ، أو النوع الاجتماعي الذي يلغي بشكل كبير النوع البيولوجي، أو إلغاء الحد الفاصل بين قيم المقاومة والأعمال الإرهابية، وكذلك الشخصيات الحقيقية والشخصيات المزيفة والغايات النبيلة والغايات الدنيئة، وترسيخ بديهية «الغاية تبرر الوسيلة»، لظهور سُلطة دولية تتحكم في العالم أجمع.

إن هذا الكتاب المهم يمثل دراسة ممتازة تخوض في العديد من التفصيلات الدقيقة التي تخفيها الصورة السينمائية لتمريرها في اللاوعي الإنساني، وتقف بمهارة على طرق توظيف الصورة، بوصفها سلاحاً فاعلاً يمكن له أن يؤدي مهمات تخريبية.
Ad