عقدت الكويت وبيرو الآلية الأولى للمشاورات السياسية في مقر وزارة الخارجية الكويتية، حيث انتهز وفدا البلدين الفرصة لإجراء حوار ومشاورات موسعة لاستعراض جدول الأعمال الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والتعاونية.
وترأس الوفد البيروفي المدير العام لإفريقيا والشرق الأوسط ودول الخليج بوزارة خارجية بيرو السفير غوستافو ليمبكي هويل، وسفير البيرو لدى البلاد كارلوس فيلاسكو، والمستشار التجاري ألفارو سيلفا سانتيستيبان، والسكرتير الثاني بيدرو سيدانو، وعقد الوفد اجتماعات مع غرفة تجارة وصناعة الكويت، والهيئة العامة للاستثمار، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.
وفي لقاء مع «الجريدة»، قال السفير هويل: «أقامت البيرو علاقات دبلوماسية مع الكويت عام 1975. وفي يوليو 1998، افتتحنا سفارتنا هنا حتى فبراير 1990، عندما تم إغلاقها بسبب الغزو العراقي، وفي عام 2011 تمت إعادة فتح سفارتنا وهي مستمرة في العمل حتى اليوم»، لافتاً إلى «أننا سنحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا في 2025، ونعمل على وضع برنامج مثير للاهتمام لهذا الحدث الكبير».
علاقات ثنائية
وفيما يتعلق بالمباحثات في وزارة الخارجية، أضاف: «أتيحت للوفد البيروفي فرصة لقاء نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الأميركتين السفير المفوّض خالد الزعابي وفريقه، واستعرضنا العلاقات الثنائية والموضوعات التي تهم البلدين، ثم الشؤون المتعددة الطرف والقضايا المهمة مثل أزمة غزة، حيث استمعنا إلى موقف الكويت من هذه الحرب، وأعربنا للجانب الكويتي عن استمرار بيرو في مشاركتها في لجنة اليونسكوب الأممية، التي أنشئت عام 1947 لدراسة المسألة الفلسطينية وطرح مقترحات لحل مشكلة فلسطين».
وعن اللقاءات التي أجراها في الكويت، ذكر هويل: «كانت فرصة لمناقشة مشاريع مختلفة، مثل التعاون في مجال تحلية المياه والأمن الغذائي»، مضيفاً أن بيرو أثبتت نفسها في العقدين الماضيين كمنتج غذائي معروف على مستوى الفواكه والخضراوات، أو منتجات الألبان والدواجن، لافتا إلى أن بلاده تصدر ما قيمته 10 مليارات دولار من الفواكه والخضراوات سنويا حول العالم إلى أكثر من 60 دولة بينها الكويت.
وفي مسألة تحلية المياه، أكد المسؤول البيروفي أن بلاده تسعى إلى الاستفادة من تجربة الكويت الكبيرة في هذا الموضوع، «ونحن مهتمون جدا بالتعاون في مجال قدرات الكويت في مشاريع تحلية المياه»، مشيرا إلى أنه لمس من خلال لقاءاته في غرفة التجارة والصناعة اهتماماً كبيراً بمنتجات بلاده.
وأفاد بأنه سيتم توجيه دعوة لأعضاء الغرفة لزيارة المعارض التجارية الدولية التي تقيمها بيرو سنوياً، ومن المحتمل أن تتم هذه الدعوة بعد شهر رمضان المبارك في مايو المقبل، لافتا إلى أن «الوفد الكويتي سيتمكن من زيارة عدد من شركاتنا، والاطلاع شخصياً على منتجاتها وتقييم نوع الفرص التي قد تهم الكويت في مجال إنتاج الغذاء في بيرو».
من ناحية أخرى، قال هويل: «لقد قدمنا عروضاً حول فرص وإمكانية الاستثمار في بيرو، خلال اجتماعنا مع الهيئة العامة للاستثمار، وأوضحت لنا الإدارة معاييرها التي يجب أن تستوفيها بيرو كسوق ناشئ وتلتزم بها»، داعيا المستثمرين الكويتيين إلى الاستثمار في بلاده.
وبين أن «بيرو قامت في تسعينيات القرن الماضي بإصلاحات اقتصادية مهمة جدا، تمثلت في التحول من المؤسسات المملوكة للدولة وسياسة السوق الحمائية إلى خصخصة هذه المؤسسات وممارسة اقتصاد السوق المفتوح، لذلك نحن بلد منفتح جداً مع تعريفات ضريبية منخفضة جدا».
وشدد على سهولة تحويل رأس المال من وإلى البيرو، مؤكدا أن الأجانب والبيروفيين لديهم الواجبات والحقوق نفسها، ولا يوجد فرق بين المواطنين والمستثمرين الأجانب الذين لا يحتاجون إلى كفيل لتأسيس أعمالهم، ومع ذلك، متابعا: «اننا نتفهم الحاجة إلى التوقيع على اتفاقية حماية الاستثمار التي تعود بالنفع على الطرفين».
كيفية الحصول على الجنسية
أكد هويل أن البيرو بلد مهاجرين، ونحو ثلث السكان من أصول أجنبية، موضحا أنه «يمكن التقدم للحصول على الجنسية البيروفية بناء على بعض الشروط المنصوص عليها في الدستور، وهي أن تعيش لسنوات معينة في بيرو، وأن تعرف اللغة الوطنية (الإسبانية)، وأن تكون على استعداد للاندماج في مجتمعنا».