واشنطن «تبرئ» الحوثيين من خطف ناقلة
سفن إسرائيلية تغير مساراتها المعتادة وارتفاع حاد في تكاليف الشحن
قالت وزارة الدفاع الأميركية، أمس، إن محاولة اختطاف سفينة تجارية في خليج عدن اليوم الأحد، نفذها على ما يبدو قراصنة صوماليون رغم إطلاق صاروخين بعد ذلك من منطقة تسيطر عليها جماعة الحوثي اليمنية.
وقال البريغادير جنرال باتريك رايدر المتحدث باسم البنتاغون: «مستمرون في التقييم لكن المؤشرات الأولية تشير إلى أن هؤلاء الأفراد الخمسة صوماليون».
وأضاف: «من الواضح أن الواقعة مرتبطة بالقرصنة». واتهمت الحكومة اليمنية، الحوثيين باختطاف سفينة النفط في المياه الإقليمية اليمنية.
واستجابت سفينة حربية تابعة للبحرية الأميركية لنداء استغاثة الأحد من ناقلة الكيماويات «سنترال بارك» التي استولى عليها مسلحون.
وقال الجيش الأميركي، إن المهاجمين تم نقلهم على السفينة الحربية الأميركية ماسون وإن سنترال بارك وطاقمها بخير.
ووقعت سلسلة هجمات على سفن بمنطقة الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة الشهر الماضي. والجمعة الماضي تعرضت سفينة تجارية مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي لهجوم في المحيط الهندي بطائرة مسيّرة من طراز شاهد 136 يشتبه بأنها إيرانية الصنع، وفق ما أفاد مسؤول عسكري أميركي السبت.
وأفادت شركة «إمبري» للأمن البحري عن تعرض السفينة التي ترفع علم مالطا وتشغلها شركة فرنسية لأضرار عند انفجار الطائرة المسيرة على مسافة قريبة منها.
وتظهر بيانات «إل.إس.إي.جي»، أن الناقلة سنترال بارك تديرها شركة زودياك ماريتايم ليمتد المملوكة لعائلة عوفر الإسرائيلية، وهي شركة دولية لإدارة السفن مقرها لندن.
والناقلة مبنية عام 2015 وترفع علم ليبيريا ومملوكة لشركة كلومفيز للشحن.
وقال رايدر للصحافيين، إن أفراد البحرية الأميركية أطلقوا طلقات تحذيرية عندما حاول المهاجمون الفرار، لكن لم تقع إصابات.
وأضاف أن ثلاث سفن عسكرية صينية كانت في المنطقة عند وقوع الحادث لكنها لم تستجب لنداء الاستغاثة. ولم يتسن حتى الآن الاتصال بالسفارة الصينية في واشنطن للتعليق على ذلك.
ويقول الجيش الأميركي، إن صاروخين بالستيين أطلقا من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن باتجاه السفينتين مايسون و»سنترال بارك»، لكنهما سقطا على بعد عشرة أميال بحرية عنهما.
وقال رايدر «ليس من الواضح بالنسبة لنا من الذي كانوا يستهدفونه بالضبط». وجاءت محاولة خطف الناقلة في أعقاب احتجاز الحوثيين اليمنيين المتحالفين مع إيران سفينة شحن مرتبطة بإسرائيل في جنوب البحر الأحمر الأسبوع الماضي.
يأتي ذلك، فيما يسيطر الارتباك على قطاع الشحن البحري في إسرائيل وتزداد تكاليفه، وسط قلق متصاعد من الأضرار التي تخلفها عمليات احتجاز واستهداف السفن الإسرائيلية في مياه البحر الأحمر، ما يضطرها إلى تغيير مساراتها لترتفع تكاليف النقل بشكل كبير، بينما يخشى القطاع التجاري الإسرائيلي خسارة أسواق رئيسية وحبس سلع تصديرية حيوية.
ويأتي استهداف السفن الإسرائيلية على الرغم من قيامها بإغلاق أجهزة التتبع لدى مرورها في البحر الأحمر بالقرب من خليج عدن وباب المندب خشية تعرضها للاحتجاز أو الهجوم من الحوثيين، كما اضطرت ناقلات إلى تغيير مساراتها والالتفاف عبر قارة إفريقيا وصولاً إلى البحر المتوسط، وهو ما يزيد كثيراً من زمن الشحن وتكاليف النقل.
وبحسب بيانات نشرتها شركة «فريتوس» (Freightos) لتتبع الشحن، فإن تكاليف الشحن من الصين إلى ميناء أشدود الإسرائيلي على البحر المتوسط ارتفعت بنسبة تراوح بين 9% و14% في الأسبوعين الأخيرين فقط من أكتوبرالماضي.
وأفادت معلومات بأن السفن الإسرائيلية أو شبه الإسرائيلية تزيد عدد أفراد الأمن على متنها، الأمر الذي يستلزم تكاليف إضافية.