احتضن جناح منشورات تكوين حفل توقيع كتاب «مناخ 82» للكاتبة نادية الشراح، التي قدمت نسخة ثالثة من الكتاب منقحة ومزيدة بعنوان «مناخ 82... كان صرحاً من خيال فهوى»، بحضور قرائها من جمهور معرض الكتاب، الذي أثنى على الكتاب بشكل عام، والنسخة الثالثة على وجه التحديد، كما حرصوا على تسجيل توقيع الكاتبة ببعض الكلمات الجميلة، لتخليد هذه اللحظة.

وقالت الشراح، في تصريح لـ «الجريدة»، إن الإقبال على معرض الكويت الدولي في نسخته الـ 46 مفرح ومبشر بجيل جديد من القراء، خصوصاً مع إقبال الشباب والأجيال الصغيرة، وهو ما يؤكد أهمية الكتاب بالكويت، ليس على مستوى مؤسسات الدولة وتوجهها التنويري والتثقيفي فقط، لكن على مستوى الجمهور من القراء، الذين يتمتعون بميول مختلفة وأفكار متنوعة، ما يتيح الفرصة لجميع الكُتاب للإبداع، كل في مجاله، وأن يقدموا لجمهورهم أفضل ما لديهم من أفكار.

Ad

الرقابة المسبقة

وأكدت أن قرار إلغاء الرقابة المسبقة على الكتب وجعلها لاحقة لصدور الكتاب، كان قراراً صائباً على كل المستويات، وفتح المجال أمام الكُتاب والمبدعين لتقديم ما لديهم من أفكار وإبداعات دون قيود أو حدود مع شعور أكبر بالحرية الفكرية، مضيفة أن مثل هذه القرارات الحكيمة من شأنها الدفع بالحركة الأدبية والإبداعية والثقافية في الكويت لتعود إلى مكانتها السابقة الرائدة بمجال الفنون والإبداع والعلوم.

وحول الطبعة الثالثة من الكتاب، أوضحت الشراح: «تضم النسخة الجديدة من (مناخ 82) تفاصيل وهوامش أكثر، ومعلومات لم يتم ذكرها بالطبعتين الأولى والثانية، كما تم تصحيح الأخطاء المطبعية، التي أعتذر عنها للقراء، لذلك جاءت الطبعة الثالثة مزيدة ومنقحة ومعدلة، والمعلومات الإضافية التي وردت بها جاءت بناءً على طلب القراء، خصوصاً الأجيال الجديدة التي لم تعايش الأزمة، والذين طلبوا مني توضيح المزيد من الأمور حول الأزمة، لذلك قُمت بإضافة الشروح، لتوضيح القصص الواردة بالكتاب، من خلال هوامش أكثر، وتوضيحات لم تضمها الطبعتان الأولى والثانية».

وأكدت أن الأجيال الجديدة من حقها التعرف على أزمة المناخ، التي تحولت إلى قصص وتاريخ، لكنها مليئة بالعِبر والدروس في حقبة سياسية واقتصادية مهمة من تاريخ الكويت، ليتعلموا كيف حدثت الأزمة، وكيف أثرت على الكويت، وكيف تم حلها وتجاوزها، في محاولة للتوثيق بمنهجية مختلفة.

وأعربت الشراح عن سعادتها بالإقبال على الكتاب، وهو ما دفعها إلى العمل على ترجمته، وإصدار نسخة إنكليزية منه، بعد أن تواصلت مع عدة جامعات أجنبية بالخارج، وأبدوا رغبتهم في اقتناء الكتاب، لإتاحته للطلاب والباحثين حول العالم.

وحول كتابها، قالت: «إن مؤلف (مناخ 82) هو محاولة لتوثيق إحدى أهم الأزمات في تاريخ الكويت المعاصر، وهي أزمة المناخ، التي عصفت بالاقتصاد الكويتي في بداية الثمانينيات، ولم تقتصر آثارها على الجوانب المالية والتجارية فحسب، بل امتدت لما هو سياسي ومجتمعي وثقافي، وأدت إلى ظهور طبقات جديدة وأنماط مختلفة غيَّرت طبيعة المجتمع وشبكة العلاقات فيه».

وباء «كوفيد»

ولفتت إلى أنها استغرقت في إعداد هذا الكتاب أكثر من 5 سنوات، حيث إن وباء «كوفيد- 19» تسبَّب في التأخير بإنجازه، وقد «بدأت المهمة بمراجعة مجموعة من الكتب والوثائق وأغلب التصريحات والمقالات المعنية بالأزمة، التي تطلَّب بعضها التردد على المكتبة البريطانية في لندن، والسفر إلى باريس، وجدّة، والبحرين، ومراجعة ثمانية مجلدات، تحوي معظم ما نشرته الصحف والدوريات المختلفة عن الأزمة، التي استمرت تداعياتها ربما حتى تاريخ نشر الكتاب».

وأشارت الشراح إلى أن «الكتاب يضم مقابلات لأكثر من 38 شخصية معنية بالأزمة التقتهم في ظروف مختلفة، وبعد جهود في ترتيب المواعيد والحصول على موافقاتهم، حكى كل منهم حكايته، ضمنهم شخصيات متمرسة وعلى معرفة بما حدث في أسواق مالية أخرى، ومسؤولون في الجهات الحكومية تم تكليفهم آنذاك بمهام التخطيط للخروج من الأزمة، وبعضهم من المتورطين فيها، وقد تفاوتت معايير اختيارها ما بين من بقي منهم وما زال يعي أحداثها بعد نحو 40 عاماً، وبين من قدّرتُ اجتهاداً بأن لهم دوراً في أحداثها يستحق التوثيق، ومعايشة تجارب تلك الشخصيات خلال أزمة المناخ، تُعد اليوم تجسيداً لدروس وعِبر صارت تُروى بشيء من الطرافة والتهكم أيضاً».