أقامت الشاعرة الشيخة أفراح مبارك الصباح حفل توقيع ديوانها الشعري «شغف أزرق» بمعرض الكتاب في جناح دار الفراشة، بحضور جمع كبير من الشخصيات والأدباء والمثقفين.

وتحدثت الشيخة أفراح، في البداية، عن ديوانها وسبب إطلاقها هذا العنوان قائلة: «الديوان عبارة عن مشاعر وأحاسيس مطعّمة بلوحات عن الطبيعة، فالشغف الأزرق هو البحر، وما يحمله من حالات ومدّ وجزر، ورياح، وكل ما له علاقة بالطبيعة، وهذا هو شغفي الأزرق».

وذكرت أنها أطالت في كتابة هذا الديوان لظروف ما، وبسبب جائحة كورونا، قائلة «أنا لا أستطيع أن أكتب وأنا في حالة حزينة، يجب أن تكون هناك حالة معيّنة، أستطيع الكتابة فيها».

وعرجت الصباح في حديثها عن بدايتها في المجال الشعري، قائلة: «في البداية كانت هناك بدايات متواضعة، فقد تخصصت بقسم الرياضيات في جامعة الكويت، لكنني أحببت القراءة منذ صغري، وكذا متابعة الأعمال الشعرية، ولمس أستاذتي في الجامعة موهبتي الشعرية، فاقترحوا عليّ كتابة الشعر والاتجاه للكتابة، وأيضا شجعني عدد من الأصدقاء عندما قرأوا مجموعة قصائد كتبتها، وأخص بالذّكر الشاعر علي السبتي، يرحمه الله، والأستاذة ليلى العثمان، اللذين أعجبا بقصائدي واقترحا عليّ الاتجاه إلى الكتابة الشعرية، وهذه كانت البدايات»، مضيفة أنها تأثرت بالكثير من الكتّاب والشعراء المحليين، والخليجيين، والعالميين.

الحنين إلى الماضي

وذكرت الصباح أن مواضيع قصائدها التي تكتبها تصبّ دائما في مضامين بموضوع الفقد، والحنين إلى الماضي، وإلى الأشخاص، والحرمان من هذه الذكريات، كالأب، والأم، وهو ما شكّل شخصية أفراح المبارك؛ الأماكن والحنين إليها، الطبيعة وما تحمله من جمال وشجن.

وبيّنت أن قصائدها تميل إلى «قصيدة النثر، لأنها بعيدة عن القيود والالتزامات الأدبية، فهي قصيدة حرّة، والنفس دائما حرّة من غير أي قيود أو التزامات، أو فروض».

وعند سؤالها: هل للشعر أوقات ومناسبات معيّنة لديها، أم أن سلطان الشعر يأتيها بكل زمان ومكان؟ أجابت: «يأتيني بكل زمان ومكان».

وأضافت أنها تقرأ لكثيرين، وتطالع الإصدارات الجديدة؛ سواء كانت روائية أو أدبية، شعرية، أو تاريخية، فهي الآن تقرأ رواية «أوراق شمعون المصري» للكاتب د. أسامة الشاذلى، و»سفر القهوة» لعبدالكريم الشطي، وتقرأ للكاتب والروائي الفرنسي غيوم ميسو، مبينة أن كاتبها المفضّل هو الياباني هاروكي موراكامي.

وتابعت: «من الشعراء المحليين الذي تأثرت ذائقتي الشعرية بهم د. سعاد الصباح، ومحمد الفايز، وعلي السبتي، وصقر الشبيب، وأحمد العدواني.

ومن الشعراء العرب، وهم كثر؛ سواء بالعصور القديمة أمثال المتنبي، وأبي العلاء المعري، وابن الرومي، وابن الفارض وغيرهم، أو شعراء العصر الحديث؛ مثل أنسي الحاج، ومحمد بنيس، وأنصاف الأعور، ورياض الصالح حسين، وأمل دنقل، والكثيرين.

أما شعراء الغرب الذين أميل إلى قراءتهم، فمثل جوي هارجو، وكارول أوتس، ويانيس ريتسوس، وكيتس، وسيلفيا بلاث، وغيرهم.

عويل صمت لا يسمع

وتحدثت الشيخة أفراح عن ديوانها الأول الذي جاء بعنوان «عويل صمت لا يسمع»، مبينة أنه كان أولى المحاولات، ومضيفة «أنا أعتبره مثل الفضفضة النفسية والروحانية، كانت من البداية أشبّهها بالطفل الذي يحبو».

وعند سؤالها عن ردّة فعلها عندما تحسّ بأن إحدى قصائدها وصلت إلى القارئ، قالت: أحسّ بتفاعل إيجابي، ويسعدني كثيرا القارئ الذي يفهم قصائدي، بعض القراء يقولون إنهم لا يفهمون هذه القصائد، فهي حافلة بالغموض والتواري، وأنا أعتقد أن التواري والغموض هما من أساس القصيدة، فالقصيدة يجب ألا صريحة وواضحة وجلية».

وتؤمن الشيخة أفراح بأن الشعر قادر على تغيير العالم، قائلة: «الأدب عموما، وكل أنواع الفنون قادرة على تغيير العالم، فالشعر، والرواية، والفن، والنحت، والموسيقى هم يثروننا بإنسانية وروحانية فريدة من نوعها، لذلك لا نجد مثلا أديبا أو شاعرا يرتكب جريمة، ولا موسيقي يقتل، فهذه الأشياء تضفي في حياتنا نوعا من الارتقاء، والسمو، والرفعة من الناحية الأخلاقية، أيضا الشعر باعتقادي هو مرايا نفهم بها أنفسنا ونتخلص من الشوائب التي تعكّر صفو أرواحنا، وهذا الغرض من الفن والأدب».

Ad

وعن رسالتها كشاعرة تجيب: «أن نسمو بالأخلاق، ونرتقي بإنسانيتنا، فإذا كانت هناك إنسانية، فهي إنسانية متوارية وزائفة، خصوصا في هذه الأوضاع التي تمرّ بها الأمة العربية، أتمنى أن أسافر إلى الدول العربية وأنا في قمة الراحة، أسافر لأنهل من الثقافة والأدب؛ إلى فلسطين، والمغرب العربي، وسورية، واليمن، هناك ثراء أدبي متنوع، لكن، هل نستطيع أن نذهب؟ لا، فالغرض من الشعر أن نرتقي بإحساسنا وأدواتنا».

وأكدت الصباح أن القراءة راحة وسلوى للحزين الذي يفتقد الكثير من الأشخاص في حياته، فالكتاب خير جليس، فهو سلوة المحتار، فمن يقرأ لا يَحار، ويكون عنده اليقين الجميل، اليقين الذي ينير الدرب، فهذا الدرب الذي نعيشه هو حالة من التيه الجماعي على كل المجالات.

أما عن القصيدة التي تعتز بها في ديوانها الجديد «شغف أزرق» وتهديها للقراء، فتقول هي قصيدة «شغف أزرق»، ومن أجوائها:

يؤرجحك ذاك الحنين

ما بين غرابة غرام وإباء مزعوم

رسائل في الهواء لا تصل

الحنين يعقد صفقة مع نفسه

يتجدد كلما مرّت بي ذكرى مشؤومة

لا مفرّ من البتر

المنافي والأغاني أوطان تتصدع

خيط من شوق

أوصله إلى البدر

في ليلة غاص بعتمتها عتاب

ظل يسبق الكلمة

بحار لازوردية

أنا.. عندما أسكن عينيك


طباعة مختلفة

بدورها، قالت الشريكة في دار الفراشة، الروائية هديل الحساوي، إنهم سعداء بإصدار ديوان الشيخة أفراح المبارك «شغف أزرق»، لافتة إلى أن الكتاب كان يفترض إصداره من قبل «كورونا»، ومبينة أنه ديوان شعري لكنّه يختلف، فهو يحتوي على لوحات الفنانة ديما الغنيم، أما الغلاف فصممه الفنان والخطاط حيدر المعاتيق، كما أن طباعة الكتاب مختلفة، فهي قريبة من الـ «آرت بوك»، إذ يتضمن لوحات «كانفاس» من الداخل، حيث تمت طباعة لوحات الغنيم بطريقة فنية، وختمت الحساوي قائلة: «أتمنى أن يحوز الديوان إعجاب القراء».