لودريان للمسؤولين اللبنانيين: استعدوا المنطقة مقبلة على مفاوضات
على وقع البحث المستمر عن تمديد الهدن الإنسانية في قطاع غزة، والوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يدور بحثٌ لدى الدول المعنية والمهتمة بالملف اللبناني في إنجاز اتفاق على سلّة شاملة حول لبنان تشمل اتفاقاً حول إعادة تشكيل السلطة والبحث في ملف الحدود الجنوبية سواء من خلال تطبيق وتنفيذ القرار 1701 أو الحفاظ على ترسيم الحدود البحرية والانتقال إلى إنهاء ترسيم الحدود البرية، إضافة إلى البحث في حل لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
تطورات غزة وجنوب لبنان، حملت تعديلات على مهمات المبعوثين الدوليين الى لبنان، وهم الذين كانوا يتحدثون سابقاً إما عن إنجاز الانتخابات الرئاسية كالمبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، وإما عن إنجاز الترسيم البري كالمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين.
لكن بعد أحداث 7 أكتوبر، توسعت الملفات، فلودريان أضاف على مهتمه السابقة مهمة الدعوة إلى تطبيق القرار 1701 وتحذير لبنان من حرب شاملة قد تشنها إسرائيل تكون نتيجتها دمار كبير وضرب كل المؤسسات والمرافق في حال استونفت المعارك في جنوب لبنان واتسعت إلى فتح كامل للجبهة، إضافة إلى ضرورة الوصول إلى حلّ جذري ونهائي للحدود الجنوبية.
ووصل لودريان إلى بيروت قادماً من المملكة العربية السعودية عقب مروره في العاصمة القطرية الدوحة. وتشير مصادر دبلوماسية غربية إلى أن البحث يتركز في كيفية تفعيل عمل مجموعة الدول الخمس (الولايات المتحدة، فرنسا، السعودية، مصر، قطر) للوصول إلى توافق في لبنان، وفي هذا السياق تندرج جولة لودريان، الذي شدد في العاصمة اللبنانية على ضرورة التوافق بين اللبنانيين لإنجاز الإستحقاق الرئاسي لأن المنطقة ستكون مقبلة على مفاوضات للبحث عن حلول ولا بد للبنان أن يكون حاضراً وجاهزاً لذلك.
وبحسب ما تقول مصادر متابعة، فإن لودريان شدد للمسؤولين اللبنانيين على ضرورة التوافق على انتخاب رئيس، وتجاوز الخلافات، مكرراً معادلته التي طرحها سابقاً حول الذهاب إلى مرشح ثالث، بدلاً من سليمان فرنجية وجهاد أزعور. هنا يتقدم اسم مدير عام الأمن العام اللواء الياس البيسري كخيار توافقي، نظراً لما تعتبره جهات متعددة أنه على علاقة جيدة بالجميع ولا يستفز أي طرف. مع طرح اسم البيسري يظهر تراجع في طرح ترشيح قائد الجيش جوزيف عون، باعتبار أنه لم يحظ بالتوافق المطلوب، حتى أن بعض الجهات اللبنانية تبحث مع القوى الدولية الداعمة للتمديد لقائد الجيش في منصبه، بكيفية تجنّب التمديد بذريعة أنه سيؤدي إلى تأخير الاستحقاق الرئاسي لأن التمديد لعون يعني تمديد ترشيحه وإطالة أمد الوصول إلى توافق حول الرئاسة.
وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية، فإن لودريان سأل السعوديين عن رأيهم بالبيسري، الذين استغربوا هذا التنقل بين أسماء المرشحين، من دون إبداء رأي مؤيد لهذا الطرح، مشددين على معادلتهم الثابتة في التوافق بين اللبنانيين على رئيس يحظى بالمواصفات المطلوبة.
وخلال اجتماعه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، شدد لودريان على أنّ «زيارته إلى لبنان تهدف إلى تجديد التأكيد على موقف اللجنة الخماسية بدعوة اللبنانيين إلى توحيد الموقف والإسراع في إنجاز الانتخابات الرئاسية، وإبداء الاستعداد لمساعدتهم في هذا الإطار».