بمناسبة مرور 60 عاماً على إنشائها أقامت جمعية الفنانين الكويتيين، أمس ، ندوة بعنوان «ذكريات إذاعة الكويت» بحضور رئيس الجمعية شادي الخليج الفنان القدير عبدالعزيز المفرج، وأعضاء مجلس الإدارة، ومجموعة كبيرة من المثقفين والفنانين، تحدث خلالها الوكيل المساعد لقطاع الإذاعة بوزارة الإعلام الباحث في التراث الكويتي، د. يوسف السريع، والأديب عبدالله خلف، والإعلامي ماجد الشطي.

وافتتح الندوة د. السريع معرباً عن سعادته بالتعلم على يد جيل الكبار في إذاعة الكويت، وهو ما أوحى له بإصدار كتابه الجديد «تاريخ إذاعة الكويت»، الذي يجمع معلومات قيّمة حول إذاعة الكويت، وبما تناوله من رواد أوائل على مستوى أدبي وثقافي وموسيقي رفيع، علاوة على تاريخ بدايات الإعلام الكويتي وصوته المنتشر حول العالم، ومنهم ضيفا الندوة الأديب عبدالله خلف، والإعلامي الكبير ماجد الشطي صاحب الكاريزما المميزة عبر أثير إذاعة الكويت، مشيراً إلى أن هذا التاريخ تضمّن أيضاً نجوماً كباراً، وأسماء محفورة في ذاكرة الكويت، منهم المخرج علي الزفتاوي، ومهند الأنصاري، وغيرهما الكثير.

Ad

وأكد السريع أن إذاعة الكويت، علاوة على تاريخها العميق، تستبشر مستقبلاً أفضل، من خلال مواكبة التطور التكنولوجي والإعلامي وكوادر كويتية مدربة بمجالات التقديم والإعداد والتنسيق، إلى جانب الثورة المعلوماتية التي جعلت من الأثير سماءً مفتوحة يستطيع أي شخص أن يستمع له في أي بقعة حول العالم، من خلال شبكة الإنترنت، كما أصبح التواصل مع أي ضيف حول العالم مهمة سهلة وخلال ثوان تستطيع إذاعة الكويت أن تواكب أي حدث في العالم.

وفي كلمته، قال الأديب عبدالله خلف، إنه قبل 60 عاماً «أنشأنا جمعية الفنانين، وهي الفترة التي واكبت تألق الإذاعة الكويتية، بقيادة الرواد أحمد العدواني وحمد رجيب وغيرهما من الوافدين الذين ساهموا في نشأتها، موضحاً أنه تم إنشاؤها على الطريقة البريطانية، وبما تضم من أقسام داخلية، وتسلمت أنا القسم الأدبي، وكان معي فهد الحمود الصويلح، وشاكر عوض، ومحمد الفايز، وهو الشاعر الذي أثرى المكتبة الأدبية في ذلك الوقت، وحمد المؤمن ومحمد عبدالرزاق السيد، وكنا نستقطب الأدباء والمتحدثين الأوائل مثل عبدالله النوري وغيره.

ودعا خلف إلى الحفاظ على تراث إذاعة دولة الكويت من خلال إعادة نشر هذا التراث الفني المحفوظ في وزارة الإعلام، وتفريغ المكتبة الصوتية الموجودة في الأسطوانات والأشرطة القديمة، لتأسيس مكتبة فنية ضخمة لتعريف الأجيال الجديدة بتراث أجيالهم.

من ناحيته، قال الشطي في كلمته: «أحيي جمعية الفنانين في ذكرى إنشائها الـ 60 بقيادة الفنان القدير شادي الخليج، لدوره في دعم الفنانين وأنشطة الجمعية الرائدة على مستوى الكويت والخليج».

وأضاف الشطي أنه يعتبر أصغر المذيعين سناً حين التحق بإذاعة دولة الكويت في بداياتها عام 1964، لذلك فقد واكب أجيالاً مختلفة من الإذاعة الكويتية، مستذكراً حقبة الثمانينيات التي كانت فيها ومازالت إذاعة الكويت شعلة ومنارة إعلامية وثقافية حتى قبل قيام مجلس التعاون الخليجي.

وأعرب عن الفخر باعتباره أحد كوادر إذاعة الكويت في تلك الحقبة المنيرة، إذ ساهم في نقل الصوت الكويتي عبر العالم، وفي تعزيز صورة الكويت الفنية والأدبية والثقافية منذ القرن الماضي، مستذكراً بعض الرواد أمثال عبدالله الفضالة، ومحمود الكويتي، وعوض الطوخي، وغيرهم الكثير.

وقال الشطي: إن إذاعة الكويت كانت أول إذاعة في الوطن العربي تنقل بثاً مباشراً من مسرح الحبيب بورقيبة في تونس في آخر الأسابيع الثقافية التي حضرها، وكنت عريف الحفل، وكان معي من الفنانين صالح الحريبي، والسمراء رابحة، وأحمد العدواني، وعبدالله العتيبي، وعبدالعزيز حسين كان رئيساً للوفد، مما يؤكد دور إذاعة الكويت الرائد منذ بداياتها.