ماذا بعد الجرائم الوحشية في غزة؟ هل سيكتفي العالم بعد هذه المجازر بوقف مؤقت وهدنة وإبقاء الحال على ما هي عليه؟ أم سيحاسب السفاح الصهيوني على ما ارتكبه من أبشع الجرائم أمام مرأى ومسمع العالم؟
السعادة الغامرة غمرت قلوب جميع المناصرين للقضية الفلسطينية بعد إعلان الوصول إلى اتفاق الهدنة التي هدأت روع المشاهد الإجرامية بحق أهلنا في غزة بعد نحو شهر ونصف من المجازر الوحشية والقصف الذي طال الحياة بشتى أنواعها، بدءاً بمساكن الآمنين مروراً بالمستشفيات والمساجد والملاجئ دون أن تميز الآلة الصهيونية بين أحد، بل تعمدت إبادة الأطفال والكبار المسالمين، ولم تلتفت لأحد في ظل الدعم الذي تلقته من قادة الدول الكبرى الذين يحصنون كراسيهم عبر الصهيونية، ويستمدون نفوذهم خلالها، ويكسبون تأييد الموالين لهم في بلدانهم التي شهدت في المقابل استنكارا ورفضا حاشدا لهذه الجرائم والإبادات التي استخدمت فيها أسلحة محرمة دوليا.
فهل ستتم محاسبة هؤلاء المجرمين على ذلك؟ وهل سيقدمون إلى محكمة العدل الدولية لتأخذ العدالة الصادقة مجراها؟ أم مجرد تصريحات وردود أفعال تنتهي بانتهاء هذه الكارثة التي راح ضحيتها آلاف الشهداء بينهم أطفال ونساء تمت إبادتهم بينما كانوا يخلدون في بيوتهم بسلام، وفي المستشفيات وهم يتلقون العلاج؟
إن الصمت تجاه هذه الجرائم أمر غير مقبول، واتخاذ أقسى العقوبات بحق الصهاينة أمر واجب النفاذ، ويتطلب عدم الوقوف كالمتفرجين حتى لا يصحو الشيطان مجدداً ليرتكب مجازره في الشعب الفلسطيني الذي يدفع الويلات منذ عام 1948، ولابد أن يكون هناك تحرك عربي وإسلامي لتوحيد الصفوف والدفع بضرورة محاسبة هذا الكيان الصهيوني ودعم الشعب الفلسطيني الشقيق لنيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة.
يجب ألا يهدأ الشأن العالمي الحر المناصر للقضية الفلسطينية، وعليه التحرك والضغط لطرد المحتل، خصوصاً أن إدانة الكيان الصهيوني لا تخفى على أحد، وجرائمه على الشاشات لا تحتاج جمع الأدلة أو الإثباتات، فلا وقت للمماطلة من الأبواق التي تبرر جرائم الصهاينة بتحميل المقاومة الشعبية مسؤولية ذلك لأن هؤلاء المتصهينين ما هم إلا أدوات تسعى لتضليل الحقيقة وإشغال الرأي العام، لكن أحذية الشرفاء ستخرسهم في نهاية المطاف.
آخر السطر:
الغالبية يترقبون وينتظرون ويرصدون المواقف التي لن ينساها التاريخ.