قدَّم المؤلف والمخرج سليمان البسام عرضاً خاصاً لمسرحية «صَمْت» (Mute) في مركز اليرموك الثقافي، التابع لدار الآثار الإسلامية. وكانت مدة عرض المسرحية 60 دقيقة، مع توافر الترجمة الفورية للغة الإنكليزية.
وفي الكلمة الافتتاحية، قال البسام: «يشكل انفجار مرفأ بيروت في أغسطس 2020 خلفية لـ «صَمْت» بشكل ما. هذا العرض قصيدة حُب لبيروت في مواجهة العنف المتصاعد والتضليل الإعلامي غير المسبوق. نسأل أنفسنا عن الأشكال المحتملة للمقاومة الفنية، ما تعريف فعل المقاومة الفنية اليوم؟ وإذا تخلينا عن أدواتنا التقليدية المعهودة (الحدث، والسرد، والشخصيات)، وتخيلنا الفعل المبني على الصمت كأداة للمقاومة، ماذا سنكتشف؟ الشخصية الصامتة التي تتم مخاطبتها غير محددة».
وأضاف: «الصمت هو هي، الصمت هو هو، أنتَ، أنتِ، أنا، كلنا، ولا أحد منا. خلال هذا البحث نستنطق بعض الخبراء حول حدث انفجار المرفأ، هم: المهندس الأميركي راسل أوغل المتخصص في هندسة ومخاطر الانفجارات، والعقيد المتقاعد في الجيش اللبناني إلياس فرحات. يقدم لكم موسيقى الليلة على الطبول والإيقاعات علي حوت، وعلى البزق والباس والطبول عبد قبيسي، بمشاركة الفنانة حلا عمران، التي تقود الليلة المناجاة مع صمت».
المشاركات الخارجية
وفي الختام، شكر البسام المشرفة العامة لدار الآثار الإسلامية، الشيخة حصة السالم الصباح. ولفت إلى أن مسرحية «صَمْت» ستُعرض بمهرجان قرطاج في تونس غدا، لافتاً إلى أنهم سيمثلون الكويت في المهرجان.
وعن مشاركاته بكثرة في المهرجانات المسرحية الخارجية مقارنة بالمهرجانات المحلية، قال: «المهرجان المسرحي المحلي، مع الأسف، يحتاج إلى إعادة غربلة. الفضاء المسرحي الكويتي كُله يحتاج إلى إعادة تفكير».
وحول توصياته للارتقاء بالمسرح المحلي، علَّق: «كنت أكتب في ذلك كثيراً، بمقالاتي سابقاً، لكن لا حياة لمن تنادي».
يذكر أن «صَمْت» نص وإخراج سليمان البسام، أداء حلا عمران، سينوغرافيا وتصميم الإضاءة إيريك سواييه، موسيقى التنين، علي حوت وعبد قبيسي، الترجمة للعربية حلا عمران، مدير الإضاءة سعد سمير، هندسة الصوت ماتيلد دوهسي، إدارة الفرقة والترجمة الفورية وفاء الفراحين، مستشار الأزياء نسج، وأميرة بهبهاني، مدير الإنتاج محمد جواد، المدير الإداري سيف العريف، إنتاج مسرح سبب (SABAB Theatre).
«الجريدة» أخذت بعض الآراء، وكانت البداية مع الفنان جاسم النبهان، الذي قال إن رأيه في العمل من رأي الجمهور المتفاعل، لافتاً إلى أن البسام كان معبِّراً عن ضمير الفنان العربي، ويحمل القضايا الإنسانية، وطرحها بشكل قريب من النفس. وذكر أن البسام مواكب لكل حدث إنساني، خصوصاً العربي، وهذا هو دور الفنان العربي.
من جانبه، أكد المخرج والمنتج السينمائي شاكر أبل أن العرض جميل، والشعر قوي، والكل استفاد من الشعر الذي تم إلقاؤه في المسرحية، والفنانة حلا عمران كان أداؤها مبهراً، مشيداً بالمخرج سليمان البسام، والأداء الموسيقي.
من جانبها، أشادت الفنانة روان المهدي بالعرض، وقالت إنه لا توجد كلمة تحضر في ذهنها لتصف الشعور الذي أحست به في المسرحية، لافتة إلى أن المسرحية قطعة فنية متكاملة من الموسيقى والإيقاعات المستخدمة، وغيرها. بدوره، ذكر الإعلامي باقر دشتي أنه عمل مختلف جداً عن المعتاد، والحوار كان يحاكي ما يحدث الآن في غزة، من التخاذل العربي، ومعاناة الفلسطينيين. وأضاف: «العمل شد انتباه كل الجمهور، ولم نغفل ثانية واحدة عن أحداث المسرحية».
اللحظات الآنية
ومن فريق العمل، قال مدير الإنتاج محمد جواد إنه «عمل مسرحي يحمل اللحظات الآنية التي يمر بها المجتمع العربي، وسليمان البسام دائماً سبَّاق في الطرح ونقل الواقع الذي يعيشه المجتمع العربي، فأنا عايشته منذ عشرين عاماً، ووجدته يلتقط كل صغيرة وكبيرة فيما يحدث حوله، ويترجم ذلك ويعلنه من خلال المسرح».
وأضاف جواد: «هذا الهمس الآن في المجتمع العربي أظهره على شكل مسرحية فيها نصوص شعرية مختارة قدَّمتها حلا عمران بشكل جميل ورائع، والمونولوج قوي ومتنامٍ من البدء حتى آخر لحظة. ساعة كاملة كان العرض شاملاً لكل ما تتعرض له الأمة العربية الآن من الانفجار الذي حصل في بيروت بالميناء، حتى ما يحصل الآن في غزة، قدَّمه بشكل موجز وعلمي، سهل وسلس، استخدم فيه السهل الممتنع في المسرح».
من ناحيتها، قالت الفنانة حلا عمران إن نص المسرحية شعري كتبه البسام، لافتة إلى أن المسرحية أخذت منهم 3 سنوات للتحضير.
وعبَّرت عمران عن سعادتها بردود فعل الجمهور تجاه العمل، مبينة أنهم سيقدمون عرضين في مهرجان قرطاج. وأوضحت أنها تعمل مع البسام منذ 12 عاماً، وقدَّمت معه أعمالاً كثيرة، منها: «آي ميديا»، و«في مقام الغليان».