ضمن فعاليات النشاط الثقافي المصاحب لمعرض الكويت الدولي للكتاب الـ 46، احتضن «رواق الثقافة» جلسة حوارية بعنوان «بين الكاتب والكتاب: نجمة واحدة قد تكفي» مع المؤلفة باسمة العنزي، وأدار الجلسة عبدالله آل عبدان، الذي قدَّم مجموعة من المحاور الثرية والأسئلة.

في البداية، تحدثت العنزي عن الواقعية في الأدب، والكتابة عن الواقع، وقالت إن لكل كاتب خطه المعيَّن، وأسلوبه المعيَّن في الكتابة، مشيرة إلى أنها تستهويها الشخصيات الواقعية أكثر من الأفكار الفنتازية، لافتة إلى أن «الواقع مليء بالتفاصيل المتشعب، ونحن حالياً نعيش في حقبة زمنية التفاصيل فيها متتالية جداً، وساعة واحدة من عُمرنا مليئة بالحكايات والقصص، وأنها ككاتبة تستطيع التقاط التفاصيل ومواضيع تستهويها».

Ad

وأضافت أنه ربما هناك كُتاب آخرون يفضلون الجانب التاريخي والفنتازي، وعلَّقت: «أعتقد أن لكل واحد توجهه».

وحول عنوان المجموعة (نجمة واحدة قد تكفي)، ذكرت أن الناشر محمد العتابي قال إن إصدارها يعطي انطباعاً بأنه ديوان شعري، لكنه في الحقيقة بعيد تماماً كمضمون عن الشعر، لافتة إلى أن «نجمة واحدة هي نجمة التقييم، وفي حياتنا المعاصرة معظم الأشياء التي نستخدمها كمستهلكين خاضعة للتقييم، وتقييمنا كمستهلكين لكل السلع التي نستخدمها هو سبب عنوان هذه المجموعة، خصوصاً أن البطل في القصة كان من الناس الذين يقيمون بشدة ما يستخدمونه».

وبينت أن المجموعة لها علاقة بعوالم الاستهلاك، والعولمة وغيرها، وعلَّقت: «وجدت أن أنسب عنوان للمجموعة هو (نجمة واحدة قد تكفي)»، لافتة إلى أنه في العناوين تسأل الأصدقاء، حيث تضع قائمة صغيرة بالعناوين، وبعدها تسأل، لتستشف الآراء، وبالنهاية تختار العنوان.

الحياة المعاصرة

وعلى هامش الجلسة، تحدثت العنزي عن إصدارها الجديد، وقالت إن «نجمة واحدة قد تكفي» عبارة عن مجموعة قصصية قصيرة يصل عدد صفحاتها إلى نحو سبعين صفحة، وتتكون من عشرة نصوص قصصية، تتناول الحياة المعاصرة، وتتضمن شخصيات من واقع المجتمع الكويتي. وذكرت أن المجموعة القصصية نالت استحسان القراء.

التشعب والتعمق

وبسؤالها عما تفضل، القصة القصيرة أو الرواية؟ أجابت العنزي: «القصة القصيرة تناسب انشغالاتي ووقتي الضيق، لكنني أيضاً أميل للرواية، فلديَّ روايتان: (قطط إنستغرام)، و(حذاء أسود على الرصيف)، وإذا كان هناك موضوع يحتاج إلى التشعب والتعمق، فبالتأكيد الشكل الفني الأنسب له هو الرواية».

مسلسل درامي

وعن إمكانية تحويل نصوصها إلى سيناريو، قالت إنه إذا عُرض عليها، فليس لديها أي مانع، مبينة أن رواية «قطط إنستغرام» من الممكن أن تتحول إلى فيلم أو مسلسل درامي، لافتة إلى أن القصص القصيرة من الممكن أن تكون أفلاماً قصيرة جداً.

من جانب آخر، نصحت العنزي الكُتاب الشباب بالقراءة، وعدم الاستعجال في النشر، وبدء مرحلة النشر في المواقع الأدبية، والاستماع والانفتاح للآراء، وتلقي النقد بصدر رحب، وبعدها مرحلة طويلة ونشر الإصدار.

وحول رأيها في الكُتاب الذين يكتبون للمشاركة في الجوائز أو للظفر بها، أكدت أن هذا الأمر صعب جداً أن يكون فقط للجوائز، والفوز بها، لافتة إلى أن التخطيط لا يكون ناجحاً في معظم الأمور، لكن لا مانع من إنجاز العمل أولاً، ثم التقدم للجائزة، والفوز بها، فهذا شيء جميل.

وضمن فعالية اخرى، في رواق الثقافة بمعرض الكويت الدولي للكتاب الـ 46 شارك 4 من الشعراء في أمسية شعرية قدّمها الشاعر محمد هشام المغربي، أنشدوا فيها مجموعة من أفضل أبياتهم، الشاعران الكويتيّان جابر النعمة ومريم العبدلي، والشاعر الأردني نضال برقان، والشاعر السعودي شتيوي الغيثي.

واستهلت الشاعرة مريم العبدلي الأمسية كي تقرأ بعضاً من قصائدها التي باحت فيها بما يعتمل في نفسها من شعر اتّسم بالرقة والعذوبة، لتقرأ قصائد «فزع قريب»، و«المجد للمنتحرين»، و«أمّهات»، و«الهالكون»، فيما أهدت قصيدة لها للروائي الراحل شيخ الروائيين إسماعيل فهد إسماعيل.

واتسمت قصائد العبدلي بالشغف الفلسفي والقدرة على اقتناص الفكرة من منابعها ومن ثم رصد تحولاتها، في صيغة قصيدة.

ومن خلال لغته العربية العميقة قرأ برقان قصائده، بكل ما تحمله تفاصيلها من جمال في الشكل والمضمون.

وبرقان شاعر وإعلامي أردني له العديد من الدواوين منها «مطر على قلبي» و«مجاز خفيف»، و«ذئاب المضارع»، ودراسة أدبية حول «مقام من أجل الحياة: هشام عودة شاعراً».

وجاء دور الشاعر الغيثي، الذي قرأ في البداية قصيدة في حب الكويت، مادحاً فيها ما يتميز به شعبها من كرم وأصالة، كما شكر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على هذه الاستضافة الشعريّة.

ومن ثم فقد كرس معظم قصائده لفلسطين، كي يؤرخ ويوثق لهذا الشعب الأبي، وما يقوم به من نضال في سبيل عدم الرضوخ للطغيان الصهيوني، كي ينشد نصوصاً من أجل فلسطين، تلك التي مجد فيها الأرض الفلسطينيّة والعجوز الفلسطينيّة التي تقف أبيّة شامخة أمام التعنت الصهيوني، وأطفال الحجارة الذين ضربوا أروع الأمثلة في الفداء والتحدّي، ثم قرأ قصيدة «شهقة ليل العزلة»، التي كتبها أيام كورونا، بالإضافة إلى إلقاء نصوص التزم فيها بالشعر الحر وشعر التفعيلة.

في حين قرأ الشاعر النعمة، قصائد تضمّنت في معظم مفاصلها الشعريّة رؤى فلسفيّة وحياتيّة ليقول: «في سواد الليل أرى بوضوح كيف ينمو الظلام على شفتيك»، ويقول أيضاً: «لم أكن في الليالي أخاف الظلام، بل أخاف الكلام، ومن ثم توالت قصائده «قمر لا يرى»، «هذا البحر دمي»، كما تحدث عن الأقنعة والحزن والحلم، وغير ذلك من المشاعر الإنساني التي رصدها شعرا.