العيداني: الفنان التشكيلي العربي مظلوم مادياً ومعنوياً

نشر في 03-12-2023
آخر تحديث 02-12-2023 | 18:01
الفنانة عبير العيداني
الفنانة عبير العيداني
الإصرار على مواصلة الطريق نجاح، ومحاولة التوفيق بين المهنة والهواية نجاح آخر، هكذا حققت التشكيلية عبير العيداني ذاتها، فهي المهندسة المشغولة بالأدوات والقياسات الهندسية، لكنها لم تنس هوايتها في الرسم والتلوين، فجمعت بينهما، وصارت من الأسماء اللامعة في عالم التشكيل على الساحة العراقية والعربية. حول مسيرتها، ونجاحها في المزاوجة بين مهنتها وهوايتها التي وصلت للاحتراف، التقتها «الجريدة»، وكان الحوار التالي:

• كيف نتتبع معاً، ومع قراء «الجريدة»، أبرز محطات تجربتك الفنية؟

- لكل فنان محطات يفخر بمروره بها، وبالنسبة لي كانت أهم محطاتي في الفن التشكيلي من خلال مشاركتي في أكبر معرض عالمي نسوي بمناسبة يوم المرأة العالمي، ولأربع سنين متتالية، وكذلك اختياري للمشاركة في أول مخيم فني لـ «يونسكو» يقام بالشرق الأوسط، واقتناء عمل لي من قِبل مكتب الأمم المتحدة في أبوظبي، كذلك يُعد محطة مهمة لي، وعرض أعمال لي في متحف الشارقة للفنون الحديثة محطة مهمة كذلك.

• ما الذي جعل مهندسة الميكانيكا تشتبك بعمق مع الريشة والتالة، لتنتج الكثير من اللوحات الإبداعية؟

- كان يراودني حلم أن أكون فنانة تشكيلية، حيث أحببت أن أجعل العالم يطلع على ما في مخيلتي من أفكار أترجمها بلوحات، لكن دراستي للهندسة كانت ضمن المسيرة الحياتية الطبيعية لبناء مستقبل، لذا بعد أن أصبحت مهندسة قررت السعي خلف حلمي، والإمساك بريشتي وأقلامي وأوراقي، لكي أبدع وأنتج كل ما هو جميل عن طريق الفن.

• برأيك، هل لايزال الفنان العربي يعاني غياب الدعم المادي والمعنوي بالمجتمع العربي، رغم وصول العديد منهم إلى العالمية؟

- للأسف، الفنان العربي مظلوم مادياً ومعنوياً، إلا القلة التي استطاعت اجتياز حدود القوقعة العربية للعالمية. أعتقد أن السبب الرئيسي هو الافتقار لثقافة الاقتناء من قِبل العرب، وعدم استيعابهم أن مصدر رزق الفنان هو لوحاته، لكي يستمر ويبدع، فتجدهم يطلبون من الفنان لوحات من دون مقابل، أو يطلبون رسم بورتريهات لهم كذلك من دون مقابل. الفنان لابد له من الحصول على دخل يكفيه، لكي يبقى متمسكاً بفنه وإبداعه.

• ما المعايير والسمات التي تتكئين عليها في إنتاج لوحاتك؟

- المعايير والسمات التي أعتمد عليها في إنتاج لوحاتي الفنية متنوعة وعديدة، أهمها: التعبير الشخصي، فالفن يمكن أن يكون وسيلة للتعبير عن الرؤى والمشاعر الشخصية للفنان، وكذلك التقنية، حيث الفنان يستخدم مهارات تقنية محترفة في الرسم والتلوين لتحقيق الأثر المرغوب فيه، منها: الاختيار المادي، حيث يختار الفنان المواد والأدوات المناسبة للعمل الفني، مثل أنواع الألوان والأواني والأسطح. التكوين والتوازن: تنظيم العناصر والأشكال في اللوحة بطريقة تجعلها جمالية ومتناسقة. الرمزية: بعض الفنانين يستخدمون رموزاً خاصة في أعمالهم للتعبير عن معانٍ محددة. الإبداع: القدرة على التفكير خارج الصندوق، وابتكار أفكار جديدة ومبتكرة. وأخيراً الرؤية الفنية: الفنان يمكن أن يكون لديه رؤية فنية محددة تتعلق بما يرغب في تحقيقه من خلال أعماله.

• كل فنان يختار تيمة لونية محددة... ما دلالة اللون لديك؟

- اللون عنصر أساسي في التلوين الفني، وهو يلعب دوراً حيوياً في التعبير عن المشاعر والمفاهيم، فالعلاقة بين اللون والتلوين تعتمد على كيفية استخدام الفنان للألوان لنقل رسالته الفنية، ويمكن أن يكون اللون مستخدماً للتعبير عن المزاج، أو إضافة عمق وأبعاد إلى الصورة، ويمكن للفنان استخدام تدرجات اللون والتباينات بينها لتحقيق تأثيرات مختلفة في التلوين، وجعل اللوحة تنبض بالحياة.

• مسيرتكم الفنية المتواصلة، هل استطعت من خلالها إنجاز اللوحة التي في مخيلتك؟

- كل لوحة بالنسبة للفنان هي لوحة في مخيلته، وإلى الآن أعتبر لوحاتي تسلسلاً لأفكاري، حتى أجد الفكرة التي تجسد اللوحة التي في مخيلتي.

• هل أنت أسيرة تقنية أو أسلوب فني معيَّن أم مجرد إعجاب عابر؟

- أبداً! لا أقيد نفسي بأسلوب أو تقنية خاصة أو بقوانين معينة، لأن الرسم هو مخيلة واسعة من دون قيود، واستخدام الحس الفني المرهف للوصول إلى الإبداع المطلوب.

• المشاركات في المعارض الخارجية، هل تعبِّر عن رؤية الفنانين؟

- المشاركات الخارجية للفنانين تعبِّر عادة عن رؤيتهم وإبداعهم، لكن قد تكون أيضاً تجارية، بغرض الكسب المادي عموماً. الهدف يعتمد على الفنان، وما يسعى لتحقيقه.



• كيف ترين التجربة التشكيلية العربية؟

- التجربة التشكيلية في العالم العربي عبارة عن تجمع دينامي ومتنوع للفنانين الذين يبحثون عن تعبيرهم الفني من خلال الفن التشكيلي، حيث التجربة التشكيلية العربية لها تاريخ طويل في العالم العربي ومتنوع يمتد لعدة قرون، حيث تميزت بأعمال فنية رائعة في مجالات مثل الخط العربي والزخرفة الإسلامية، كذلك تنوع الأساليب، حيث الفنانون التشكيليون العرب يتبعون مجموعة متنوعة من الأساليب والمدارس الفنية، بدءاً من التقليدية إلى العصرية والتجريبية.

أحب التنوع في استخدام الأساليب المختلفة من التجريد إلى الواقعية

من ناحية أخرى، فإن التجربة التشكيلية العالمية تمتاز بتعدد الثقافات، حيث يشارك فيها الفنانون من جميع أنحاء العالم، ويجلبون معهم تأثيرات ثقافية مختلفة، إضافة إلى التجديد والتجريب، حيث الفنانون العالميون يتجرأون على تجديد الأساليب والتقنيات الفنية، ويسعون جاهدين لاستكشاف مفاهيم وأفكار جديدة.

• من خلال مسيرتكم الفنية، ألا ترين أنه على الفنان أن يبدع فنه بحرية من دون قيود أو شروط سياسية مسبقة؟

- نعم، الفنان يجب أن يكون لديه حرية كاملة للتعبير عن رؤيته من دون قيود سياسية.

• هل تعبِّرين عن أحلامك الخاصة من خلال رسم ملامح الوجوه الإنسانية؟

- الفن يمكن أن يعبِّر عن الأحلام والرؤى الشخصية للفنان. ممكن أن يتم التعبير بطرق أخرى، وليس فقط من خلال رسم ملامح الوجوه الإنسانية.

• كيف ترين أهم الخصائص والأساليب الفنية التي تميز أعمالك؟

- أسلوب الفنان يعكس توقيعه الفني الفريد، ويمكن أن يتضمن مزيجاً من التقنيات والمواد المستخدمة، وبالنسبة لي أحب التنوع في استخدام الأساليب المختلفة من التجريد إلى الواقعية وما بينهما.

• لكل لوحة عنوان، فهل العنوان جزء مهم من الفكرة ويسبق اللوحة، أم أن اللوحة هي التي تأتي بالعنوان؟

- العنوان في الفن قد يكون جزءاً مهماً من الفكرة، أو يمكن أن يسبق اللوحة أو ينشأ بناءً على العمل نفسه. هذا يعتمد على رؤية الفنان، وكيف يريد أن يتفاعل الجمهور مع عمله.

• مر العالم بالكثير من الأزمات والحروب، هل قدمتم عملاً يعبِّر عن ذلك؟

- قدمت عدة أعمال عن أزمة كورونا، من أهمها لوحة «العائلة»، التي تعبِّر عن تضامن وتكاتف العائلة من أجل مواجهة الأزمات، وهذا العمل استطاع حصد عدة جوائز، من أهمها جائزة نون للفنون من نادي الشارقة للسيدات.

back to top