قانون المروريا وزير الداخلية
لن أتطرق إلى قضية زحمة الشوارع ولا الأسباب التي أدت إلى تأخر الحكومة في تنفيذ مشاريع النقل الجماعي، ولا لأسباب زيادة أعداد الوافدين الحاصلين على رخص القيادة مقارنة بعدد الكويتيين رغم قناعتي بحقهم في الحصول عليها لعدم وجود بدائل فاعلة لوسائل النقل الجماعي، لكن حديثي ينصب حول ضبط المستهترين بقانون المرور وتعريض المواطنين وممتلكاتهم للخطر.
الحديث اليوم ينصب حول قانون المرور الجديد المزمع مناقشته في مجلس الأمة وما فيه من غرامات مغلظة لضبط المخالفين والمستهترين بأروح الناس، لكن السؤال الأهم: كيف ستتعامل وزارة الداخلية مع هذا القانون؟ وهل لديها الإمكانات الكافية من العناصر البشرية المؤهلة والدعم اللوجستي والآليات اللازمة لضبط الأمن المروري؟
الشيخ طلال الخالد: عندما تولى اللواء عبدالفتاح العلي وقبله الفريق أول محمود الدوسري مهام المرور استطاعا فرض القانون خلال فترة عملهما في قطاع المرور بخفض نسب الحوادث والإصابات والوفيات إلى النصف، لأنهما كانا مثالا للقائد المبادر الذي لم يتردد في المحافظة على أمن الكويت، والوزارة اليوم لا تخلو من الكفاءات الوطنية المخلصة القادرة على أداء عملها بأكمل وجه.
معالي الوزير: أهل الكويت أطلقوا عليك لقب حبيب الشعب، وهو لقب تستحقه بسبب مواقفك الصلبة تجاه تجار المخدرات والكثير من القضايا الأخرى، واليوم أيضاً نطالبك باسم الشعب بفرض هيبة قانون المرور على كل مستهتر يتباهى بكسر القانون وضبط سلوك كل متهور.
معالي الوزير: الكويت أمانة في عنقك، فالاستهتار قد وصل إلى داخل المناطق السكنية من خلال إقامة حفلات الزار والاستعراض والتقحيص الموثقة على مواقع التواصل الاجتماعي، بل إن هؤلاء المستهترين لا يتوانون عن نشر صورهم على صفحاتها.
وهناك قصور واضح في استجابة عمليات وزارة الداخلية لبلاغات المواطنين، فمن غير المقبول استمرار حفلات الاستعراض والتقحيص في ضواحي الكويت ومنها منطقة الأندلس لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة رغم تكرار البلاغات، ولولا لطف الله وتدخل اللواء توحيد الكندري وحضور دوريات الداخلية لوصلت الأمور إلى ما لا يحمد عقباه.
في الختام ضبط المرور جزء لا يتجزأ من الأمن الاجتماعي، ومن هنا نطالب الإخوة والأخوات في مجلس الأمة إقرار قانون المرور وتغليظ عقوبات المخالفات الجسيمة بمصادرة السيارات وسجن مرتكبي المخالفات المرورية الجسيمة، وفي مقدمتها السرعة الجنونية، ومن يقوم بالاستعراض والتقحيص، أما فيما يخص متجاوزي الإشارات المرورية لأكثر من مرة ففي هذه الحالة تطبق عليه العقوبات المتشددة نفسها، فحياة الناس وسلامة ممتلكاتهم ليست عرضة لمثل هؤلاء الأفراد المستهترين.
ودمتم سالمين.