3 رسائل دولية للبنان بشأن الجنوب والجيش والرئاسة
تجددت المواجهات على الحدود الجنوبية للبنان بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، على وقع انهيار الهدنة في قطاع غزة، وعليه، فإنّ المعادلة أصبحت واضحة في الترابط بين الجبهتين، وبمدى ارتباط الوضع اللبناني بتطورات الوضع في المنطقة.
فقد استأنف حزب الله عمليات استهدافه لمواقع الجيش الإسرائيلي المتاخمة للحدود اللبنانية، فيما يستمر الانقسام الداخلي بشأن غالبية الملفات، بدءا من نشاط الحزب العسكري على الحدود، ووصولاً الى أزمة الفراغ في رئاسة الجمهورية والفراغ المقبل الى قيادة الجيش، وسط اعتراض على التمديد لقائده جوزيف عون.
ولا ينفصل هذا الانقسام الداخلي، عن الضغوط والتحذيرات الدولية المستمرة التي يتم إبلاغها للمسؤولين اللبنانيين حول ضرورة وقف حزب الله لعملياته العسكرية من الجنوب، كي لا يستدرج حرباً على لبنان، مع رفع القوى الدولية شعاراً جديداً هو تطبيق القرار 1701 لضمان الاستقرار وتثبيت الهدوء، وهذا لا بدّ أن يمرّ بتسوية شاملة تتصل بكل الملفات، وهو ما يحتاج إلى تفاوض مع حزب الله وخلفه إيران.
وفي هذا السياق، تكشف مصادر دبلوماسية غربية لـ «الجريدة» أن 3 رسائل دولية تم توجيهها إلى لبنان، الأولى تدعو الى ضبط النفس في الجنوب، وهي رسالة تم نقلها كذلك الى إسرائيل على الضفة الأخرى من الحدود، في ظل وعي متقدم تظهره الأطراف الدولية بشأن الحالة الطارئة لدى اللبنانيين ومخاطر استدعاء الحرب الى لبنان.
والثانية، هي ضرورة تحمّل المسؤولية فيما يتعلق بقيادة الجيش، واستغراب للتفكير في عدم التمديد لقائد الجيش، في ظل الوضع القائم، وريثما يتم حل الأزمة الرئاسية، لأن ذلك يرتبط بالأمن القومي اللبناني.
أما الرسالة الثالثة، فهي عودة التعاطي الجدي مع أزمة الفراغ الرئاسي، وضرورة السعي إلى انتخاب رئيس، وهو المسعى الذي تؤيده اللجنة الخماسية (الولايات المتحدة، والسعودية، وفرنسا، ومصر، وقطر)، مع التأكيد بأن هناك توافقاً تاماً بين أعضائها حول سبل حل هذه الأزمة دون وجود أي ثغرات.
وفي هذا السياق، يبرز تقاطع للمواقف لدى الدول المعنيّة، بأن المرشحين السابقين غير قادرين على جمع الأكثرية للوصول الى الرئاسة، وأن استراتيجية التعب لدى الآخر لن تنجح، وعليه يجب إيجاد خيار ثالث، لأن هناك استحالة لانتخاب رئيس من دون توافق.
وتؤكد المصادر نفسها أنه تم نقل رسالة واضحة لكل المسؤولين والأطراف السياسية، حول ضرورة إيجاد خيار رئاسي ثالث، والدعوة الى جلسة نيابية يتم فيها انتخاب رئيس، مع التشديد على أن اقتراح بعض الأطراف لاستمرار تأجيل الاستحقاق الرئاسي الى حين انتهاء حرب غزة لم يعُد مطروحاً، وأن ما يجري في غزة يجب أن يعزز فرص التوافق.
وتطرح المصادر الدبلوماسية سؤالاً جدياً حول مَن يمثّل لبنان في أي مفاوضات دولية وإقليمية بشأن إيجاد حلول شاملة بالمنطقة، في ظل الفراغ المؤسساتي وغياب الحد الأدنى من التوافق بين القوى السياسية؟ وبالتالي يجب على اللبنانيين وضع حد للانهيار القائم وترتيب الوضع الداخلي.
أما فيما يتعلق بالقرار 1701، الذي ينص خصوصاً على انسحاب مقاتلي حزب الله الى شمال «الليطاني»، فتؤكد المصادر أن الدول المعنيّة متمسكة به، وبالتالي، فإن المساعي لتطبيقه متواصلة، وأكثر من ذلك ترى بعض الدول أن الفرصة مناسبة تماماً لتطبيقه.