«بين النص والقارئ» تختتم معرض الكتاب الـ 46
الجسار كرَّم الطلبة المبدعين في الشعر والقصة والتصوير
اختتم معرض الكويت الدولي للكتاب الـ46 فعالياته بندوة «بين النص والقارئ... المترجم وسيط اللغة»، بمناسبة الاحتفاء بمرور 25 عاما على سلسلة إبداعات عالمية، في «رواق الثقافة»، وبحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. محمد الجسار، والأمين المساعد لقطاع الثقافة عائشة المحمود، وتحدث في الندوة المترجم الأردني صفون الشلبي، والمترجم السوري محمد غنوم، والشاعر والكاتب والمترجم العراقي كامل العامري، والمترجمة المصرية د. أماني حبشي، بينما أدار الأمسية فاطمة عبدالسلام.
من جانبه، قال الشلبي: «مشكلة الترجمة في الوطن العربي انها عمل غير مؤسسي وفردي، حيث يتقدم المترجم لدور النشر وينتظر موافقتهم على نشر الترجمة من عدمها، وسلسلة إبداعات عالمية قدمت جودة عالية من الترجمة في مختلف المجالات، بينما دور النشر الأخرى متباينة بين احترام وجهود المترجم وهناك من لا يراعي ذلك»، لافتا إلى أن إعادة الترجمة تثري العمل، ولكل شخص رؤية خصوصا في العلوم الإنسانية.
بدوره، ذكر محمد غنوم: «تجربتي مع دور النشر الخاصة كانت سلبية للأسف، خصوصا بعد أن ترجمت كتابا هاما عام 2007 وأعطيته لإحدى دور النشر ووعدوا بمراجعة الكتاب ولم يتم ذلك، وأرى أن المراجعة مهمة جدا، وهو ما يتوفر في النشر المؤسسي، مثل سلسلة إبداعات عالمية، فثمة اهتمام كبير بالمراجعة»، مضيفا ان اعادة الترجمة فيها فائدة في ظل اختلاف الأزمنة، ما يترتب عليه بالضرورة اختلاف اللغة، وأوضح أن استراتيجيات الترجمة إما بأسلوب التوطين أو إضفاء الطابع المحلي على الترجمة، أما الأسلوب الثاني فهو التغريب، بمعنى إضفاء طابع الغربة على النص.
من جهته، أفاد كامل العامري: «تعاملت مع المجلس الوطني، وأعتقد أنه بذرة كبيرة جدا لكيان هام وضخم في عالم الترجمة». وحول اتساق أساليب الترجمة اوضح أن «اللغة حمالة وكل مترجم هو قارئ قبل كل شيء، ويريد أن ينقل هذا الشيء وفق رؤيته، كما أن هناك تغيرات في الأزمنة، على سبيل المثال ترجمة شيء في القرن الـ19 لا تصلح للزمن الحالي، لأن اللغة حاليا تختلف عما كانت عليه من قبل، ويفترض أن تترجم كل الأعمال المؤسسة للثقافة كل نصف قرن».
أما د. أماني حبشي فقالت: «تجربتي مختلفة كوني أترجم من الإيطالية، وتعاونت مع المجلس الوطني من خلال ترجمة 3 روايات ساهمت في انتشارها على نطاق واسع والسلسلة استفدنا منها كمترجمين»، مؤكدة أنها تفضل التعامل مع مؤسسة تدعم النشر مثل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
وحول كيف يكون المترجم وسيطا بين القارئ والنص، أوضحت: «هناك مفهوم بأن المترجم يجب ان يكون على الحياد، والحقيقة ان المترجم ليس محايدا على الاطلاق، ومنذ بداية اختياره ليس محايدا، الترجمة قد تستخدم لتحقيق اهداف سياسية محددة وكل مترجم لديه توجهاته الشخصية، لذلك لا أستطيع ادعاء الحياد، وليس كل ما يعرض علي أقبله، لكل مترجم خطة وهدف يريد أن يصل له من خلال الوساطة».
قاعدتان أساسيتان
ومن جانب آخر، تحدث رئيس لجنة النشاط الثقافي المصاحب لمعرض الكويت الدولي في دورته الـ 46 محمد المغربي عن النشاط المصاحب، قائلا: «عملنا خلال الدورة الـ46، التي اختتمت فعالياتها أمس الأول، على قاعدتين أساسيتين، وهذه هي المرة الأولى التي يتم العمل فيها على هذا النحو في معرض الكتاب، القاعدة الأولى نشاط الرواق الثقافي، وهو من إعداد إدارة الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والقاعدة الأخرى النشاط الذي أقيم في المقهى الثقافي، وهو من إعداد مجموعة من المؤسسات الرسمية، والمبادرات الشعبية، وجمعيات النفع العام، والمتطوعين».
المغربي: حرصنا على تنوع أنشطة الرواق الثقافي
وقال المغربي، في تصريح صحافي، «بالنسبة للرواق الثقافي هو برنامج وضعناه تحت شعار التجسير الثقافي أو التجسير ثقافة، وحاولنا منذ البداية أن نستعين بخبرات من خارج المجلس ومن داخله، لصناعة جدول متنوع في مواضيعه وغير متكرر في أسمائه، وحرصنا في هذا الجدول من بداياته على تنوع مادته، فمثلا تناولنا الشعر، وهو عنصر مهم في معرض الكتاب، من خلال الأمسيات الشعرية، وكانت لنا أمسية مع الشاعر العراقي سعد الياسري، وأمسية لشعراء من سلطنة عمان، وأمسية لشعراء متنوعين من الكويت، والأردن، والسعودية».
وأردف: «لم نغفل أيضا دور التاريخ في البرنامج، وحاولنا أن ندخل محاضرتين تتكلمان عن التاريخ، الأولى للدكتورة مريم الكندري، والثانية للباحث أحمد الصميط، وأيضا حاولنا أن نثبت فقرة كاتب وكتابه من العام الماضي، وهي جلسة حوارية تناقش أحدث الإصدارات بوجود المؤلف، ووجود الجمهور الذي يشترك في الحوار والنقاش، أيضا الفنون الأخرى مثل السينما وفنونها كانت معنا في ندوة قدمها السينمائي والمخرج مساعد خالد، وأدب الطفل كان حاضرا من ناحيتين: ورشة قدمتها الفنانة العمانية ابتهاج الحارثي، وندوة قدمتها د. نبيهة محيدلي من لبنان».
واستطرد: «بشكل عام حاولنا في هذا الرواق الثقافي أن نكون الأقرب للجمهور، فسيلاحظ الزائر وجودنا في لوبي بين قاعة 5 و6، حيث مرور الزوار والمشترين من القاعتين، وهذا الأمر أتاح لنا التلاقي المباشر مع الجمهور، وشهدنا ارتفاعا في نسبة الحضور، ودخول جماهير أو فئات من الجمهور اهتمت أن تدخل للندوات للمرة الأولى، والبعض أشار إلى ذلك، وصحيح أن القاعة لم تكن خالية من ضوضاء المعرض، ولكن هذا كان جزءا من فعالية المعرض، وهي هذه الضوضاء التي تصاحب ازدحام قراء الكتاب وعشاقه».
وبدوره، كرَّم الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. محمد الجسار، الفائزين في مسابقة جوائز الطلبة المبدعين، بعد الاطلاع على المشاركات والتأكد من مراعاتها للجوانب الفنية لكل مجال. وشارك في التكريم الأمينة العامة المساعدة لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني عائشة المحمود.
وتسلمت الجائزة الطالبة حور محمد المطيري من المعهد الديني عن فئة الشعر، والطالبة جنا بدر المطيري من مدرسة الفريعة بنت مالك عن فئة القصة، والطالبة فاطمة براك الغانم من مدرسة فاطمة الصرعاوي عن فئة التصوير الفوتوغرافي.
وحصلت الفائزات على شهادة من «الوطني للثقافة»، وجائزة مادية قيمتها 300 دينار، كما نوه المحكمون بتميز مشاركات فاطمة عبدالأمير ورشيد العبدالجادر وروان العجمي ولجين المقصيد.
وأوضح رئيس لجنة رواق الثقافة في معرض الكويت الدولي للكتاب الـ 46 محمد المغربي، أنه تم تلقي طلبات وأعمال المشاركين بالمسابقة في مطلع أكتوبر الماضي من أبناء وبنات مرحلة الثانوية العامة، وأغلق باب التسجيل مطلع نوفمبر الماضي، وتم إرسال جميع المشاركات إلى المحكمين، ومن ثم إعلان النتائج، لتكريم أفضل الأعمال المشاركة بإجماع أعضاء لجنة التحكيم.