تهدف الرسائل الدولية والدبلوماسية، التي يتم إيصالها إلى الحكومة اللبنانية ومختلف الأفرقاء، إلى محاولة للبحث عن طريقة لإرساء الاستقرار والهدوء على الجبهة الجنوبية.
وتتضمن التحذيرات تهديدات باحتمال لجوء اسرائيل إلى شن حرب واسعة في الجنوب، كما أن بعض الرسائل تحذر من لجوء إسرائيل إلى اجتياح بري على غرار عملية الليطاني في عام 1978، لخلق منطقة آمنة على الحدود، ومنع «حزب الله» من الاستمرار في شن عمليات ضدها.
يدخل لبنان كل هذه الرسائل في خانة التهويل والتهديد، وأنها موجهة إلى سكان شمال إسرائيل الرافضين للعودة إلى منازلهم ومستوطناتهم، في ظل استمرار العمليات التي ينفذها «حزب الله» وتمتعه بالقوة اللازمة لتنفيذ أي هجوم مشابه لعملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر.
وتتزايد السجالات الإسرائيلية الداخلية حول هذا الوضع، فيما تستمر العمليات العسكرية في جنوب لبنان، والتي تظهر فيها مؤشرات ميدانية جديدة، وهي قصف الجيش الإسرائيلي منازل لبنانية، جزء منها لايزال قيد الإنجاز.
يقول الإسرائيليون إن هذه المنازل عبارة عن مراكز لحزب الله، وبنى تحتية تعود إليه، بينما لا أحد يؤكد ذلك في لبنان، وقريبون من الحزب يعتبرون أن الادعاءات الإسرائيلية هدفها ايصال الرسائل إلى الداخل الإسرائيلي بأن الجيش يقوم بعمليات لإبعاد الحزب عن الحدود وتطبيق القرار 1701.
في ضوء هذه الادعاءات الإسرائيلية، تكثر التحليلات بشأن الهدف منها، وهناك من يضعها في خانة إعلان تحقيق إنجازات عسكرية، وإبعاد الحزب عن جنوب نهر الليطاني من خلال استهداف بناه التحتية في تلك المنطقة، ما يعني خلق واقع تفاوضي بالنار مع «حزب الله» لمنعه من الذهاب إلى تصعيد المواجهات بشكل أكبر، كي لا يكون هناك اضطرار للجوء إلى حرب أوسع.
في المقابل، هناك من يذهب إلى اعتبار أن هذه الاستهدافات نوع من تمشيط بالنار لمواقع الحزب في جنوب النهر بحال تطورت الأوضاع، وقام الإسرائيليون بتنفيذ عملية توغل بري إلى تلك المنطقة بالمرحلة المقبلة، وهو ما تستبعده المصادر اللبنانية، وتعتبر أن الإسرائيليين ليسوا في وارد التورط بأي معركة واسعة أو مفتوحة مع لبنان.
كل ذلك يندرج في سياق تفاوض إقليمي دولي للوصول إلى حلول شاملة أو جزئية للملفات العالقة، والعنوان الأساسي الذي تنطلق منه الدول في طروحاتها هو أهمية تجنيب لبنان الحرب أو التصعيد العسكري، لذلك لابد من البحث عن حل يطبق القرار 1701 ولو «نظرياً» ويعيد تشكيل السلطة.
وهذا ينتج عنه احتمالان، الأول بسيط وسهل هو إنجاز تسوية سياسية شاملة يكون «بطلها» حزب الله مع ما سيعرض عليه من اثمان سياسية وربما رئاسية لقاء عدم انخراطه في الحرب الواسعة، أما الاحتمال الثاني فهو استمرار الوضع على ما هو عليه مع كل ما يحمله من مخاطر الانزلاق إلى حريق كبير.
وفي أعنف حادثة من نوعها على الجبهة الشمالية، ربما منذ بدايات الحرب، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أمس، بإصابة 11 جندياً بجروح بين متوسطة وطفيفة، بعد إطلاق صاروخ مضاد للدبابات من لبنان باتجاه بيت هيلل في الجليل الأعلى.
وقالت الصحيفة إن «إنقاذ الجنود كان بمثابة معجزة، لأنهم خرجوا من سياراتهم قبل ثوانٍ من إصابتها بصاروخ أطلقه إرهابيو حزب الله، وأصيبوا بشظايا، وتم نقلهم إلى مستشفى زيف في صفد».