حرب غزة تضغط على نشطاء السلام الإسرائيليين
بعضهم فضّل التزام الصمت... وآخرون طُردوا من وظائفهم
يعيد نشطاء سلام إسرائيليون تقييم موقفهم في أعقاب حرب غزة. ورصد تقرير لشبكة سي إن إن الأميركية، مواقف بعض هؤلاء النشطاء الذين «أعادوا التفكير» في الوضع، أو «ربما يخشون» الاستمرار في مواقفهم السابقة بعد هجوم «حماس» غير المسبوق في 7 أكتوبر، خصوصاً بعد مقتل عدد من نشطاء السلام في ذلك الهجوم المباغت.
واختارت مجموعات يسارية ونشطاء مدافعون عن حقوق الإنسان في إسرائيل (مثل الناشطة الحقوقية الإسرائيلية، زيف ستال)، الابتعاد عن المناقشات العامة حول وقف إطلاق النار الدائم للحرب، فيما تدعو أخرى «لوضع نهاية للحرب والوصول إلى حل الدولتين» حتى لو كان رأيها لا يحظى بشعبية.
وانتقد نشطاء محاولات السلطات الإسرائيلية المساواة بين النشاط السلمي ودعم حركة حماس، وقالوا إنه كان «من شبه المستحيل الحصول على تصاريح لاحتجاجات مناهضة للحرب، باستثناء واحدة في تل أبيب».
ونقل التقرير أيضاً عن نشطاء أن «التعاطف بشكل علني مع الفلسطينيين، تسبب في فقدان بعض الإسرائيليين وظائفهم، أو التعرض لعقوبات بشكل آخر، بسبب حديثهم بشكل علني عن الوضع في غزة».
وكشف عضو «الكنيست» عن حزب الجبهة (الذي يضم الحزب الشيوعي الإسرائيلي ومجموعات يسارية أخرى)، عوفير كاسيف، لشبكة سي إن إن، عن إيقافه عن العمل في أكتوبر، لمدة 45 يوماً، بعد تصريحه بأنه «يجب مواجهة الحكومة الإسرائيلية». واتُهم كاسيف أيضاً بالمقارنة بين الخطة الإسرائيلية لقطاع غزة وبين ما يعرف بـ «الحل النازي النهائي» (إجبار اليهود على مغادرة ألمانيا وأجزاء من أوروبا)، لكنه قال إنه «لم يطرح ذلك». وتابع: «لم يهتموا بذلك، بل بالاضطهاد وإسكات المعارضة والأصوات التي ترفع صوتها لمعارضة الحرب».
كما قال صحافي أرثوذوكسي متشدد، يدعى إسرائيل فراي، إنه وزوجته وطفليه، تعرضوا للطرد من منزلهم في القدس يوم 15 أكتوبر، من مجموعات من اليمينيين المتطرفين، وذلك بسبب مقطع فيديو له وهو يؤدي صلاة على ضحايا هجوم «حماس»، وأيضاً على الأطفال والنساء الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في غزة.